فى ظل إجراءات أمنية استثنائية غير مسبوقة تم الاعلان عن تطبيقها بصرامة قبل بداية الموسم الاحتفالى لعذراء جبل أسيوط هذا العام، وبمبادرة مشتركة ما بين المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط وبقيادة اللواء جمال شكر نائب وزير الداخلية ومدير أمن أسيوط وأجهزة الامن وقوات الشرطة والمرور، تم رفع درجة الاستعداد الامنى هذا العام الى الدرجة القصوى ، وتنظيم حركة المرور ما بين مدينة أسيوط وقراها غرباً تجاه الجبل ، كما شارك فى منظومة تامين الاحتفالية الموسمية للعذراء بجبل أسيوط العميد حاتم رياض الامن العام والامن الوطنى وقيادة المنطقة الجنوبية العسكرية ، وعناصر من القوات المسلحة لتامين النقاط الحدودية ومحيط الدير والجبل الغربى
+ نسجت المنظومة الامنية والمرورية خيوطها ليكون الموسم الاحتفالى الاكثر شهرة فى مصر يليق بمكانة الدير محلياً وعالمياً ولخصوصية هذا الاحتفال الموسمى الكنسى السنوى التقليدى بالمنطقة
اولاً : توجيهات رئاسة الكنيسة الواضحة بالغاء جميع الرحلات الكنسية والمظاهر الاحتفالية الخاصة بالاعياد والمواسم خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر.
ثانياً : طبيعة المنطقة الجبلية الوعرة والعناصر الارهابية شديدة الخطورة الموزعه بمغائر الجبل الغربى والتهديدات الواضحة واحداث التفجيرات السابقة للكنائس.
وضع هذا على عاتق نيافة الانبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها عبأ مضاعفاً ما فوق طاقة البشر باخذ القرار الواضح بالموافقة على وضع المنظومة الامنية والمروية موضع التنفيذ، وذلك لعدم غلق أبواب دير العذراء مريم بجبل أسيوط أمام تدفق مئات الالاف من الزوار وضيوف البركة لمتابعة الطقس الروحانى والقداسات اليومية لاتمام حلقات الموسم الاحتفالى ذو الخصوصية والمرتبط بتاريخ المنطقة وتراثها الروحى والمكانى حتى فى هذه ظل الظروف الاستثنائية.
على الدرب
+ عشرات السيارات والحافلات العامة تجمعت عند نقطة التفتيش الرئيسية، حيث تمركزت قوات الشرطة والامن والمرور وعناصر من القوات المسلحة والمدرعات على بعد قرابة 500م من البوابة الرئيسية الضخمة للدير قرابه الساعة 3.30 مساءاً، نزلت مع الجموع من احداها والتى استدارت لتاخذ طريق العودة، و تبدو من بعيد مدينة العذراء تحضنها صخور الجبل تنحصر عنها اشعة الشمس الذهبية والتى تبدو فى الافق تودع الوادى الاخضر على أمل اللقاء فجر اليوم التالى اشواق الصعود نحو مغارة العذراء تخفف من وطأة الحرارة الشديده والرطوبة القاسية للواقفين على الطريق الاسفلتى السريع، حيث امتدت الحواجز المرورية الثابتة على جانبى الطريق تفصل من جهة عن مسار الطريق الجبلى غير الممهد وطريق الزراعات الترابى من جهة اخرى، طال انتظار طابور التفتيش أمامنا مساحة الفدان ونصف التى تم تاجيرها كموقف سيارات فقط لضيوف العذراء مريم المقيمين بالدير طوال الموسم الاحتفالى
+ استعانت كنيسة أسيوط بحوالى 1600 شاب وفتاة من عناصر الكشافة والخدمة الكنسية لمعاونة ضيوف الدير وتلبية مطالب حركة الزوار والوافدين فى المواضع التى خصصت للهدايا والمكتبة والسندوتشات والمشروبات والشموع وزيت البركة .. إضافه الى تنظيم حركه المرور لدخول الكنائس والمزارات 00الى جانب ذلك تم الحاق الاغلبيه بدوريات عمليات التفتيش صباحا ومساءاً عند قرابة 17 بوابة الكترونية عند الوادى اسفل الجبل يباشرون عملهم بالتفتيش للزوار واحداً فوحداً، أولاً بطلب أبراز بطاقه تحقيق الشخصية أو تصاريح السفر للزوار من خارج مصر، وتفتيش الحقائب وتنظيم الدخول اثناء الزحام فى فترات الزروة – ما بين الثالثة وحتى الخامسة والنصف عصراً – الى مسارات البوابات الالكترونية،اضافة الى تنظيم سير الحافلات والسيارات من نقاط التفتيش الثانية عند البوابة الرئيسية للديرحتى صعود الزوار والوافدين الذين يستقلونها طوال الطريق الممتد صعوداً حتى منطقة الدوران ( كنيسة الميدان ) قرب نهاية الطريق الصاعد تقريباً، إذ دبرت الكنيسة أكثر من 25 حافلة واتوبيس بالاضافة الى بعض سيارات التاكسى التابعه لتسهيل رحلة الصعود بالاكثر للمرضى وكبار السن مجاناً.
طبقاً للخطة الامنية أيضاً أصدر نيافة الانبا يؤانس قراره الحاسم بمنع دخول وسائل المواصلات العامة والسيارات الخاصة ومنح 50 تصريح دخول فقط لسيارات الخدمة لكن مع اقتراب موعد عيد العذراء تم التوسع فى عدد التصاريح تباعاً للحالات الخاصة والضيوف المقيمين بالدير حتى يلحقوا باعمالهم صباحاً والعوده مساءاً، كما تقرر أن يفتح الدير أبوابه السادسة صباحاً حتى السابعة مساءاً، حيث تغلق الابواب الخاصة بالدخول وتظل الابواب الخاصة بالانصراف حتى موعد العاشرة و 45 دقيقه ليلاً بعد نهايه طقس التسبحة.
+لاجل هذه الاسباب مجتمعه ولاول مرة اصبحنا لا نرى اخوتنا المسلمين والاسر القروية البسيطة التى تقطن القري المتاخمة للدير فيما بين الزوار هذا العام ضمن الطقوس الاحتفالية الشعبيه التقليدية ( واصوات الطبول والايقاع والزغاريد ) فاخذت المظاهر الاحتفالية هذا العام تنحصر فى طابعها الروحانى الكنسى الطقسى وغابت عنها بهجة المظاهر الاحتفالية الشعبية، والتى تعتبر جزء أصيل من تاريخ المنطقة إذ وضع هذا النظام الامنى اخوتنا المسلمين فى موضع الحرج من عمليات التفتيش الامنى، مما حجب مشاركتهم فى احتفالات هذا العام .
قال أنور سالم – عامل – بالادارة الصحية بقرية الزاوية: كنا ننتظر سنويا مولد الست العدره والزفة، و نستاجر قطعة أرض من الاجهزة المحلية للمحافظة نظير أجر معين ونعمل ( فرشة المولد من الحمص والفول والمكسرات والحلوى )،وونبيع صور الست العذرا وملابس المعمودية وندق الصلبان، والاطفال يركبوا المراجيح ونسهر لغاية الصبح ( وناكل لقمة عيش )، لكن هذا الموسم منعوا الفرشة واوقفوا المواصلات فى الطريق السريع واصبح المواطنين بقرى الزاوية ، ودير الزاوية ، وريفا ، ودير ريفا ، ودير درنكة يجدون المعاناة الشديدة للوصول لاعمالهم اذ تضطر المواصلات للدوران فى الطرق الوعرة الترابية عبر قرى موشا وشطب حتى نصل لاعمالنا لاكثر من ساعتين تاخير فى المواصلات ؟!
بينما قال عزت فاروق الموظف بوزارة العدل قال : إن الاجراءات الامنية ممتازة جداً وبدون أى ايذاءات أو مضايقات والاجراءات من الكنيسة فعلا فوق الممتازة ولراحة جميع الزوار، بحيث نتوقف عند أول كمين بوابات الكترونية قبل بوابات الدير بحوالى 500 م، حيث تقف جميع السيارات الخاصة أو الاجرة لانزال الزوار ويدخلون افرادا من البوابات الالكترونية مع اظهار تحقيق الشخصية وتفتيش الشنط، وبعدها يوجد مينى باصات لتوصيل الزوار حتى بوابات الدير لنجد ايضاً اتوبسات من بداية البوابة الرئيسية للدير حتى أول مدخل لكنيسة الصليب لنقل الزوار من أول كنيسة الميدان حتى المغارة لراحة كبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، لضمان السلامة للجميع ( وبركة السيدة العذراء مريم وبركة الدير نتعب علشانه اميال مش خطوات )
+ كل خطوة بركة
الرابعه والنصف ظهراً اسرعنا للاحاق باحدى الحافلات التابعة للكنيسة والصاعدة بركابها الى فوق نحو كنيسة الميدان،وبعض الشباب فضل التسابق والصعود جرياً ليتمكنوا من اللحاق بالموكب الاحتفالى قبل خروجه من المغارة وبدلاً من التكدس داخل الحافلات، إستيقظ القمر فيما اخذت الشمس طريقها فى الافق نحو المغيب، الخامسة والنصف سمع صوت نيافة الانبا يؤانس اسقف اسيوط عبر الميكروفونات والبث المباشر ليصدح فى انحاء مدينة الجبل والتى اصبحت فى حبريته اكثر جمالاً بعمليات التوسعات الخاصة بالطريق والمساحات الخضراء والحدائق والزهور البديعه واللمسات الخاصة باماكن الضيافة الخ
في تمام السادسة 6 مساءاً اشرقت المغارة بموكب العذراء الاحتفالى الطقسى، واستعد عشرات الالاف لاستقبال الموكب تعلقت عيونهم بالصليب النحاسى القديم بلفافته الحمراء ايذاناً بالبداية، وكالمعتاد خرج خوارس صفوف الشمامسة يترتيبها الاكبر سنا والاطول ثم الايقونه الاحتفالية للسيدة العذراء حاملة طفلها الالهى منتصف الموكب امامها، يعبر نيافة الانيا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها وخلفها صفوف الاباء كهنة أسيوط وقراها ، يسير نيافته مترجلاً ملوحاً بالصليب ليبارك جموع الشعب المحتشدة والذين تدربوا عبر السنين على الاصطفاف فى الصالات الرئيسية وممرات طريق الجبل وبين الكنائس، لمتابعة طواف موكب العذراء الاحتفالى ونوال البركة.
تظهر صفوف الشمامسة الاصغر سنا يتبعون الايقونه الاحتفالية حاملين الصلبان الخشبية بالتبادل مع الاعلام البيضاء المطبوع عليها مشاهد مختلفة للعذراء مريم والطفل يسوع وعذراء الظهور، ثم ينزل الموكب ليتخذ طريق الطواف حتى كنيسة الميدان أشد النقاط زحاماً ليتوقف قليلا، ليرفع الانبا يؤانس الصلاة الربانية ويلقى الكلمه القصيرة يختمها بالقول : الله يعطيكم اجراً على تعبكم، كل خطوة وتعب فى الوصول للدير ستأخذون عنه بركة الله لاينسى تعبكم، أم النور تدبر الامور ثم يصعد الموكب حتى كنيسة المغارة
وفقاً للترتيب الاحتفالى وحسب البرنامج المعد مسبقاً تحت رعاية نيافة الانبا يؤانس أسقف أسيوط وتوابعها تحتشد جموع المصليين فى الصالة الرئيسية للدير، حيث تقدم جوقات الترانيم لكنائس مدينة أسيوط وكنائس شرق وغرب مجموعة من الترانيم الخاصة والمناسبة لصوم العذراء، يليها كلمة العظة لنيافه الانبا يؤانس، ثم تسبحة نصف الليل التى يقودها نيافته مع خورس المكرسات والشعب والتى تنتهى تمام الساعة 10.45 ثم يردد نيافة الانبا يؤانس الكلمات الذهبية، ويرددها خلفه الشعب وضيوف الدير وهى جملة تقليدية ارتبطت باحتفالات العذراء بجبل اسيوط وتوارثها الشعب عن نيافة الانبا ميخائيل مطران أسيوط الجليل المتنيح يقول نيافته : “نوماً سعيداً فى حراسة الملائكة ويارب سلام”
+ قرص الشمس بحمريته يشرق فى الافق إعلان لبدء صباح يوم جديد ليفتح الدير ابوابة يستيقظ الجميع ويهرول ..لازالت الاجراس تدق مع نسمات الصباح الاولى السادسة 6 صباحاً، لتعلن اقامة صلوات القداس الالهى فى كنائس المنارة والقربان والصليب وفق البرنامج الروحى المعد مسبقاً، ليسمع صداها فى انحاء مدينة الجبل