أبدى الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا، استيائه من سياسات الشرطة فى ظل استمرار غلق كنيسة قبطية بقرية “كدوان” بمركز المنيا عبر بيان أصدره منذ قليل جاء به: أنه بعد مرور مدة شهر كامل من الواقعة، بذلنا فيها كل المحاولات ولم نفلح، فبنفس المنطق والمبررات تمنع أجهزة الأمن الأقباط، من ممارسة الشعائر بقرية كدوان بالمنيا، بدعوى اعتراض بعض المعترضين في القرية، وأنه من الواجب أن ترُاعى مشاعرهم، في حين لا قيمة لمشاعر الأقباط، والذين لا يطلبون سوى أن يصلوا، وكأن القرار قد صار للمعترضين، وليس لدولة عظيمة مثل مصر ذات السيادة والقانون.
تابع: اننا نحاول إيجاد أيّة أماكن لإقامة الشعائر الدينية، حتى لا نخرق حظر تنقل الأقباط، وتلافيًا لأخطار محتملة، وقد تكون تلك الأماكن قاعة أو منزل أو حتى حجرة بسيطة رديئة التهوية، فإن هذه ممنوعة أيضًا، ومع أن الدستور يكفل حق العبادة، إلا أن هذا الحق ممنوع على أرض الواقع، وذلك بالإرادة الشخصية لبعض المسئولين المحليين، بل إن الأمر في أكثر الأوقات صار أشبه بتتبُّع الأقباط لمنعهم من الصلاة، بل قد يصل الأمر إلى استخدام القوة ضد الشعب ورجال الدين احيانا.
مع أن دستور الدولة يؤكد على حرية العبادة، وتوجّهات وتوجيهات السيد الرئيس معًا هي تحقيق العدل والمساواة وتوطين السلم والاستقرار في أركان البلاد، إلا أنه وللأسف الشديد ما تزال المعاناة كما هي، المنهج هو المنهج، والآلية هي ذات الآلية، وفي كل مرة نُواجَه بنفس السيناريوهات والمبرّرات البغيضة مثل: الوضع محتقن.. الحالة الأمنية لا تسمح.. وربما كان ضمير بعض المسئولين هو الذي لا يسمح..
استكمل الأنبا مكاريوس: أن العادة هي ألّا تسمح لنا الأجهزة بالطرق الرسمية بفتح ما هو مغلق، وممنوع كذلك إقامة مبنى جديد أو كنيسة، ولم نعد من سنين نبني كنيسة كاملة (بالقباب والمنائر والصلبان والأجراس)، والأماكن التي يدّعي بعض المسئولين أنهم قاموا بتوفيق الأوضاع لها، هي في الواقع أماكن تمارس فيها الشعائر من سنين وهي أيضاً أماكن يُرثى لها كثيرًا بسبب ضيقها وموقعها الجغرافي، ومع ذلك فهي مساهمة منا في حل المشكلة.
فلدينا ما يزيد عن ١٥ مكانًا مغلقًا بأمر أجهزة الأمن، رغم وجود طلبات رسمية حبيسة الأدراج، وكذلك حوالي ٧٠ سبعين قرية وعزبة ونجع بلا أماكن للصلاة.
بالعودة إلى قرية “كدوان” موضوع الأزمة، فإن الأقباط والمسلمين هناك لا خلاف بينهم، والمعترض منهم أن وُجِد يتعلّل بضرورة الحصول على تصريح أمني، وبغض الطرف عن كونه محقًا في اعتراضه أم لا، فإن الأجهزة بدلًا من الرد بأن هذا شأن مؤسسات الدولة، أو التصريح بالصلاة كحق شرعي، فإنها تؤكد منع الصلاة، وفيما تفعل ذلك تؤكد في الوقت ذاته على أن المعترض على حق فيما ذهب إليه، كما أن الإذعان لإرادة المعترضين مع شأنه تأجيج الفتنة بين المسلمين والأقباط وزرع الخصومات، وتعميق الخلاف، وليس منعها كما يتخيل البعض للأسف الطريقة هي الطريقة، والمنهج هو ذات المنهج، والمبررات جاهزة مهما أوصى سيادة الرئيس.
اختتم الأنبا مكاريوس بيانه قائلا: ذكرنا ما حدث، ولعل ما ذكرنا يثلج صدور أولئك الذين يدّعون أن الدولة تدلّل الأقباط وتحابيهم، ومازلنا ننتظر ولن نيأس، وقد نشرنا ما حدث لعل الأمر يحتاج إلى تدخل الأجهزة في العاصمة القاهرة، وللتذكرة:”الاقباط مصريون والمنيا محافظة مصرية”.
وقع الأنبا مكاريوس البيان في نهايته هكذا: المنيا في ذكرى فض اعتصام رابعة أغسطس ٢٠١٧م
جدير بالذكر أن كنيسة السيدة العذراء والأنبا بولا بمنطقة كدوان التابعة لبندر المنيا تعرضت للهجوم والتعدي وتكسير واتلاف كل محتوياتها عقب صلاة جنازة احد الأقباط فى مارس 2012، فعقب صلاة الجناز قام العشرات من الشباب بالاعتداء على الكنيسة وكسر الباب الحديدى وإحداث تكسير وتلفيات بجميع محتويات الكنيسة، بالرغم من أن الكنيسة تقام بها الصلوات منذ سنوات وبعلم الامن، وقام الامن بغلق الكنيسة منذ هذا التوقيت رغم أن الكنيسة تخدم ثلاثة مناطق هي “كدوان القبلية” و”كدوان البحرية” و”مساكن كدوان”.
بالرغم من قيام الانبا مكاريوس بعقد لقاءات كثيرة بعد شهر من غلق الكنيسة الا أن كافة المحاولات باءت بالفشل وهو ما دفع نيافته لإصدار بيان لكشف الحقائق فى هذه الازمة والمطالبة بفتح الكنيسة، فمن المعروف عن الأنبا مكاريوس أسقف عام المنيا أنه شخصية تتميز بالحكمة والصبر ، ويواجه العديد من الازمات بمحافظة المنيا الاعلى تطرف ومشكلات تتعلق بالاقباط ، وهو لا يكشف عن أزمة ويطالب التدخل فيها من قبل الجهات المعنية بالقاهرة سوى بعد أن يكون استنفذ كل المحاولات مع الاجهزة الامنية والتنفيذية بالمحافظة، ولم يأهب الكشف عن السبب الحقيقى والمخجل أن الامن يخشى مشاعر المعترضين من المتشددين على فتح الكنيسة.