الدين وعلماء الأرواح 8
هل لا فرق بين روح الإنسان, والشيطان كروح؟!
يقولون:
فكما يدخل الشيطان في إنسان.. تدخل روح الإنسان في إنسان!
وكما يدخل الشيطان في حيوان.. تدخل روح الإنسان في حيوان!
وكما يدخل الشيطان في الماء.. تدخل روح الإنسان في الماء!
هل يمكن استنتاج كل هذا من قصة لجيئون؟!
يقولون:
وردت معجزة إخراج الشياطين من لجيئون في (مر5:1-16), (لو8:26-35).
ويقولون: إنه في هذه القصة دخلت الشياطين في إنسان, ولما أخرجها الرب منه, طلبت من الرب أن يأذن لها بالدخول في الخنازير, فإذن لهم, فدخلت الشياطين في الخنازير, واندفع قطيع الخنازير إلي البحيرة, فنزل إلي الماء واختنق. إذن الشياطين نزلت إلي الماء, ودخلت في الماء, وهي في الخنازير.
ويستنتجون من هذا أن روح الإنسان يمكن أن تدخل في إنسان, كم دخلت الشياطين في الخنازير, ويمكن أيضا لروح الإنسان أن تدخل في الماء, كما حدث أن الخنازير التي فيها الشياطين دخلت في الماء!!
وذلك كما يقولون, لأنه لا فرق بين روح الإنسان, وبين الشيطان وهو روح.. كلها أرواح!!
الرد:
ونحن نرد علي كل هذا, فنقول أولا.
ليست روح الإنسان كروح الشيطان
ليست كلها أرواحا (متشابهة) كما يقولون فهذه طبيعة, وتلك طبيعة من نوع آخر, روح الإنسان هي روح بشرية, أما الشيطان فهو روح ملائكية خلقه الله ملاكا, ولما أخطأ وصار شيطانا, فقد قداسته, ولكنه لم يفقد طبيعته بكل ما لها من خصائص..
+ لا تستطيع روح إنسان أن تصرع إنسانا وتدخل فيه, مثلما يصرع الشيطان إنسانا ويدخل فيه..
ذلك لأن الشيطان قوة كبيرة لا تقاس بها قوة الإنسان.
+ قيل عن الشيطان: إنه إله هذا الدهر (2كو4:4). قيل إنه رئيس هذا العالم (يو14:30), ووصف بأنه الكاروب المظلل (حز28:16) وأنه ملآن حكمة وخاتم الكمال (حز28:12) حينما خلق. أنه إذن من طغمة الكاروبيم. وكملاك يستطيع أن ينتقل من الأرض إلي السماء, ومن السماء إلي الأرض, في لمح البصر, فهل ينطبق شئ من هذا علي إنسان؟!
+ في قصة تجربة أيوب الصديق الأولي: استطاع أن يسقط نارا من السماء, فأحرقت الغنم والغلمان وأكلتهم (أي1:16). وأن يجعل ريحا شديدة تأتي من عبر القفر, وتصدم زوايا البيت الأربع فسقط علي الغلمان فماتوا (أي1:19), فهل يستطيع إنسان أن يفعل مثل هذا؟!
وفي تجربة أيوب الثانية, ضربه بقرح ردئ من باطن قدمه إلي هامته, فأخذ أيوب لنفسه شقفة يحتك بها وهو جالس علي الرماد (أي2:7, 8), فهل يستطيع إنسان أن يفعل مثل هذا؟!
+ وقيل عن المرأة المنحنية 18 سنة, التي أنفقت كل أموالها علي الأطباء وبلا منفعة. فشفاها السيدالمسيح, وكان ذلك في يوم سبت, فاحتج رئيس المجمع علي إبرائها في يوم سبت, فقال السيد: هذه وهي ابنة إبراهيم قد ربطها الشيطان 18 سنة.. أما كان ينبغي أن تحل من هذا الرباط (لو13:10-16), هكذا كانت قوة الشيطان, فهل لإنسان مثل هذه القوة؟
إن الشيطان ملاك, علي الرغم من أنه شرير وله قوة الملائكة الذين قيل عنهم إنهم مقتدرون قوة (مز103:20). إن ملاكا واحدا استطاع أن يضرب من جيش سنحاريب 185ألفا في يوم واحد (2مل19:35). وملاك واحد ضرب في ليلة واحدة كل أبكار المصريين وكل أبكار البهائم (خر12:29).. وليس إنسان له قوة كهذه!
+ ليس هذا فقط من جهة القوة المادية, بل أيضا من جهة التأثير الروحي.
قيل: إنه حينما يحل من سجنه, يخرج ليضل الأمم (رؤ20:8) بل يضل لو أمكن المختارين أيضا (مت24:24) لذلك لو لم يقصر الله تلك الأيام, لم يخلص جسد (مت24:22). هذه هي قوة الشيطان الذي دفع العالم كله إلي عبادة الأصنام في العهد القديم, ماعدا قلائل, هذا الذي وصف بأنه التنين والحية القديمة (رؤ20:2). التي هي أحيل حيوانات البرية (تك3:1). هذا الذي سيمد إنسان الخطية Anti Christ في أواخر الأيام بكل قوة وبآيات عجائب كاذبة, وبكل خديعة الإثم في الهالكين ليسبب الارتداد العام (2تس2:3-10).
+ نقطة أخري تدل علي قوة الشيطان, وهي ما ورد في سفر الرؤيا عن الوحش الذي هو أحد أعوان الشيطان.
وأعطي أن يصنع حربا مع القديسين ويغلبهم, وأعطي سلطانا علي كل قبيلة ولسان وأمة, فسيسجد له جميع الساكنين علي الأرض الذين ليست أسماؤهم مكتوبة في سفر حياة الحمل (رؤ13:7, 8). فمن من الناس له هذه السلطة والقوة؟!
+ إن الشيطان يستطيع أن يغير شكله إلي شبه ملاك نور (2كو11:14). فهل يمكن لإنسان أن يفعل هكذا؟
يمكن أن يظهر في شكل ملائكة وقديسين ليخدع الناس, كما روي لنا بستان الرهبان, ويظهر كذلك في أحلام أيضا, فمن من البشر يستطيع أن يفعل هكذا؟!
فلا تصدق إذن أنها كلها أرواح!! وأن روح الإنسان يفعل ما يفعله الروح والشيطان!!
+ بل إنه في وقت من الأوقات عطل ملاكا 21 يوما!!
ملاك كلف بإعانة دانيال النبي, فوقف أمامه الشيطان المكلف بمملكة فارس وعطله 21 يوما عن أداء مهمته, إلي أن تدخل ميخائيل رئيس الملائكة لإعانة هذا الملاك (دا10:11-13).
+ وليس هذا في العهد القديم فقط, إنما في العهد الجديد أيضا:
كتب القديس بولس الرسول إلي أهل تسالونيكي يقول: لذلك أردنا أن نأتي إليكم -أنا بولس- مرة ومرتين, وإنما عاقنا الشيطان (1تس2:18).
بل من جهة الاثني عشر رسولا, أعمدة الكنيسة, قال السيد الرب لبطرس سمعان سمعان. هوذا الشيطان طلبكم ليغربلكم كالحنطة ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفني إيمانك (لو22:31, 32).. إلي هذا الحد تبلغ قوة الشيطان إلي غربلة الرسل, حتي أن القديس بطرس الرسول يتعرض أن يفني إيمانه لولا معونة الرب له!! وهكذا هرب من هرب, وخاف من خاف, وأنكر من أنكر واختفي الكل في العلية..