نظمت سفارة الهند بمصر ندوة أمس بعنوان “قفزة للأمام: الدور المتنامي للهند ومصر في أفريقيا”، بمقر المركز الثقافي الهندي “مولانا آزاد”، تحدث فيها السفير محمد حجازي، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون الأفريقية، وجمال نكروما، الصحفي بجريدة الأهرام ويكلى، والدكتور محمد زكي عويس، الأستاذ بكلية العلوم بجامعة القاهرة، علاوة على سفير الهند بمصر، سانجاي باتاتشاريا .
وقال السفير محمد حجازي، إن مصر والهند تلعبان دورا هاما في دعم أفريقيا في المحافل الدولية، لافتا أن دول الجنوب، على رأسها مصر والهند، ستساهم في دعم جهود النمو الاقتصادي في القارة دون شروط خارجية من منظمات تمويل أجنبية.
وتابع: “لا يمكن تحقيق أهداف التطور دون التخلص من الاملاءات الخارجية، وتلعب كل من الهند ومصر دوراً هاماً في هذا السياق، مؤكداً أن التوجه المصري والهندي نحو أفريقيا يؤدي الى نظام اقتصادي أكثر شمولا ونظام مالي أكثر عدلا.
ولفت حجازي إلى أن مصر لديها برنامج خاص للتعاون مع دول القارة، وطالب بدعم الاستثمارات المصرية في أفريقيا، كما أشار إلى جهود مصر في مساندة الدول الافريقية في مكافحة الاٍرهاب من خلال تدريب العديد من الكوادر.
من جانبه، أكد جمال نكروما أن الإسهامات الهندية في الثقافة الأفريقية لا يمكن إنكارها فالتعاون الثقافي بين الدول الافريقية والهند يعود لقرون، لافتا أنه لا توجد دولة أفريقية لا تحظى فيها الأفلام الهندية بشعبية كبيرة جدا.
ولفت إلى أن الهند نجحت في استثمار تلك العلاقات في التقارب مع أفريقيا واختراق أسواقها، مشيرا إلى أن أهم نقاط القوة لدى الهند هو اعتمادها اللغة الإنجليزية ضمن لغاتها الرسمية.
وأشار نكروما إلى أن ما مرت به الهند من تطورات تاريخية تشابه الى حد كبير ما مرت به افريقيا، خاصة التقسيم الاستعماري الذي مرت به العديد من الدول الافريقية، “إلا أن الاستعمار قسم افريقيا الى ٥٤ دولة وهو ما أعاق التطور في أفريقيا بعكس الهند التي قسمت الى دولتين فقط”.
وقال: “لا يُعامل الهنود في أفريقيا على أنهم حضارة غريبة، حيث أصبحوا جزءا لا يتجزأ من بعض الدول وخاصة في غرب إفريقيا، فالأفارقة يحترمون طموح الشركات الهندية في بلادهم”
بدوره، قال الدكتور محمد عويس، إن الدول الأفريقية تحتاج إلى اختيار استثماراتها مع الهند، وطالب بإنشاء جامعة هندية في مصر غير هادفة للربح على أن يكون توجهها أفريقي، بحيث تهتم بكل شئون القارة، كما حث على إيفاد المزيد من الطلاب الى الهند للاستفادة من الخبرات الهندية.
وأكد عويس أنه يمكن لمصر والهند أن تتعاونا للتوسع في أفريقيا نظراً للخبرات الكبيرة التي تتمتعان بها خاصة في مجالات البيئة والطاقة والبنية التحتية.
وعقب سفير الهند بمصر، سانجاي باتاتشاريا، قائلاً: إن القارة الأفريقية واعدة جدا، لافتا أن بلاده تركز على بناء القدرات في دول القارة والتعاون المؤسسي، بالإضافة إلى ضخ استثمارات ضخمة في مشروعات البنية التحتية، كما خصصت الهند 10 مليارات دولار لتمويل المشروعات التنموية في القارة. وفي النهاية اقترح السفير الهندي أن تكون هناك مبادرات ثنائية مشتركة مصرية هندية بالقارة الأفريقية، وفي النهاية علق السفير محمد حجازي قائلاً بأن مقترح السفير جدير بالدراسة ويمكن تطبيقه خاصة في مجال التعليم وتحسين الفرص المتاحة بالقارة الأفريقية من خلال تدريب الكوادر المؤهلة.