اختتمت مساء اليوم الخميس في العاصمة الاردنية عمان ورشة عمل حول تغطية اخبار العنف القائم علي النوع الاجتماعي والتي نظمها صندوق الامم المتحدة للسكان بمشاركة ٢١ اعلاميا من ٦دول هي مصر وسورية ولبنان والاردن والعراق وتركيا.
هدفت الورشة – التي استمرت ٣ ايام – الي تدريب الاعلاميين من وسائل الاعلام المختلفة علي المعايير المهنية لتناول قضايا العنف القائم علي النوع الاجتماعي وخاصة العنف ضد المرأة في الازمة السورية.
جاءت الورشة في اطار الاحتفال ب ١٦ يوم لمناهضة العنف ضد المراة والذي يشهد فاعليات مختلفة علي مستوي العالم بداية من ٢٥ نوفمبر وحتي ١٠ ديسمبر من كل عام والذي يوافق اليوم العالمي لحقوق الانسان.
من المعروف ان العنف القائم علي النوع الاجتماعي هو اي عمل مؤذ يرتكب ضد ارادة الشخص معتمدا علي اختلافات اجتماعية بين الرجال والاناث ويعد في الاساس انتهاكا لحقوق الانسان وقد يكون العنف جسديا او نفسيا او ماديا واقتصاديا كأن تحرم المراة من ميراثها لكونها امراة، او من فرصة عمل تستحقها للسبب ذاته.
وان كان ثلث نساء العالم يعانين شكلا من اشكال العنف وهن في مجتماعتهن الطبيعية فان العنف الواقع عليهن يكون اكثر وطأة في الحروب ومناطق النزاعات المسلحة.
وهذا مادعى صندوق الامم التحدة للسكان للتركيز علي العنف القائم علي النوع الاجتماعي في الازمة السورية فاذا كان هناك اكثر من ١٤مليون سوريا لاجئا فمن بينهم ٥ مليون امراة وفتاه في سن الانجاب ،٣٦٠ الف حامل و١،٥ مليون فتاه في مناطق يصعب الوصول اليها وفق احصائيات الصندوق.
الدقة .. الخصوصية..الحيادية
اتبع الخبير الاعلامي سعد حتر اسلوب التدريب التفاعلي التطبيقي في التعريف بالقواعد المهنية لكتابة الخبر الصحفي والقصة الاخبارية والتقارير الاخبارية بما يراعي الحيادية والموضوعية وتعدد المصادر وعدم اسناد المعلومة الى مصادر مجهلة والخلط بين الخبر والرأي
واضافة الي القواعد المهنية العامة اوضح سعد ان تناول قضايا العنف المبني علي النوع الاجتماعي يتطلب ابعادا مهنية اكثر دقة اهمها احترام خصوصية المراة المعنفة.
فلايجوز كتابة او نشر مايكشف شخصيتها ككتابة الاسم كاملا او نشر صورتها الشخصية او تصوريها وسط اطفالها مما قد يضر بها او باطفالها في الحاضر اوالمستقبل وقد يعرضها للخطر فضلا عن الايذاء النفسي للصغار.
لفت التدريب إلى خطأ شائع قد يقع فيه الاعلامي اثناء اجرائه حوارا مع من تعرضت لاي شكل من اشكال العنف ، وهو السؤال عن الشعور وقت الكارثة !!! والتركيز بكل تقنياته الاعلامية علي اظهار كم الالم والاسي وربما استحضاره من ذاكرتها بكل القوي !!!!! ظنا انه بذلك يخدمها بينما هو دون ان يدري يزيد جراحاتها ، وبالأحرى ان يركز علي المعلومات والوقائع وتحري الدقة فيها ،وان يراعي ظروفها الخاصة وينتقي الوقت المناسب لها لاجراء الحوار.
…..نظرا لان التدريب ركز بالاكثر علي اللاجئات السوريات وماقد يواجهنه من عنف في المخيمات او دول الملجأ فقد حذر سعد الاعلاميين من الدفع النقدي للناجية – الضحية- لاجراء حوار معاها لان هذا من شأنه ان يغير مجري الحوار اويطمس حقائقه او يعسر علي صحفيين اخرين اجراء حوارات معها ،وهو في النهاية اسلوب غير اخلاقي..وفي المقابل يمكن مساعدتها بتوجيهها الي منظمة تعمل في هذا المجال
وتدقيقا اكثر في المبادئ المهنية في تناول مثل تلك القضايا ان يحرص الاعلامي علي اخذ اقرارا موقعا ممن وقع عليها احد اشكال العنف بنشر قضيتها …واقناعها بان نشر قضيتها دون الافصاح عن اسمها سيحمي اخريات من تلك الانتهاكات وسيحميها من تكراره
الصورة مهمة ولكن
اما نشر الصور المصاحبة لقضايا العنف ضد المراة او العنف القائم علي النوع بصفة عامة فأخذت مساحة كبيرة في ذلك التدريب حيث عرضت الاستاذة فهمية الفتيح الاخصائية الاقليمية في مجال الاعلام والاتصال في صندوق الامم المتحدة للسكان الاقليمي لدعم سورية نماذجا متعددة لزوايا التصوير التي لاتكشف وجه الضحية كالتصوير من الجنب او من الخلف او من بعيد بحيث لاتتضح اية معالم
المفردات والمصطلحات
من جهة اخرى شغل قاموس المصطلحات والمفردات اللغوية محورا مهما في كيفية تناول قضايا العنف الاجتماعي القائم علي النوع..من بينها عدم استخدام المفردات اللغوية التي تتجه للتعميم او التنميط او الاثارة في عرض القضية واتفق علي اطلاق لفط” الناجية” علي من تعرضت لاي شكل من اشكال العنف بدلا من لفظ”الضحية”. لما يحمله الاول من معان ايجابية تجعلها قادرة علي تجاوز ازمتها والتعافي منها
انتهي التدريب بكلمة شكر وجهها السيد دان بيكرالمنسق الاقليمي لصندوق الأمم المتحدة للسكان للاعلاميين المشاركيين وتسليمهم شهادات التدريب.