قال الباحث الأثري أحمد عامر إنه لا يوجد شعب آخر في حوض البحر المتوسط يتبع سُنة الختان غير المصريين، الذي تدل آثارهم على أنهم عرفوا الختان منذ أقدم العصور، حيث تم الكشف عما يدل ذلك من آثار في جبانات عصور ما قبل التاريخ منذ 4000 عام ق.م، وذلك من أجسام بلغ من حفظها ما إن أمكن فحصها والاستدلال منها على اتباع القوم لسنة الختان.
هذا بالإضافة إلى وجود صورة تمثل عملية الختان يقوم بها جراح مصري في قبر في جبانة “منف” ترجع إلى عهد الأسرة السادسة من الدولة القديمة وأخرى من الدولة الحديثة بمعبد الكرنك، وكان الختان عند القوم ضرباً من ضروب العناية بنظافة البدن على نحو ما ذكره “هيرودوت” كما كان علماً، فلقد تبينة الباحثون في المناظر العارية للخدم والصيادين والراعاه كما تبينوه في التماثيل العارية للخاصة والملوك والجثث السليمة الباقية، ولعل من أطرف صور الختان تلك التي وجدت في نص لرجل من عصر الانتقال الأول أن رجل قد اختتن مع مائة وعشرين آخرين، ونجد أن المصريين القدماء كانوا يقومون بعملية الختان من أجل الصحة الشخصية، ونجد أن “سترابو” قال إن المصريين قد ختنوا الذكور وقطعوا الإنات والقطع هنا إنما ينصب على البظر والشفرتين الصغيرتين كلهما أو بعضهما وليست هناك أدلة قوية على عمل ختان للإناث”.
وأشار “عامر” إلى أن بعض المؤرخيين قد اتخذ من تتابع الولادة والختان مباشرةً في بعض نقوش المعابد الخاصة بولادة وطفولة الأمراء وهذا يُعد دليلاً علي أن عملية الختان إنما كانت تُجرى بعد الولادة بأيام، وإن ذهب البعض إلي أن هذه التمثيل كان رمزياً ذلك لأن النقوش الأخرى وخاصة التي تتصل بغير الملوك والآلهة إنما قد مثلت العملية وهي تُجرى على أشخاص متقدمين في السن إلى حد ما، ومن ثم فقد نظر البعض إلى أن عملية الختان إنما كانت تعمل للأطفال فيما بين السنتين السادسة والثانية عشر من العمر أو قبل المراهقة بقليل، ومن أهم النقوش أو الصور التي تمثل عملية الختان إنما هو النقش الموجود في مقبرة سقارة في مقبرة “عنخ ما حور” من الأسرة السادسة وهو مكون من جزئين، ففي الجزء الأيمن منه نري الجراح وقد ذكرت قبالته عبارة “الكاهن المختن” وربما يدل هذا على أن العملية التي يقوم بها لا تدخل في اختصاص الجراح العادي ولكن ربما لأن عملية الختان إنما كانت تتم في العادة في المعابد أي أنها تأخذ صفة شبه دينية، فنراه وقد أمسك بيده اليمنى بآلة مستطيلة في وضع عمودي على العضو التناسلي وفي اتجاه طول الجسم.
ويقول: “إن هذا يجعله مقبولاً للكحت أو الدهان”، أما في الجزء الأيسر فيظهر فيه الجزء الأيسر ممسكاً بآلة أو بشئ آخر بيضاوي الشكل يلمس به العضو التناسلي الذي يسندة بيده اليسر وهذا الجزء تدل ملامح المريض علي شعوره بالألم ويلاحظ كذلك وجود مساعد الجراح خلف المريض وقد أمسك بذراعية على ارتفاع وجهه في قوة وعنف ونقرأ قول الطبيب “إمسكه كي لا يقع” ورد المساعد عليه “سأفعل وفق إشاراتك” وبدهي أن تكون اللوحة اليمني لإيضاح التحضير أو التخدير واليسر لإبراز العملية نفسها، والختان كان لا يتم في الماضي بالشكل المتبع الآن، كما أننا نجد أن اليهود قد نقلوا الختان عن مصر.