من خلال هذه الآية ، يُعلِّمنا يسوع أن نتعامل مع جميع الناس باحترام وبحذر ” احذَروا النَّاس ” ( متى ١٠ : ١٧ ) وايضاً ببساطة إنجيليّة التي تؤدي إلى السعادة الحق .
إنّه مطابق تماماً لمثال الرّب يسوع ، فعلينا أن نظهر البساطة الأكثر جاذبيّة ، بدون أن نتخلّى عن حذر الحكماء والقدّيسين الذين يُساندهم الله . إن البساطة قد تبعث على شيء من الازدراء ، أو بالأحرى على تقديرٍ أقلّ شأنًا من قبل الخبثاء . وليس مهماً إذا استطاع الخبثاء ( وهنا علينا ألاّ نكترث لهم ) ، أن يلحقوا بنا الإهانة والأضرار من خلال بعض أحكامهم ودعاباتهم ، لأنّ كلّ ذلك سينقلب عليهم ويربكهم . إنّ الشخص البسيط والمستقيم والذي يخشى الله هو دائمًا في الموقع الأقوى والأكثر احترامًا وتقديراً ، شرط أن يكون دائما مرتكزًا على حذر حكيم ولائق .
إنّ الشخص البسيط لا يخجل أبداً من الإعتراف بالإنجيل وتعاليمه ، حتّى أمام أولئك الذين لا يرون فيه سوى الضعف والطفوليّة ، ومن الاعتراف به بجميع أجزائه وفي جميع المناسبات وبحضور أيٍّ كان .
الشخص البسيط لا يمكن أن يضلّله القريب أو أن يجرّه إلى عمل السوء ، وهو لا يفقد صفاء النفس بغض النظر عن الموقف الذي يأخذه منه الآخرون .
إنّ الإنسان الحَذِر هو الذي يعرف أن يكتم الجزء غير المناسب من الحقيقة والذي يستحسن عدم البوح به ، شرط ألاّ يؤدّي ذلك إلى أيّ تشويه للحقيقة . وهو الذي يستطيع أن يصل إلى الغايات الحسنة التي يسعى إليها من خلال اختيار السبل الأنجع . وهو الذي يميّز الضروري في كلّ الظروف بدون إرباك نفسه بالتفاصيل . وهو الذي يرجو النجاح بالربّ وحده قبل كلّ شيء .
إنّ البساطة لا تتعارض مع الحذر، والعكس صحيح . البساطة هي الحب ، والحذر هو التفكير .
الحبّ يصلّي والعقل يسهر . ” اسهَروا وصَلُّوا لِئَلاَّ تَقَعوا في التَّجرِبَة ” ( متى ٢٦ : ٤١ )
المطران كريكور اوغسطينوس كوسا
اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك