إستكمالا لما نشر فى “وطنى” الأسبوع الماضى عن إغلاق الكنائس وبيعها بالمزاد العلني فى أمريكا , نرصد حال الكنائس الأوروبية التى لاتختلف كثيرا عن الكنائس فى الولايات المتحدة الآمريكية , حيث تعانى من صعوبات مالية ونقص أعداد الرعاه في جميع أنحاء أوروبا الغربية ، وأن بيع الكنائس فى أوروبا وتحويلها إلى محلات تجارية ومراكز ترفيهية تحول غير متوقع للكنيسة التي كانت لقرون عديدة مراكزا لحياة الرعية ومبانى معمارية فخمة وجذابة وذات يوم كانت تجمع ما يقرب للالاف المؤمين للصلاة وأن إغلاق هذه الكنائس يعكس ضعف الناحية الدينية في أوروبا،…….. فى هذا التقرير نر صد ، غلق مئات الكنائس في أوروبا، وعرضها للبيع .
هولندا الأكثر مبيعا
– في هولندا، تحولت بعض الكنائس إلى سوبر ماركت، وثانية إلى محل بيع الزهور، وثالثة إلى محل لبيع الكتب، والرابعة إلى صالة ألعاب رياضية، كما تحولت الكنيسة الكاثوليكية الرومانية السابقة في هولندا بعد توقفها عن العمل إلى حديقة تزلج، وأخرى إلى بار ومقهى ففي مدينة أرنم الهولندية يجتمع في المساء مجموعة من الشباب الذين يتزلجون على اللوح لركوب ألواحهم بين تماثيل القديسين
يؤكد الأب هانز باو راعي أيبارشية القديس أوسابيوس على أن الإيبارشية تحاول بيع الكنيسة لكنه يقول إنه ليس لدى قادة الكنيسة أي مشكلة مع المتزلجين الذين يستخدمونها هذه الأيام.
وقال إن الإبرشية تناقش هذا الأمر مع أحد المشترين المتقدمين لشرائها , وأضاف أيضا: “هناك بعض الأشياء التي لا نريدها مثل الكازينو أو مبنى الجنس أو أي شيء من هذا القبيل” واكد الأب باو: “لأنها لم تعد كنيسة في أعيننا لذا فيمكن أن تستخدم لأي غرض”.
أما بالنسبة للوحة الفنية التي يمسك فيها يسوع المسيح عصا تزلج والتي تزين الحائط في الداخل يقول باو: “لا أستطيع أن أرى فيها أي نوع من السخرية”.
واوضح نائب عمدة مدينة أرنهيم جيري الفرنك قائلا : “كولين يريد محبة عذبة ولكننا سنقدم محبة قاسية, إنه يريد طريقاً سهلاً يتمثل في صورة (حين تعطيني نقوداً ستختفي المشاكل), ولكن هذا الأمر لا يمكن له أن يستمر, وبالرغم من أن بعض المجتمعات تكافح من أجل إعادة الحياة لكنائسها القديمة إلا أن البعض يبدو أقل تبجيلاً واحتراماً من الآخرين.
وقالت الهولندية ليليان جروتسفاجرس، الناشطة في حركة من أجل الحفاظ على التراث الديني: “إن قرانا و بلداتنا عبارة عن كنيسة، و كانتين للأغذية السريعة وعدد قليل من المنازل إذا أغلقت الكنيسة فسيتغير كثيرا هيكل حياتنا كله إن الكنائس الفارغة هي مشكلة متشكلة بجزء أكبر لدى الطوائف المسيحية فإنه لا يتم إغلاق الكنائس اليهودية في أوروبا, لكن الحفاظ على البناء في حالة جيدة هو أمر مكلف كقاعدة ولا تحتاج البلدة الصغيرة إلى العديد من المكتبات وقاعات الحفلات الموسيقية ولا يمكن للبلدية أن تتحمل تكاليفها لذلك غالبا ما يكون الحل الوحيد هو المشاريع التجارية ولا يوجد بيانات دقيقة عن عدد الكنائس المغلقة في جميع أنحاء أوروبا الغربية ولكن يمكنك تشكيل صورة دقيقة على أساس المعلومات لدول فردية , وأنشئ في هولندا برنامج وطني من أجل الحفاظ على المباني الدينية.
كنائس خاوية
أضاف ألبرت رينسترا: موظف لوكالة الدولة لحماية التراث الثقافي بهولندا: أغلقت و حولت 250 كنيسة من أصل 720 ,كل حالة هي فريدة من نوعها ولكن الكنائس خاوية ونحن بحاجة إلى إيجاد حل لذلك , ويقدر قادة الروم الكاثوليك في هولندا أن ثلثي الكنائس الموجودة لديهم، ويبلغ إجمالي عددها 1.600 كنيسة، ستصبح خارج الهيئة الكاثوليكية خلال عقد من الزمن، ومن المتوقع أن تغلق 700 من الكنائس البروتستانتية في هولندا في غضون 4 سنوات.
وفي أرنم يقع بوتيك لملابس النساء في بناء الكنيسة التي بنيت في عام 1889, تضاء الملابس بالضوء الساقط من خلال نوافذ الزجاج الملون في بريستول أصبحت كاتدرائية القديس بول معهدا لتعلم فنون السيرك إن المُلاك الجدد فرحون لأن خزائن الكنيسة مثالية للتمارين على الأرجوحة , واحدة من العديد من الكنائس المغلقة والمحولة إلى حديقة تزلج ربما لن يطول عمر قاعة التزلج لكن الوقت, تقدم البلدية الحساب للمتزلجين والكنيسة الكاثوليكية على استعداد لبيعهم المبنى, إن قاعة التزلج الهولندية هو مثال إرشادي على تلاشي التقاليد المسيحية البالغة آلاف السنين في جميع أنحاء أوروبا الغربية , فالكنيسة الكاثوليكية في العشر سنوات القادمة .
تخصيص موقع للاعلانات
– أما فى بريطانيا الحال لايختلف كثيرا حيث تغلق الكنيسة الإنجليزية حوالي 20 كاتدرائية سنويا تعرف في الدنمارك 200 كنيسة كميؤوس منها وتخصيص موقع OurProperty بريطاني للاعلان عن بيع الكنائس…… ” هل تعبت من الزحام في العالم؟ حاول أن تسكن في كنيسة سابقة” , إن خبراؤنا هم دائما على استعداد لمساعدتك على الشروع في رحلة الإيمان” لقد انتقلت مشكلة الكنائس الغير مستخدمة إلى مستوى حكومي.
إغلاق 515 كنيسة فى ألمانيا
قالت “كريستيان ريسيرج” المهتمة بشؤون المسيحيين في بريطانيا، إنّ أكثر من 10 آلاف كنيسة أغلقت أبوابها في عموم البلاد منذ عام 1960، وأنه من المتوقع أن يتجاوز عدد الكنائس التي ستغلق أبوابها إلى 4 آلاف مع حلول عام 2020.
أضافت: أنّ سبب عرض العديد من الكنائس للبيع، هو قلة الاهتمام ونقص في عدد الزائرين , كما أشارت المجموعة إلى وجود قرابة ألفين مسجد مسجّل في عموم بريطانيا، وأنّ معظمها كانت كنائس في السابق , وأشارت الى أن كنيسة القديس السابق بول فى بريطانيا أصبحت مدرسة لتدريب السيرك، حيث تعتبر السقوف العالية مثالية للمعدات الشاهقة مثل الأراجيح، وفي أسكتلندا، تحولت الكنيسة اللوثرية إلى بار فرانكشتاين يحتوي على تصميمات أنابيب الاختبار، وأشعة الليزر, وتنشر كنائس إنجلترا و اسكتلندا الإعلانات عن بيع المباني على المواقع الإلكترونية فهي تقريبا لا تختلف عن إعلانات السماسرة المعتادة: “كنيسة القديس يوحنا باكوب، انجلترا،ارتفاع سقف مقبب ، طابق سفلي واسع، السعر 160 ألف دولار , بالأضافة الى الكنيسة اللوثرية السابقة قد تحولت إلى بار مع فرانكشتاين، إدينبورج، سكوتلاندا
وقال جايسون ماكدونالد، مدير بار جايسون ماكدونالد، أنه لم ترد أية شكاوي: “لدينا في سكوتلندا مئات الكنائس التي لا يزورها أحد ,لو كان هناك من يوزورها، لما كانت مهجورة , يتم تحويل العديد من الكنائس الى مباني سكنية و لقد تشكلت صناعة كاملة لبيع عقارات الكتائس السابقة وذكرت كنيسة إنجلترا أنها تغلق حوالي 20 كنيسة في السنة، فيما قررت الكنيسة الكاثوليكية في ألمانيا إغلاق نحو 515 كنيسة،العام الماضى , اوضحت أنه لا يوجد بيانات دقيقة عن عدد الكنائس المغلقة في جميع أنحاء أوروبا الغربية ولكن يمكنك تشكيل صورة دقيقة على أساس المعلومات لدول فردية. تغلق الكنيسة الإنجليزية حوالي 20 كاتدرائية سنويا, تعرف في الدنمارك 200 كنيسة كميؤوس منها ,وأكدت أنه للحفاظ على الكنيسة في حالة جيدة تحتاج حسب التقديرات إلى حوالي 3.7 مليون دولار,و السلطات جاهزة لأن تبيع ب812 ألف دولار, فمن الواضح أن المتزلجين لا يملكون هذا النوع من المال و من الغير المتوقع بأنهم سيملكونه , واشارت الى إن قوائم ملكية كنائس كل من إنجلترا أسكتلندا أصبحت متوفرة عبر الإنترنت مع وصف تملكه إحدى شركات العقارات.
فعلى سبيل المثال يقال إن كنيسة سانت جون في إنجلترا تتميز “بصحن كنيسة شامخ بالإضافة إلى غرف سفلية بأسقف مقببة بالأحجار” ويمكن شراؤها بحوالي 160 ألف دولار ,إن الكنائس غير المستخدمة تعتبر مشكلة كبيرة إلى الحد الذي تجذب إليها انتباه المسؤولين في الحكومة.
– أما في أدنبره في أسكتلندا تحولت الكنيسة اللوثرية التي تحمل اسم فرانكشتاين وتضم أنابيب اختبار سطحية وليزر ووحش فرانكشتاين بحجمه الطبيعي والآتي من السقف في منتصف الليل.
اكد جاسون ماكدونالد وهو مشرف في الحانة أنه لم يسمع من قبل أي شكوى تتعلق بإعادة استخدام الكنيسة, وقال: “هناك المئات من الكنائس القديمة ولكن لا أحد يذهب إليها, وهذه الكنائس إن لم يعاد استخدامها لأغراض أخرى فإنها سوف تبقى فارغة, إن العديد من الكنائس وخاصة الصغيرة منها أصبحت منازل تربط ربما بين المشترين والكنائس القديمة.
وبحسب احصائيات مركز الابحاث الاجتماعية الأوروبية في عام 2012، فإنّ 49 %من الشعب الايرلندي يزورون الكنائس بشكل منتظم، مرة في الأسبوع، فيما يقوم 39 %من الإيطاليين بالتردد إلى الكنائس بشكل منتظم، فيما تصل نسبة الزائرين للكنائس في اسبانيا 25 %، وفي بريطانيا 21 %، وفي ألمانيا 11 %، وفي الدنمارك 6% توقعات ببلوغ عدد المسلمين في أوروبا 58 مليون، مع حلول عام 2030 وفيما يتراجع اهتمام المسيحيين الأوروبيين بكنائسهم.
وأظهرت نتائج أبحاث أجرتها جامعة “جورج تاون” الأمريكية في عام 2012، أنّ عدد المرتادين إلى الكنائس في القارة الأوروبية تتضائل، فيما يزداد عدد الملحدين، الأمر الذي يؤدّي إلى إغلاق العديد من الكنائس أبوابها كما أوضحت دراسة أعدها معهد الرأي العام الفرنسي، أنّ 4.5 % فقط، من عامة الشعب الفرنسي يذهبون إلى الكنائس بشكل منتظم، وأنّ 71 % منهم لا يعتبرون الدّين كعنصر مؤثر في حياتهم.
– فى المانيا تتصدر قائمة الدول الأوروبية الأكثر بيعاً للكنائس، وتُعدّ كنيسة “دورتموند يوهانس”، أبرز تلك الكنائس التي اشتراها الاتحاد الإسلامي التركي قبل 10 أعوام، حيث تمّ إطلاق اسم “جامع مركز دورتموند” عليها، ويبلغ مساحته ألف و700 متر مربع، ويتسع لألف و500 مصلى في ألمانيا أغلقت الكنيسة الكاثوليكية حوالي 515 مبنى كنيسة , كما قام المسلمون بشراء كنيسة “كابيرنايوم” بولاية هامبورج،عام 2012، وتحويلهاإلى مسجد، وذلك بدعم وتمويل من دولة الكويت.
تحويل الكنائس إلى مساجد
قال رئيس رابطة جمعية “جومرسباخو” في ألمانيا، “محمد قوزو ، إنّ الجمعية تعمل في هذه المساجد، على تعليم الاطفال اللغة التركية وعلوم التاريخ ومبادئ العلوم الدينية، وتزويد اليافعين والشباب باالعلوم الإسلامية، استناداً للمناهج المتبعة في ثانويات الأئمة والخطباء في تركيا.
وأوضح قوزو أنّ كثرة الكنائس المعروضة للبيع في ألمانيا، دليل واضح على قلة اهتمام الشباب الألمان بالدين، وابتعاد المجتمع الألماني بشكل عام عن الشعائر الدّينية.
أمّا في هولندا، فقد تمّ شراء العديد من الكنائس وتحويلها إلى مساجد للمسلمين، ومن أبرزها جامع “الفاتح” في العاصمة أمستردام، وجامع “السلطان أيوب” في ولاية جرونينجن، وجامع “عثمان غازي” في ولاية وييرت، وتخضع هذه المساجد إلى إشراف الوقف الهولندي.
وكشفت المعلومات الصادرة عن مؤتمر الأساقفة بفرنسا، عن تحويل 4 كنائس في عموم البلاد إلى مساجد للمسلمين، أبرزها كنيسة “دومينيكان” الموجودة في ولاية ليل الشمالية.
وفي مدينة كليرمون فيران التابعة لاقليم “بوي دي دوم” الواقعة جنوب شرقي فرنسا، تمّ بيع كنيسة “القديس يوسف”، للمسلمين، وذلك بسبب قلة المسحيين المرتادين إليها، وبحث المسلمين عن مكانٍ لأداء عبادتهم، حيث أُطلقت عليها اسم “جامع التوحيد”.