رحل خالد محيي الدين، عن عالمنا صباح اليوم الأحد الموافق 5 مايو 2018 ، عن عمر ناهز 95 عامًا، بعد صراع مع المرض، حيث ارتبطت حياته بالرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وكان عضوًا في مجلس قيادة ثورة 23 يوليو، و مؤسس حزب التجمع العربي الوحدوي ، كما شغل بعض المناصب السياسية، وساهم في تأسيس جريدة “المساء”.
ولد خالد محيي الدين في كفر شكر في محافظة القليوبية عام 1922، وعاش مع والده في القاهرة والتحق بالكلية الحربية عام 1937، وتخرج فيها عام 1940، وشارك في حرب فلسطين عام 1984، وفي 1944 أصبح أحد الضباط الذين عرفوا باسم تنظيم الضباط الأحرار والذين انقلبوا على حكم الملك فاروق سنة 1952، وكان وقتها برتبة صاغ، ثم أصبح عضوا في مجلس قيادة الثورة، حصل على بكالوريوس التجارة عام 1951 مثل كثير من الضباط الذين سعوا للحصول على شهادات علمية في علوم مدنية بعد الثورة وتقلدوا مناصب إدارية مدنية في الدولة.
وصفه جمال عبد الناصر بالصاغ الأحمر في إشارة إلى توجهات محيى الدين اليسارية وحينما دعا الصاغُ خالد محيي الدين رفاقَه في مارس 1954 إلى العودة لثكناتهم العسكرية لإفساح مجال لإرساء قواعد حكم ديمقراطي نشب خلاف مع مجلس قيادة الثورة ، استقال على إثره من المجلس، وآثر الابتعاد إلى سويسرا لبعض الوقت.
وكان ابن عمه زكريا محيي الدين مؤسس جهاز المخابرات العامة المصرية.
بعد عودته إلى مصر ترشح في انتخابات مجلس الأمة عن دائرة كفر شكر عام 1957 وفاز في تلك الانتخابات، ثم أسس أول جريدة مسائية في العصر الجمهوري وهي جريدة المساء. وشغل منصب أول رئيس للجنة الخاصة التي شكلها مجلس الأمة في مطلع الستينيات لحل مشاكل أهالي النوبة أثناء التهجير.
تولى خالد محيي الدين رئاسة مجلس إدارة ورئاسة تحرير دار أخبار اليوم خلال عامي 1964 و1965، وهو أحد مؤسسي مجلس السلام العالمي، ورئيس منطقة الشرق الأوسط، ورئيس اللجنة المصرية للسلام ونزع السلاح.
كلف الرئيس جمال عبدالناصر الفقيد بالتفاوض باسم مصر مع دول شرق آسيا الاشتراكية، ويحسب له نجاح كبير في هذا الملف، حيث ساهم في توطيد علاقة مصر بالمعسكر الاشتراكي.
ويذكر له انه رفض السفر مع الرئيس السادات إلى تل أبيب للمشاركة في عملية السلام، وطالب رئيس حزب التجمع السابق أن تكون مفاوضات السلام في جنيف بمشاركة عربية، وتسبب ذلك في دخول عدد كبير من أعضاء حزب التجمع السجون والمعتقلات بسبب موقفهم المعارض لاتفاقية “كامب ديفيد”.
حصل على جائزة لينين للسلام عام 1970 وأسس حزب التجمع العربي الوحدوي في 10 أبريل 1976.
اتهمه الرئيس السادات بالعمالة لموسكو، وهي تهمة كانت توجه لعديد من اليساريين العرب في حقبتي السبعينيات والثمانينيات.
دخل زعيم حزب التجمع في خلاف عام 1977 مع الرئيس محمد أنور السادات بسبب السياسات الاقتصادية التي تبناها وما سميت حينها بسياسات الانفتاح الاقتصادي.
وفي السنوات التي سبقت اعتزاله السياسى أبى المشاركة في انتخابات رئاسية مزمعة في مصر ليقينه بأن الانتخابات لن تكون نزيهة وأنه مشاركته ستستخدم لتبرير شرعية الرئيس مبارك. يرى البعض في تخليه طوعا عن قيادة حزب التجمع مثالا للحكومة والمعارضة في أهمية التغيير وتداول السلطة.
كان عضوا في مجلس الشعب المصري منذ عام 1990 حتى عام 2005 حينما خسر أمام مرشح الاخوان المسلمين.
نشر مذكراته في كتاب بعنوان “الآن أتكلم”.
وله مؤلفان هم والآن أتكلم ـ مذكرات خالد محي الدين ، و الدين والاشتراكية صادر عن دار الثقافة الجديدة.
وذكر في مذكراته “الآن أتكلم” ، عن إنضمامه مع جمال عبد الناصر إلى جماعة الإخوان، حيث أثارت المعلومات التى وردت حول هذا الشأن فى مسلسل “الجماعة 2” حالة واسعة من الجدل، لاسيما بعد أن كذبها سامى شرف سكرتير الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأكدها فى المقابل الدكتور رفعت السعيد، المؤرخ ورئيس المجلس الاستشارى لحزب التجمع.