ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي. اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي اقترعوا. تكلموا بشفاههم وحركوا رؤوسهم وقالوا إن كان آمن واتكل على الرب فليخلصه ولينجه إن كان أراده. (مز ٢٢: ١٦، ١٧ و ٨، ٩)
فاخذ عسكر الوالي يسوع الى دار الولاية وجمعوا عليه كل الكتيبة فعروه والبسوه رداء قرمزياً وضفروا اكليلا من شوك ووضعوه على راسه وقصبة في يمينه. وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون به قائلين: «السلام يا ملك اليهود! وبصقوا عليه واخذوا القصبة وضربوه على راسه. وبعد ما استهزاوا به نزعوا عنه الرداء والبسوه ثيابه ومضوا به للصلب.
وفيما هم خارجون وجدوا انسانا قيروانيا اسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه. ولما اتوا الى موضع يقال له جلجثة وهو المسمى «موضع الجمجمة» اعطوه خلا ممزوجا بمرارة ليشرب. ولما ذاق لم يرد ان يشرب. ولما صلبوه اقتسموا ثيابه مقترعين عليها لكي يتم ما قيل بالنبي: «اقتسموا ثيابي بينهم وعلى لباسي القوا قرعة». ثم جلسوا يحرسونه هناك. وجعلوا فوق راسه علته مكتوبة: «هذا هو يسوع ملك اليهود». حينئذ صلب معه لصان واحد عن اليمين وواحد عن اليسار.
وكان المجتازون يجدفون عليه وهم يهزون رؤوسهم. قائلين: «يا ناقض الهيكل وبانيه في ثلاثة ايام خلص نفسك! ان كنت ابن الله فانزل عن الصليب!». وكذلك رؤساء الكهنة ايضا وهم يستهزئون مع الكتبة والشيوخ قالوا: «خلص اخرين واما نفسه فما يقدر ان يخلصها». ان كان هو ملك اسرائيل فلينزل الان عن الصليب فنؤمن به! قد اتكل على الله فلينقذه الان ان اراده! لانه قال: انا ابن الله!». وبذلك ايضا كان اللصان اللذان صلبا معه يعيرانه.
ومن الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة. ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: «ايلي ايلي لما شبقتني» (اي: الهي الهي لماذا تركتني؟) فقوم من الواقفين هناك لما سمعوا قالوا: «انه ينادي ايليا». وللوقت ركض واحد منهم واخذ اسفنجة وملاها خلا وجعلها على قصبة وسقاه. واما الباقون فقالوا: «اترك. لنرى هل ياتي ايليا يخلصه». فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم واسلم الروح. (متى ٢٧: ٢٧-٤٥)