تحدثنا في المقال السابق عن تحضير الأرواح وذكرنا ما ورد في الكتاب المقدس بخصوص تحضير روح صموئيل النبي والآراء الخاصة بهذا الموضوع, وسوف نتابع في هذا المقال موضوع تحضير روح صموئيل النبي:
السؤال هنا: هل يكسر الله وصيته, وهل يقيم عثرة للشعب بأن يسمح لصموئيل أن يظهر في محاولة للجان أن يظهروه؟!
أي.. هل يمكن أن مشيئة الله تكسر وصيته, ويستخدم صموئيل في تنفيذ عمل (الجان) بينما قال الله الذي يستخدم الجان يقطع من شعبه, ويتنجس, ويقتل بالحجارة؟!
ثم هل صموئيل قد حضر بأمر من الله, أم حضر من ذاته, أم حضر بواسطة العرافة؟!
أيضا هل للمرأة أو (للجان) سلطان علي أرواح الأنبياء؟! والكتاب يقول (1كو14:32) أرواح الأنبياء تخضع للأنبياء.
وهل ممكن أن صموئيل يحضر من ذاته بدون أمر من الله؟! أو هل يحضر مجبرا؟ كما أن صموئيل منع هذا الأمر.
ثم أيضا هل يرسل الله نبيا لشاول وقد منع الله عن شاول الأنبياء وحتي الأحلام والأوريم!! وروح الرب قد فارق شاول وبغته روح ردئ من قبل الرب (1صم16:14) بل إن ربنا قال لصموئيل من قبل مسح داود ملكا: لماذا تنوح علي شاول وأنا قد رفضته؟! فمنعه حتي من البكاء علي شاول.
ثم إن أراد الله أن ينذر شاول, ألا يمكن أن ينذره بطريقة أخري لا تكون عثرة للشعب؟!
لأنه فعلا هذه القصة مازالت عند البعض عثر. ممكن أن ينذره بصوت عال عن طريق واحد يذهب له ويقول له بدون أن يستخدم هذه الوسيلة بالذات في بيت عرافة!!
ثم أيضا هذا الإنذار كان قد وصله من قبل في (1صم15:23-29) لأنك رفضت كلام الرب فرفضك من الملك, فقال شاول لصموئيل أخطأت لأني تعديت قول الرب.. قال صموئيل لا أرجع معك لأنك رفضت كلام الرب فرفضك الرب من أن تكون ملكا علي إسرائيل. ودار صموئيل ليمضي فأمسك شاول بذيل جبته, فتمزق فقال له صموئيل: يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم, ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك.
ثم أيضا ما فائدة التوبيخ والإنذار بالنسبة لشاول وهو شخص لا يسمع كلام الله؟!
ويبدو في رفض الرب له, أنه أسلمه إلي ذهن مرفوض, أي مرفوض من النعمة. وعاقبه علي ذلك. فنري في أيامه الأولي هذا الكلام واضحا في (1أي1:13, 14) فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب, من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه, وأيضا لأجل طلبه إلي (الجان) للسؤال, ولم يسأل من الرب, فأماته وحول المملكة إلي داود بن يسي.
فالكلام الذي نسب إلي صموئيل أنه قال لشاول ليس نبوءة لأنه قيل قبل ذلك, في (1صم15:28) يمزق الرب مملكة إسرائيل عنك اليوم, ويعطيها لصاحبك الذي هو خير منك.
الأمر المحير هو الكلام الذي قيل وكيف يكون هذا الكلام كلام صموئيل.. يقول (1صم28:19) ويدفع الرب إسرائيل أيضا معك ليد الفلسطينيين.
وغدا أنت وبنوك تكونون معي.
كيف يكون روح شاول مع روح صموئيل؟! هذا أمر مستحيل: أن شاول الذي رفضه الرب وبغته روح ردئ من قبل الرب (1صم16:14) أن يكون مع صموئيل النبي العظيم!! من المعقول أن يقال إن شاول وابنه سيموتان, ولكن ليس معقولا أن يقول صموئيل لشاول وغدا أنت وبنوك تكونون معي (1صم28:19)!! بل حتي روح شاول لا يمكن أن تكون مع روح ابنه يوناثان.
دليلنا في ذلك قول أبينا إبراهيم لغني لعازر وفوق هذا كله, بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت, حتي أن الذين يريدون العبور من ههنا إليكم, لا يقدرون. ولا الذين من هناك يجتازون إلينا (لو16:26).
أيضا لم يستخدم الله هذه الطريقة من قبل, أي أنه يرسل رسالة أو إنذارا لأحد من الناس عن طريق (الجان), أو تحضير الأرواح, أو استشارة الموتي, الأمر الذي سبق فمنعه من قبل.
كذلك فإن عبارة لكي يضبطه متلبسا عبارة غير مقبولة.
فهل يحتاج الله إلي ذلك! الله كلي المعرفة, الذي يعرف كل شئ.. يعرف كيف أن شاول طلب هذه العرافة, وسألها أن تحضر له روح صموئيل, ووعدها ألا يصيبها ضرر من ذلك. والله أصغي وسمع, وكتب أمامه سفر تذكرة (ملا3:16).
أكان شاول يستطيع أن يذكر, إن حاسبه الرب علي ذلك؟! لقد أنكر قايين, فهل نفعه إنكاره؟!
يقول البعض إن ظهور صموئيل كان استثناء!!
فلماذا إذن كان ذلك الاستثناء؟ وما الداعي إليه؟!
وهل يحدث هذا الاستثناء في أمر خطير وصفه الرب بأنه رجس ونجاسة, وأنه مكروه عند الرب, وبسببه طرد الأمم!! (تث18:9-12).
ثم ما معني أن يقول صموئيل لشاول: لماذا أقلقتني, بإصعادك إياي (1صم28:15).
هل يستطيع شاول المرفوض من الله, أن يقلق صموئيل النبي العظيم؟! وهل يستطيع إصعاده من حيث هو؟!
ولو كان صموئيل النبي مرسلا من الله لضبط شاول في استخدامه العرافة و(الجان), فهل يعقل -وهو مرسل من الله- أن يقول لشاول: لماذا أقلقتني وأن يقول: إصعادك إياي!!
عبارة إصعادك إياي تعني أن شاول هو الذي أصعده, وليس أن الله هو الذي أرسله!! إلا لو كانت مشيئة الله منطبقة علي مشيئة شاول, وحاشا أن يكون هذا.