استضافت رنا خطاب، في برنامج “بنشجع أمهات مصر”، اليوم الثلاثاء، على إذاعة نجوم إف إم، رضوى فتحي، خبيرة تعديل السلوك، للحديث عن توغل السوشيال ميديا في حياتنا بشكل غير طبيعي، وأنها بدأت توسع الفجوة بين الرجل والست بشكل أكبر وأصبح هناك انعدام للحوار، وأيضا عبر إنشاء الجروبات السرية على الفيسبوك واللي بيفضفض عليها السيدات”.
وقالت رضوى: “أي سلوك ممكن يتعدل سواء بين الأطفال أو الكبار، والمهم اكتشاف ما هو السلوك الخاطئ ونعود للتجربة الأساسية التي شوهت هذا السلوك، وكل حاجة قابلة للتغير وهذه هي سنة الحياة”.
وأضافت: “موضوع الحلقة اليوم مهم جداً وخطير لدرجة لا يمكن أن نتخيلها، ويأتي لنا حالات فيها مشاكل إن واحدة كتبت بوست على السوشيال ميديا وغضبت منه صديقتها بسببه، أو أخذت نصيحة من شخص على السوشيال ميديا ونفذتها وتسببت في ضرر كبير لها، وممكن يكون لديك آلاف الأصدقاء على السوشيال ولكن لن تجدين أصدقاء حقيقين منهم إلا القليل، هذا غير الآراء السلبية عن كل ما يحدث حولنا هو شيء مزعج للغاية”.
الجروبات السرية
وبسؤالها هل لجوء السيدات للجروبات السرية للحصول على النصيحة شيء صحي، أجابت: “أي رأي من الجروب هو استرشادي وليس حقيقيا أو يعتد به، ممكن يكون وسيلة ولكن لا يصح أن تسيري خلف رأي من على الفيسبوك، في النهاية تروح لخبير متخصص، وخصوصا المشاكل الزوجية وهو أمر في منتهى الخطورة، لو عندنا أزواج أسوياء سيؤثرون على المجتمع بشكل إيجابي والعكس صحيح، ولذلك المشكلة الزوجية ليس مجالها الفيسبوك، وأذهب إليها مثلا بسؤال أفكار لهدايا زوجي ضايقت زوجي وأريد مصالحته”.
وشددت :”لازم نقوي علاقتنا مع أصدقائنا وألجأ لهم وقت الضيق، لكن أكتب مشكلة في 4 أو 5 سطور وأطلب حل كيف هذا؟ من يعرف خلفيتي وثقافتي ومشكلتي الحقيقية وحياتي وتفاصيلها، ولو أنا جاءت لي واحدة عندها مشكلة لا يمكن أقول لها اتركي زوجك أو تلجأين للانفصال، ولكن أضع لها حلول وطرق حتى نصل لأسباب ونتائج صحيحة، وإذا ذهبت أي سيدة لخبير ونصحها بأن تحصل على الطلاق فورا تذهب لغيره هذا ليس حلا مبدئيا”.
وأكدت: “لو الموضع أكبر من إننا نصلحه نلجأ لشخص حكيم من العائلة أو طبيب متخصص، هؤلاء هم المكانين الصحيحين الذين أخرجهم فيهم مشكلتي، ولكن إخراجها للفيسبوك سيجعل كل شخص يضع بهارات وشطة ونار على الأزمة فيمنحونها نصائح سيئة تهدم البيوت ولا تصلحها على الإطلاق، الزواج ليس حربا”.
إدمان إلكتروني
وتابعت: “نفسية الشخص اللي يهتم بعدد اللايكات أو الشير، يدخل ضمن نطاق الإدمان وهو ليس بالمعنى الذي يخض، ولكنه إدمان بشكل أو بأخر، الموبايل مثلا أصبح جزء منك ومعك في كل مكان في الحمام أو الأسانسير، فهذا نوع من أنواع الإدمان، وشخصية المدمن إن لديه نقص في جانب من جوانب حياته مش عارف يعمل علاقات ناجحة أو علاقته من حوله مضطربة ويحاول يداري على هذا العيب لكي يجتذب أكبر عدد من اللايكات ليحصل على أكبر عدد من النشوة بأن لديه عدد أصدقاء أكبر هو نوع من أنواع القصور في الحياة الخارجية”.
وشددت: “مهم بالطبع نكون متابعين ما يحدث حولنا على السوشيال ميديا، ولكن كل حاجة لها مزاياها وعيوبها، ومهم أيضا أخذ معلومات لها علاقة بالحقائق، وأسال نفسي أولا هل الشخص الذي أتلقى منه معلومة وكتبها في 3 سطور هل هي كل الحقيقة بالفعل أم هناك جانب آخر”.
وعن تهنئة الأزواج لبعضهم البعض على السوشيال ميديا في المناسبات المختلفة، أشارت: “هو يمكن نوع من أنواع إني أظهر للناس إني عايشة حياة جيدة، ولكن حياتها لن تتغير بهذه الطريقة إنما إحساسها هو من سيتغير، وهي راسمة لحياتها صورة غير حقيقية وأنهم أمام الناس عصافير الجنة ولكن في البيت لا يطيقون بعض، هي فقط تريد إكمال هذه الصورة بنشر هذه البوستات لكي تضبط الصورة أمام المجتمع، عكس الجيل القديم الوسطي المتمسك بأخلاقه وكان لديه نوع من أنواع الحمية والغيرة على زوجته التي لا يمكن أن تنشر صورها على الملاء، وكل ما زودتي المواد الحسية حولك كل ما ازدادت هرمونات السعادة داخل جسمك، ويزيدها لمسة حلوة أو طبطبة على الكتف أو الصوت الحنين، كل حاجة تشغل أكبر عدد من الحواس ترفع هرمونات السعادة، لكن في العالم الافتراضي الآن قلوب على الفيسبوك وسعادتك تتحول للايكات من الفريندز اللي عمرك ما شوفتيهم ولا تعرفيهم وهي سعادة غير حقيقية”.