( 8 فبراير1931 – 29 نوفمبر 2017 )
جسدت كيلاسيكيات الأدب العربى لنجيب محفوظ ويوسف السباعى وثروت أباظة ، وشدت لمحمد عبد الوهاب وحسين السيد وصلاح جاهين
نجيب محفوظ :
«شادية ممثلة عالية القدرة وبمقدورها الحصول على جائزة أوسكار لو تقدمت إليها، واستطاعت أن تعطي سطوري في رواياتي لحما ودما وشكلا مميزا
على ضفاف النيل”، أول فيلم مصرى يابانى لعبت شادية بطولته في الستينيات
ياحبيبتى يامصر ،ياام الصابرين ، يامسافر بور سعيد ، عبرنا الهزيمة ..اغنيات شكلت وجدان الشعب المصرى
«لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا…لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس» .(هذ ماقالته شادية عند اعتزال الشهرة والاعلام تاركة وراءها ارثا فنيا كبيرا )
ياحبيبتى يامصر، ياام الصابرين، عبرنا الهزيمة ، ياغالية يابلادى ، بهذه الكلمات الوطنية الصادقة تغنت معبودة الجماهيرالتي رحلت عن عالمنا الثلاثاء الماضي ( 8 فبراير1931 – 29 نوفمبر 2017 ) شادية تلك الفنانة الرائعة التي تربعت على عرش السينما المصرية كممثلة أمتعت الجماهير، امتلكت صوتا من أروع الأصوات التي أطربت المصريين واستمرت أغنياتها على مدى عقود تتصدر كل المناسبات الوطنية، ولم تبتعد شادية عن الأحداث المصرية بل حاضرة بكل مشاعرها وأحاسيسها في كل الأحداث السياسية والاجتماعية، وسارعت للانضمام إلى الإذاعة بالبحث عن الكلمات المعبرة عما يعاني منه الشعب المصري ..
من منا لايذكر فيلم “يسقط الاستعمار” الذى تقاسمت البطولة به شادية وحسين صدقى ، وهو أول فيلم مصرى تحدث عن الاستعمار عام 1952 وفيلم “على ضفاف النيل”، أول فيلم مصري ياباني لعبت شادية بطولته في الستينيات، ناهينا عن الأدوار الكوميدية المتميزة الى جانب النجم اسماعيل ياسين والثنائيات التي قامت بها أمام النجمين الكبيرين عماد حمدي وكمال الشناوى ..
رحلت “صوت مصر” بعد رحلة عطاء فنية وإنسانية طويلة، بعدما اعتزلت الفن منذ 31 عاما، حيث أعلنت ابتعادها التام عن الحياة الفنية عام 86، ولم يكن قرارها هذا عن تردد أو بشكل مؤقت وقتها، ولكن كان عن اقتناع تام، حيث ابتعدت عن كل ما يخص الحياة الفنية شكلا وموضوعا ومضمونا، فلم تحضر منذ اتخاذها هذا القرار أي احتفالية فنية، ولم تقابل أيا من الفنانين الذين سعوا لزيارتها على مدار سنوات اعتزالها، حيث كانت تفضل المكوث في المنزل بعيدا عن كل شىء، حتى تتفرغ للعبادة والصلاة بحسب تصريحات المقربين منها، حيث أرادت اعتزال المجتمع الفنى والحياة الغنائية حتى النهاية
يذكر لنا التاريخ الفني أن شادية كانت تهوى الفن، وهى فى الثامنة من عمرها، فكانت تقف أمام مرآتها بالساعات، وتقلد “ليلى مراد”، حيث تمنت “فاطمة محمد شاكر”، هذه الطفلة الصغيرة أن تصبح فنانة مشهورة تغني وتمثل مثل ليلي مراد، حيث كان فيلم “ليلى” هو بداية دخول الأحلام والأمنيات في قلب فاطمة.
لم تكن هذه الفتاة الصغيرة قادرة على مواجهة أبيها المهندس الزراعى والمشرف على أراضى الخاصة الملكية -كمال شاكر لدخول عالم الفن، خاصة بعدما منع شقيقتها الكبرى “عفاف” ، والتى كانت تتمتع هى الأخرى بصوت عذب، ولذلك استغلت وجود المغنى التركى الشهير منير نور الدين مع العائلة بإحدى المناسبات، وطلبت من جدتها أن تدعوها للغناء أمام الجميع، فاستجابت الجدة على الفور ، فى نفس الوقت الذى تساءل فيه الأب بدهشة “وهى تعرف تغنى؟”، فردت الجدة: “نشوف”.
شدت الطفلة فاطمة بأغنية ليلى مراد الشهيرة “بتبص لى كدة ليه” ، لتنال إعجاب منير نور الدين الشديد، ليخبر والدها بأن بين يديه كنزاً يجب أن يعرف طريقه إلى عالم الفن، ومنذ تلك اللحظة أدرك الوالد موهبة ابنته ذات السنوات الثمانية وقرر أن يساعدها على صقلها بالدراسة، فأحضر لها من علمها العود و الـ”صوفليج” أو الغناء مع البيانو حتى تعاقدت فاطمة بمرور الوقت مع شركات الإنتاج الفنى المرموقة آنذلك، لتصبح “شادية” دلوعة السينما المصرية التى غزت العالم العربى بفنها الراقى الأصيل …
بداية معبودة الجماهير
ولدت شادية بمنطقة الحلمية الجديدة بحى عابدين وبدأت مسيرتها الفنية بعام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عددا كبيرا من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية، بدايتها جاءت على يد المخرج أحمد بدرخان الذي كان يبحث عن وجوه جديدة فتقدمت هي التي أدت وغنت ونالت إعجاب كل من كان في إستوديو مصر، إلا هذا المشروع توقف ولم يكتمل، ولكن في هذا الوقت قامت بدور صغير في فيلم أزهار وأشواك وبعد ذلك رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها، وأول فيلم من إخراج حلمي رفلة “العقل في إجازة”، وقد حقق الفيلم نجاحًا كبيراً مما جعل محمد فوزي يستعين بها بعد ذلك في عدة أفلام الروح والجسد، الزوجة السابعة، صاحبة الملاليم، بنات حواء.
حققت شادية نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدى في أفلام ليلة العيد عام 1949 و ليلة الحنة عام 1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلى حد تعبير كمال الشناوي نفسه «إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي» ونذكر منها (حمامة السلام عام 1947 و عدل السماء و الروح والجسد و ساعة لقلبك عام 1948 و ظلموني الناس عام 1950 وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد عن ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية، وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي و كمال الشناوي بأفلام أشكي لمين عام 1951 أقوى من الحب عام 1954 و إرحم حبي عام 1959.
جاءت فرصة عمرها كما تقول في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959 وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية على تجسيد كافة الأدوار
النقلة الأخرى في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي أخرجت طاقاتها الكوميدية في فيلم مراتي مدير عام بعام 1966 و كرامة زوجتي بعام 1967 وفي فيلم عفريت مراتي بعام 1968 وقدما أيضًا فيلم أغلى من حياتي في عام 1965، وهو أحد روائع الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية وقدما من خلاله شخصيتي «أحمد ومنى» كأشهر عاشقين في السينما المصرية، كانت قد سبقت هذه الأفلام بفيلم يعد من أفضل أفلامها وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل فى عمر الورود بفيلم أنا الحب عام 1954 وتوالت روائعها التي حفرت تاريخاً لها وللسينما المصرية أيضًا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم اللص والكلاب و زقاق المدق و الطريق و عام 1969 قدمت ميرامار، شيء من الخوف، و فيلم نحن لا نزرع الشوك عام 1970 وتوالت أعمالها في السبعينايت والثمانينيات من القرن العشرين إلى أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام 1984.
وقفت لأول مرة على خشبة المسرح لتقدم مسرحية ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي وحسين كمال وبهجت قمر لمدة 3 سنوات في مصر والدول العربية، هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح وليس ذلك هو السبب الوحيد لأهمية المسرحية في مشوار حياتها الفنية بل لأنها أدت هذه المسرحية بلون كوميدي والسبب الآخر انه أمام عمالقة المسرح ولم تقل عنهم تألقا وإمتاعا وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية خاضت هذه التجربة مرات ومرات رغم أنه من المعروف عنها أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور والأمر هنا يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين في الغناء ولكنها كانت مبدعة ورائعة، ولم نشعر بفارق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي والذين اقروا بأنهم لم يروا جمهوراً مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة لأنه كان جمهورها الذي أتى من أجل عيونها.
الاعتزال
اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين، ومن مقولتها الشهيرة عندما قررت الاعتزال وارتداء الحجاب وتبريرها كانت هذه الكلمات الصادقة النابعة من تصميم وإرادة منقطعة النظير:«لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال لا أريد أن أنتظر حتى تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عنى رويدًا رويدًا…لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة، لا أحب أن يرى الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها، أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتى تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس» .
يسقط الاستعمار
كان أول فيلم مصرى تناول مشاكل السياسة التى عانى منها الشعب المصرى بوضوح هو فيلم “يسقط الاستعمار”، الذى عرض للمرة الأولى 1 ديسمبر عام 1952، بطولة وتأليف وإخراج حسين صدقى وشاركه البطولة الفنانة شادية والفنان محمود المليجى .وهو من الأفلام الحربية التي أنتجها وأخرجها الفنان حسين صدقى لحسابه الخاص وخسر فيه كثيرا.
قصة وحوار حسين صدقى و حسن إمام عمر سيناريو و إخراج حسين صدقى ، الالحان حسين جنيد، فؤاد حلمى، احمد صدقى. تدور قصة الفيلم حول رجل وطنى يقاتل الإنجليز الذين يستعمرون وطنه، أما ابنه فينشأ مثل أبيه، يحب وطنه ويحارب من يستعمره، يشترك فى الثورة المصرية ويذهب للسودان وتتوالى الأحداث.
ففي مارس 1919،خرج الأستاذ فهمي مدرس التاريخ ليحضر طبيباً لزوجته التي تعاني آلام الوضع،وفي الشارع صادفته مظاهرة شعبية،مناصرة لسعد زغلول،فاندمج معهم،يسقط شهيداً تحت وايل رصاص الأنجليز، يولد الأبن مجاهد وتربيه أمه على كراهية الأنجليز،يفصل من المدرسة لكن ناظر المدرسة يرعاه لصلته باسرته ووالده،يتولى تربيته مع وحيدته عزة التي احبت مجاهد،تعلن الحرب العالمية الثانية،ويعود أخوه حمدي ويترك البيت،يضطر للذهاب إلى السودان ويعقد ندوات في السودان تندد بالإنجليز وأستعمارهم لمصر،يضطر حاكم السودان لاعتقاله،وبعد فترة يتم الافراج عنه،يعود مجاهد لمصر وهناك يواصل جهاده من اجل وطنه،وبعد إلغاء المعادة عن طريق مصطفى النحاس.
وكان حسين صدقى قد أعد الفيلم حول فترة المعركة مع الإنجليز وقتال القنال، بعد أن قام بتوثيق أحداثها، وانتقد في الفيلم الدور السلبى للقصر وتخليه عن الفدائيين، وانتهى من تصويره عام 1947 إلا أن الملك فاروق رفض عرض الفيلم حتى أنه قبض على حسين صدقى وسجن بسبب هذا الفيلم الذي ظل حبيس الأدراج خمس سنوات حتى قامت ثورة يوليو 1952 وكانت هناك صداقة بين بطل ومنتج ومخرج الفيلم حسين صدقى مع بعض قادة الثورة بعدما أفرج عنه، وكان أن أصدر مجلس قيادة الثورة قرارا بعرض الفيلم في ديسمبر 1952.
“على ضفاف النيل” شركة بين مصر واليابان
“على ضفاف النيل”، فيلم مصرى يابانى قامت ببطولته النجمة شادية، حيث تولى الإخراج كو ناكاهيرا.
الفيلم إنتاج مشترك بين المنتج والمخرج حلمي رفلة، وبين شركة نيكاتسو اليابانية، وقد كتب سيناريو الفيلم أيضاً السيناريست الياباني “نوبوو يااوا”.
وقام ببطولة الفيلم من مصر كمال الشناوي وحسن يوسف ومحمود المليجي، بينما شارك فيه من اليابان (يوجيرو ايشيهارا وإيزومي اشيكاوا ويوجي أوواكا.)
الفيلم تدور أحداثه في عدة دول منها فرنسا ولبنان ومصر واليابان، ولكن معظم أحداثه تم تصويرها في شوارع القاهرة، حيث تلعب شادية دور مغنية شعبية تلتقي برجل أعمال ياباني متهم بالمشاركة في عصابة دولية ويحاول إنقاذ نفسه، خاصة وأنه يتورط في العديد من المشكلات التي تنتهي بمساعدة المغنية المصرية له لينجح في النهاية في إثبات براءته واستكمال رحلته إلى أوربا.
مواقف انسانية ووطنية
تميزت شادية بالمواقف الانسانية والوطنية ، ومن أغنياتها التى ترسخت فى الوجدان المصرى
“لما كنا صغرين”
يقول الشاعر مصطفى الضمرانى في حديث صحفي له: في أعقاب نصر أكتوبر المجيد أصرت شادية على إهداء عمل فني لمصر تعبر فيه عن هذا الحدث العظيم بحيث تتولي هي تكلفة إنتاجه من الألف إلى الياء ولم تطلب مليما واحدا من الإذاعة أو التليفزيون أو من أي جهة إنتاج، حيث كان مبدأها أن حب مصر ليس مناسبة للكسب أو الربح فالتجارة لها مجال أخر في أغنيات أخري غير الأغنيات الوطني.
ويواصل الضمراني: “اتصلت شادية بصديقها الموسيقار صلاح عرام قائد الفرقة الذهبية ليبحث لها عن كلمات مناسبة لهذا الحدث العظيم وبالفعل طلب مني عرام سرعة كتابة كلمات تتناسب مع الحدث العظيم وبالفعل أسرعت بالانتهاء منها، وحاول عرام أقناعها بقدرات الملحن الشاب الواعد، وقتها، والذي كان ضمن فرقته الذهبية عمار الشريعي، ليلحن لها الأغنية ولثقتها في إمكانيات صلاح عرام وتلاميذه وافقت شادية على تلحين الشريعي للأغنية.
وأشار الضمراني إلى أن كلمات أغنية (لما كنا صغيرين) كانت جاهزة ولم استغرق في كتابتها أكثر من 3 أيام وهي تحكي عن قصة درامية عن حرب أكتوبر والفخر بعد ملحمة الانتصار العظيم ما جعل من عمار يقوم بتسجيلها على شريط بصوته منفردا.
وأضاف: “كانت شادية تدفع أجور العازفين ومهندس الصوت الذي رافقها طوال البروفات والتسجيل كما دفعت أيضا ثمن الأشرطة التي تم التسجيل عليها ما جعل من موقف شادية الوطني يدفعنا نحن مؤلف الأغنية وملحنها للتنازل عن أجرنا أيضا، وقد أهدت شادية الأغنية إلى جميع المحطات الإذاعية والتليفزيونية مجانا.
وأشار إلى أن المخرج التليفزيوني الرحل فتحي عبد الستار أخرجها أيضا دون مقابل، لتصبح أغنية (أقوى من الزمان لما كنا صغيرين) من أشهر أغاني شادية الوطنية التي غنتها بمناسبة الانتصار في حرب أكتوبر.
“عبرنا الهزيمة”
أقوى الأغنيات الحماسية التي غنتها شادية، كانت “عبرنا الهزيمة”، وهي من كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان بليغ حمدي، ومن كلماتها: “عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة، باسمك يا بلادي تشتد العزيمة، باسمك يا بلادي عدينا القنال، باسمك يا بلادي خطينا المحال، باسمك يا حبيبتي مصر يا حبيتي، أمي يا حبيتي، خطينا المحال، باسمك يا حبيبتي حسمي الحرية، باسمك يا حبيبتي حسمي النضال، حسمي الشجاعة وأسمى الآمال.
“الدرس انتهى”
وفي أعقاب نكسة 1967 كانت الساحة الفنية جاهزة لاستقبال أي عمل فني يتناسب مع هذه المرحلة التي تمر بها البلاد فقد كانت مصر تمر بأحداث سياسية عصيبة وعلى رأسها مجزرة مدرسة بحر البقر بمحافظة الشرقية والتي ارتكبها العدو الإسرائيلي وأودت بحياة أكثر من 30 طفلا أبرياء وكان ذلك في شهر أبريل من عام 1970.
وفي فجر هذا اليوم المشئوم وفور إذاعة الخبر تلقي الإعلامي وجدي الحكيم اتصالا من الشاعر صلاح جاهين يخبره فيه بان لديه كلمات أغنية تناسب الفنانة شادية، والذي بدوره اتصل بشادية وقرأ عليها كلمات الأغنية وبدون أن تسأل عن كلمات أو عن أي تفاصيل قالت: “اقفل التليفون وكلم احمد فؤاد حسن لتسجيلها بالإذاعة”، وبالفعل تمت كل الترتيبات وقامت شادية بغناء “الدرس انتهي لموا الكراريس ، ومن كلماتها: “الدرس انتهى لموا الكراريس، بالدم اللي على ورقهم سال في قصـر الأمم المتحدة، مسابقة لرسوم الأطفال، إيه رأيك في البقع الحمرا، يا ضمير العالم يا عزيزي، دي الطفلة مصرية وسمرا، كانت من أشـطر تلاميذي، دمها راسم زهرة، راسم راية ثورة، راسم وجه مؤامرة، راسم خلق جبارة، راسم نار، راسم عار، ع الصهيونية والاستعمار، والدنيا اللي عليهم صابرة، وساكته على فعل الأباليس، الدرس انتهى، لموا الكراريس.
“يا حبيبتي يا مصر”
كتب كلماتها محمد حمزة، ولحنها بليغ حمدي، ومن كلماتها: “يا بلادي يا أحلى البلاد يا بلادي، فداكي أنا والولاد، يا بلادي، يا حبيبتي يا مصر يا مصر، يا حبيبتي يا مصر يا مصر، يا حبيبتي يا مصر، وكانت صرحت شادية في أحدى اللقاءات التليفزيونية أنه بعد غيابها عن الغناء بالمسرح فترة أربع سنوات، قررت عمل حفلة غنائية لها، خلال إحدى البروفات التي جمعتها بالشاعر محمد حمزة والملحن بليغ حمدي أثناء حفظها لإحدى أغنياتها، أطلقت الفنانة جملة “يا حبيبتي يا مصر”، والتي كانت البداية التي قرر عليها الشاعر محمد حمزة كتابة الأغنية وقبل انتهاء البروفة انتهى من كتابة الكلمات.
وأشارت شادية إلى أنه باليوم التالي قام بليغ حمدي بتلحين الأغنية، ليتم تسجيلها في ثالث يوم، منوهة بحالة الحب التي استقبل بها جمهورها أغنيتها “يا حببتي يا مصر”.
“يا أم الصابرين “
كتب كلماتها عبد الرحيم منصور، ولحنها بليغ حمدي، ومن كلماتها: “يا أم الصابرين تهنا والتقينا يا أم الصابرين، ع الألم عدينا، مشينا وجينا ع الألم عدينا، يا ورد الحرية يا مضلل علينا، يا مصر يا أمنا، يا مصر يا أرضنا، يا مصر يا حبنا، يا مصر يا عشقنا، من دهبك لبسني العقد حبيبي، من نيلك سقاني الشهد حبيبي، من قمحك وكلني اللقمة حبيبي، من صبرك علمني الحكمة حبيبي.
“غالية يا بلادي”
ومن أجمل أغنيات شادية الوطنية، “غالية يا بلادي”، التي غنتها في حفل افتتاح السد العالى 1971، من كلمات محمد حمزة، وألحان بليغ حمدي، ومن كلماتها: “غالية ولا يغلى عليك غالي غالية يا بلادي، غالية ويرخصلك الغالي لو حتى ولادي، متقولوش الشمعة دابت متقولوش ده غاب الضي، مهما يغيب اللي بنى مهما يغيب في قلوبنا حي، عايش زي مصر وزرعها، عايش زي طلعة شمسها، عايش زي ضحكو ولدها، عايش زي نيلها وفجرها، عايش زي الأمل في قلوبنا لكل بكرا جاي
“عدينا يا معداوي”
ومن أشهر أغنيات شادية الحماسية، “عدينا يامعداوي”، وهي من كلمات عبد الرحيم منصور، وألحان بليغ حمدي، ومن كلماتها: “عدينا يا معداوي ما كفاية الوقفة سنين، وصبرنا يا ريس يا ما، وطول بينا الحنين، دي كلمة واحدة منك ونعدي، هنعدي بالملايين.
“أمانة عليك أمانة”
لم تترك شادية العيد القومي لمحافظة بورسعيد، والذي يوافق 23 ديسمبر من كل عام، في ذكرى جلاء قوات العدوان الثلاثي عن مصر، دون أثر، حيث أهدت شعب بورسعيد أغنية “أمانة عليك أمانة”، وهي من كلمات إسماعيل الحبروك، وألحان محمد الموجي، ومن كلماتها: “أمانة عليك أمانة يا مسافر بورسعيد، أمانة عليك أمانة تبوسلي كل إيد، تبوسلي كل إيد حاربت في بورسعيد، الأرض الغالية بوسها، دي الدنيا بتحكي عنها، جه الغريب يدوسها، الكل قام يصونها، بقت أرض البطولة، والعزة والرجولة، أمانة عليك أمانة تبسولي كل إيد حاربت في بورسعيد.
“بلد الأحرار”
من كلمات فتحي قوره، وألحان محمد الموجي، ومن كلماتها: “على بلدي بلد الأحرار على بلدي بلد الزوار، على بلدي بلد أمي وأبويا، على بلدي، بلد أختي وأخويا، ولا يغلى الغالي على بلدي، وكفاية يكونوا من بلدي، ياما قلبي زمان كان يتمنى، وأهه نال واتمتع واتهنا، قولوا لأحبابنا هنا الجنة، قولوا لأعادينا هنا النار
“طريقنا يا طريق”
كتب كلماتها الشاعر مجدي نجيب، ولحنها الموسيقار منير مراد، ومن كلماتها: “يا طريقنا يا طريق، يا طريق خليك صديق، نورنا لنا الليالي، خلي الضحكة تلالي، امسح لنا عيونا، ده الحزن مش طريقنا، بهمة الرجال هنزرع الآمال لأيامنا اللي جايه، ده قلبي من البداية للحق عاش صديق، بتكبر رايتنا على دراعنا وتكبر بلدنا على كتافنا، لو نتعب مش حكاية ده الحزن مش نهاية وقلبي من البداية للحق عاش صديق.
وشاركت شادية في أكثر من أوبريت وطني، أشهرهم “الوطن الأكبر” الذي غنته مع كوكبة من النجوم العمالقة، كما شاركت شادية في أوبريت “قولوا لمصر”، بقيادة موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب
شادية و نجيب محفوظ
اقتبس نجيب محفوظ رواية ” اللّص والكلاب “من قصّة حقيقية حدثت في الاسكندرية ، وتدور الاحداث حول شخصية رئيسية تسمى سعيد مهران ، و صديقه رؤوف علوان ، و الشيخ الجندي ، و نور المرأة التي وقع سعيد في حبّها،
تدور أحداث الفيلم الذى يحمل عنوان رواية نجيب محفوظ وتم انتاجه وعرضه عام 1962 للمخرج كمال الشيخ -حول البطل الرئيسي للرواية سعيد مهران الذي يدخل السجن بفعل وشاية يقوم بها رجل اسمه عليش الذي بدوره يقوم بالزواج من زوجة سعيد بعد تطليقها منه
يخرج سعيد مهران من السجن فيجد العالم قد تغير والقناعات قد تبدلت. ويفاجأ أيضا بتنكر ابنته الصغيرة له لأنها لا تعرفه ثم يلجأ إلى صديقه الصحفي القديم رؤوف علوان الذي بدل جميع ولاءاته وشعاراته فلم يظفر بغير النفور والأعراض وتأليب رجال الأمن عليه فيصطدم بهذا الواقع الاليم ثم يتوجه كحل أخير للشيخ الجندي في صومعته ملتمسا ان ينشله من هذا المستنقع ولكن يفشل أيضا في الوصول إلى حل فيقرر الانتقام من الخونة وان يسترد سنوات عمره الضائع منه. لقد كانت ازمة البطل منذ البداية، نابعة من تنكر الابنة وخيانة الزوجة وغدر الصديق.. سناء ونبوية وعليش، هم صناع هذه التركيبة النفسية المأزومة لبطل القصة. وتبدأ رحلة الانتقام عند سعيد مهران بعد ذلك.
عندما خذله الشرفاء انصفه غير الشرفاء، أنصفته نور أو شادية (بائعة الهوى) عندما اتخذ من بيتها وقلبها مأوى له.. ومع ذلك فبقدر ما تذوق في رحابها طعم الوفاء تذوق مرارة الأزمة: خانته الزوجة ووفت له البغى.. أي مفارقة يعدها له القدر؟.. وعندما اهتز قلبه لأول مرة بعاطفة حقيقية نحو إنسانة وكانت هذه الإنسانة هي نور،!
تعد رواية ” زقاق المدق ” من أشهر الرّوايات الأدبيّة التي كتبها نجيب محفوظ، أمّا زقاق المدقّ فهو جزء من مكان موجود في إحدى مُحافظات مصر، استهلّ به محفوظ روايته لوصفِ ونقل صورة ذلك المكان كما هي؛ فنجده قد وصف الزّقاق بمنازله، وطبيعة النّاس الذين يعيشون فيه، ومَحلّاته التجاريّة كافّةً، إضافةً إلى الشّعور بالملل، ورتابة الحياة هناك كعادة حياة المصريّين في المناطق الشعبيّة المُشابهة.
وفى فيلم سينمائى بنفس الاسم للمخرج حسن الامام عام 1963 – جسدت شادية بطلة رواية زقاق المدقّ دور حميدة وهى شابّة في ريعان شبابها، وهي العمود الرئيسيّ للرّواية، وترعرعت وكبرت على يد صاحبة أمها التي تكفّلت بها، وأيقنت حميدة أنّها وقعت في الدّائرة المُظلمة من الحياة، فهذا الزّقاق الذي تعيش فيه، وهذه الدّناءة والقذارة التي تملأ المكان كانت من الأمور التي أشعلت في داخلها نقماً على الزّقاق وعلى حياتها؛ لأنّها ترى أنّ فتاةً مثلها مكانها في السّرايا وبيوت الهوانم، ، فترى أنّها تستحقّ حياةَ الرفاهيّة.
وجدت حميدة مَخرجها من هذه الحياة التي كرهتها ويؤول بها الأمر إلى شخصيّة المدعوّ (فرج) ليلقي بها ما بين أقدام عساكر العدو، فنالت ما اشتهت من المال بعد أن باعت شرفها، وغيّرت اسمها إلى تيتي، وهجرت الحياة الكريمة القذرة بنظرها مقابل حياتها الجديدة والتي ندمت عليها ولكن بعد فوات الأوان .
وتدور رواية الطريق لنجيب محفوظ حول طريق البحث عن السعادة والسلام والطمأنينة والرفاهية، الذى يسلكه (صابر) البطل مبتدئا بالاسكندرية التي لم تسعفه طرقها في العثور على مبتغاة فيقرر البحث في القاهرة. وهناك يدأب بحثا واستقصاء بلا طائل فتقترب نقوده القليلة من النفاذ وهو يقيم في فندق شعبي يتعرف فيه على (كريمة) التي تشكل امتدادا لأمه (بسيمة) التي دفنها المشيعون بعد خروجها من السجن فتقرر البوح له بسرّ أبيه فيفاجأ بأنه حيّ وأنه – كما أخبرته – من الأعيان الذي سيوفر له استمرار حياة اللهو وعدم الإنتاج والتبطل
وقد جسدت شادية فى هذه الرواية الرائعة عام 1964 للمخرج حسام الدين مصطفى دور البطلة كريمة التى تعيد عليه قصة سقوط أمه بسيمة وتكون السبب فى اعدامه
وتدور أحداث رواية ميرامارلنجيب محفوظ أيضا في بنسيون ميرامار في مدينة الإسكندرية تديره سيده يونانية الجنسية ويعيش بالبنسيون عدد من الشخصيات المختلفة مثل (عامر بك) الصحفي المتقاعد وسرحان الشاب العابث الوصولي الذي يوعد زهرة بالزواج وهي الفتاة التي جاءت إلى الإسكندرية هاربه من بلدتها لرفضها الزواج من عجوز غني ضغطت عليها اسرتها للزواج منه .. ولكن ولأنها مثال للمرأه المصرية القوية صاحبة الإرادة رفضت ذلك وهربت إلى الأسكندريه وعاشت في بنسيون ميرامار وأثناء ذلك تعرفت زهرة على مدرسة اسمها عليّه تقوم على محو أميتها وتعليمها القرأة والكتابة وتتزوج زهرة من بائع الجرائد بعد تخلي سرحان عنها.
وشادية هنا هى زهرة فى فيلم بنفس العنوان عام 1969للمخرج كمال الشيخ