“ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أعُطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا أرتفع.
من جهه هذا تضرعت ثلاث مرات أن يفارقني فقال لي: تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل” (2 كو 12 : 7–9).
مقدمة
بولس (شاول) من أًصل يهودي متعصب – يوناني الثقافة وروماني الجنسية، كان جبار البأس قاسب القلب فيما كان يفعله مع المسيحيين، وما رآه وما شهده من رجم وتعذيب للقديس العظيم استفانوس، والتصق بذاكرته ما قاله هذا القديس بكل الحب لرب السماء: أن يغفر لهم.
1- اللقاء الأول: “الإعلان الاول”
أول لقاء كان لبولس الرسول مع رب المجد يسوع المسيح – كان وهو في طريقه إلى دمشق، ذكر هذا اللقاء في أعمال (9)، وأعمال (22)، وفي أعمال (26).
ففي أعمال (9) فقد حكى لنا لوقا البشير وقائع هذا اللقاء، أما في أعمال (22)، أعمال ( 26 ) فكان الكلام على لسان القديس بولس الرسول نفسه قائلاً “فحدث لي وأنا ذاهب ومتقّرب إلى دمشق أنه نحو نصف النهار بغتة أبرق حولي من السماء نور عظيم، فسقط على الأرض وسمعت صوتاً، قائلاً لي شاول شاول لماذا تضطهدني. فأجبت من أنت يا سيد فقال لي أنا يسوع الناصري الذي أنت تضطهده”. (أعمال 22 : 6 – 8).
بهذه الكلمات الرقيقة من فم رب المجد، حولت بولس من شاول الشرير القاتل القاسي القلب إلى بولس رسول الأمم !!
بعدها تركه في دمشق لمدة ثلاثة أيام حتى جاءه حنانيا.. وعلمه وعمده لكي يكون تعليمه حسب تعاليم الكنيسة المقدسة. بعدها بدأ بولس ينادي باسم المسيح في دمشق حتى هاجت عليه كل الدنيا في دمشق، فقاموا بتهريبه إلى أورشليم، و استلمه برنابا هناك وقدمه لأهل أورشليم.
2- اللقاء الثاني “الإعلان الثاني”
جاء في (أعمال 22 : 17-)
وبينما كان بولس يصلي في أورشليم في الهيكل، حيث أنه كان من المعتاد أن يصلي المسيحيين المزامير في الهيكل (المزامير فقط) لأن المسيح سبق وإن علَّمهم أن يصلوا صلاة المزامير دون تقديم ذبيحة، وفي منازلهم يقيموا القداسات ويكسروا الخبز. ( لأن الهيكل تقدم الذبائح الحيوانية بمعرفة اليهود غير المسيحيين).
يقول بولس الرسول أنه أثناء الصلاه يقول 17 “أنس حصلت في غيبه” على لسان بولس الرسول و أمام جمهور اليهود أنفسهم، وأكمل بولس الرسول كلامه قائلاً:”فقلت يارب هم يعلمون أني كنت أحبس و أضرب في كل مجمع الذين يؤمنون بك. وحين سفك دم أستفانوس شهيدك كنت أنا واقفاً وراضياً (بقتله) وحافظاً ثياب الذين قتلوه – فقال لي اذهب فأني سأرسلك إلى الأمم بعيداً).
إننا نلاحظ أن تكليف بولس الرسول بالتبشير إلى الأمم كان بتكليف من السيد المسيح نفسه.. بعدما رأى جل اسمه أن اليهود لم يقبلوا تكليف بولس بالتبشير لهم . وعندما سمع اليهود واتكلم به بولس و وصل إلى مسامعهم:”فسمعوا حتى هذه الكلمه ثم رفعوا أصواتهم قائلين خذ مثل هذا من الأرض لأنه كان لا يجوز أن يعيش. فأمر الأمير لمدينه أورشليم أن يؤخذ بولس ويذهب به إلى المعسكر خوفاً على حياه بولس (نظام البوليس) – و أمر الأمير أن يحفظ بضربات حتى يعُرف سبب احتجاج اليهود عليه.
لما مدوا بولس للسياط، قال بولس لقائد المئه الواقف:”أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مقضي عليه. فإذا سمع قائد المئه ذهب إلى الأمير و أخبره قائلاً:(أنظر) ماذا أنت مزمع أن تفعل لأن هذا الرجل روماني”.
وكان هذا معناه أن يحكموا على انسان بدون حكم قضائي وليس فقط هذا، بل أيضاً هو يقول أنه روماني.. وللوقت أجاب الأمير معلقاً على كلام قائد المئة: أنه “أنا فبملبغ كبير اُقتنيت هذه الرعويّة”، و أجابه بولس في الحال قائلاً:”أما أنا فقد ولدت فيها”، فيقول الكتاب أن الأمير بعد ما علم وسمع كلام بولس الرسول “اختشى الأمير لما علم أنه رومايى ولأنه قيد قيده”.
3- اللقاء الثالث: “الإعلان الثالث”
جاء في أعمال (أعمال 18 : 9)
كان اللقاء الثالث تقريبا كان في آواخر الخمسينات وأوائل الستينات، حيث أن بولس بعدما بشر في أثينا دخل إلى كورنثوس وتلك المدينة بالمناسبة كانت سيئة السمعة وترتكب فيها كل أعمال الشر التي يمكن أن تخطر على بال القاريء.
وبالمناسبه فإن بولس الرسول كتب لهذه المدينة رسالتين كاملتين (كورنثوس الأولى، وكورنثوس الثانية).
عندما وصل إلى كورثنوس وجد شخص يدعى “اكيلا و امرأته بريسيكلا، حيث أنه كان صناعتهما هي حياكة الخيام فأقام عندهما – وبعد أن أمر “كلوريوس” حاكم روميه أن يغادر كل اليهود منها فغادرها أكيلأ وزوجته، وبهذه المناسبة أن سبب إقامة بولس مع أكيلا و وبريسيكلا أن صناعتهم هي نفس صناعته “صناعة الخيام” وكان يعمل معهم.
ولما كان يحاج الذين في المجمع من اليهود وغيرهم في كل يوم سبت و إذ باليهود واليونانيون الموجودين في المجمع قد هاجوا عليه عندما سمعوا كلام بولس بشهادته عن المسيح ابن الله. فإذا هم كانوا يجدفون و يقاومون هذه التعاليم.. نفض بولس ثيابه أمامهم وقال لهم:”دمكم على رؤوسكم.. أنا بريء من الآن اذهب إلى الأمم”.
انتقل بولس من مكان إقامته عند اكيلا وبريسكلا – وجاء إلى مكان أخر عند بيت رجل اسمه “يوستس” كان متعبداً وكان بيته ملاصقاً للمجمع.
وقد أمن رئيس المجمع (كريسبس) و أهل بيته بالرب وجميع بيته واعتمدوا جميعاً.. وكثيراً من الكورنثوسيين أمنوا واعتمدوا بعد سماعهم كلام بولس.
فقال الرب لبولس (الرؤيا الثالثة) “لا تخف بل تكلم ولا تسكت لأني أنا معك ولا يقع بك أحد ليؤذيك لأن لي شعباً كثيراً في هذه المدينة”.
أقام بولس الرسول في مدينة كورنثوس (سنة وستة أشهر يعلم بينهم بكلمه الله.. والملاحظ أن هذه المدينه التي كانت منحلة أخلاقيا سوف تصبح من أعظم الكنائس في العالم.
4- اللقاء الرابع … الرؤيا الرابعة:
“أعمال 16 : 9”
جاء على لسان لوقا البشير، حيث أنه من الواضح أنه كان برفقتهم بصفته تلميذ لبولس الرسول، أو ممكن أيضا بصفته الطبيب المعالج له وسجين معه، وكان يتمتع بجنسية رومانية.
ويقول الكتاب أنه بعدما اجتازوا (بولس + تيموثاوس + لوقا البشير ) من فريحيه و كوره غلاطية “منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمه في آسيا”.
آسيا هذه هي آسيا الصغرى ( أس تركيا الأن ) – بعدها مروا إلى ( ميسيا ) ثم إلى (ترواس).. وحدثت الرؤيا الرابع كالآتي:-
“ظهرت لبولس رؤيا فى الليل رجل مكدوني قائم يطلب اليه ويقول أعبر إلى مكدونيه و أغا”.
مكدونية هذه تقع بين أٍسيا الصغرى واليونان – ومنها يدخل إلى فيلبي، وهي أجمل المدن التي بشر فيها بولس، حيث أنه سوف يقوم بولس بالصلاة إلى جانب نهر، حيث جرت العاده أن تكون الصلاة وأخذوا، يكلموا النساء المجتمعات، وسمعت الكلام امرأة كانت من بين هؤلاء السيدات اسمها (ليديا) بائعة الأرجوان، وفتح الله قلبها بعد سماعها كلام بولس الرسول، فأمنت واعتمدت هي وأهل بيتها وطلبت أن يدخلوا إلى بيتها ويمكثوا معها.. وتكمله لما حدث في المدينة العظيمة “فيلبي” أن جاريه بها روح (عرافة) كانت تعمل لحساب (مواليها) وتكسبه مكسباً كثيراً، أمنت بالمسيح وصرخت قائلة “هؤلاء الناس هم عبيد الله العلى الذين ينادون لكم بطريق الخلاص.. كانت تفعل ذلك أيام كثيرة فضجر بولس، فانتهر الروح وقال: أنا أمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها، يقول الكتاب: ” فخرج في تلك الساعة”.
ولما رأى مواليها أنه قد خرج جاء مكسبهم – أمسكوا بولس وسيلا وجروهما إلى السوق الى الحطام ثم إلى الولاة وقالوا :”هذان الرجلان ربلبلان مدينتا وهما يهوديان، ويناديان بعوائد لا يجوز لنا أن نقبلها ولا نعمل بها إذ نحن رومانيون. ثم حدث أن قام الجمع معاً عليهما، وفرق الولاة ثيابهم وأمروا أن يضربا بالعصى. فوضعوا عليهم ضربات كثيرة وألقوهما في السجن وأوصو حافظ السجن أن يحرسهما بظبط، فقام الحارس بإلقاءهما في السجن الداخلي.
وما حدث كان بعدها أن فى نحو نصف الليل وبينما كان بولس وسيلا يصليان ويسبحان الله، وكان المسجونون يسمعون لهما – وإذ بغته يحدث زلزله عظيمه وتزعزعت أساسات السجن، و انفتحت في الحال الأبواب كلها وانفكت قيود الجميع.. ولما استيقظ حافظ السجن ورأى الأبواب الخاصة بالسجن جميعها مفتوحة ـ استل سيفه وكان مزمعاً أن يقتل نفسه، مفتكراً في نفسه أن المسجونين قد هربوا.
نادى بولس بصوت عظيم على حافظ السجن قائلاً: لا تفعل بنفسك شيئا ردياً لأن جميعنا ههنا.. ولما شاهد حافظ السجن بعينيه.. خر أمام بولس وسيلا وهو مرتعد.. وقدم خلاصاً من كل قلبه هو و أهل بيته. وأمنوا بالرب يسوع المسيح، وليس فقط ما حدث بل قام حافظ السجن بأن اصطحب بولس وسيلا وقدم لهما مائدة، وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد أمن بالله.
و إذ صار نهار يوم ثان – أرسل الولاة الجلادين لحافظ السجن قائلين: أطلق ذلك الرجلين ( بولس وسيلا).. فقال لهم بولس:”ضربونا جهراً غير مقضىَّ علينا ونحن رجلان رومانيان والقونا فى السجن أفالآن يطردوننا سراً، كلا، بل ليأتوا هم أنفسهم ويخرجونا”. وبعد أن أخبر الجلادون الولاة بهذا الكلام يقول الكتاب: “فاختشوا لما سمعوا أنهما رومانيان”
يقول الكتاب أيضاً :”فجاءوا وتضرعوا اليهما وأخرجوهما، وسألوهما أن يخرجا من المدينة، فخرجا من السجن ودخلا عند ليديه، ثم خرجا.
5- اللقاء الخامس :- الرؤيا الخامسة
( أعمال 23 : 6 – )
كلا من الفريسيون والصدوقيون جميعهم يكرهوا بولس الرسول ولأن كليهما متنازعون على مفهوم “رجاء القيامة”، حيث أن الصدوقيون لا يعترفون بالقيامة ولا الملاك ولا الروح – أما الفريسيون فأنهم يهود ويقرون بكل ذلك.. ومن هنا يحدث الاختلاف بينهم.
وعندما ألقى بولس الرسول بصرخته فى المجمع قائلاً:”أيها الرجال الأخوة أنا فريسي ابن فريسي.. على رجاء قيامة الأموات أنا أحاكم”.. فنهض كتبه الفريسيين. طفقوا يخاصمون قائلين :”لسنا نجد شيئاً ردياً في هذا الإنسان، ثم أضافوا قائلين :”وإن كان روح أو ملاك قد كلمه” فلا نحاربن الله.
فقام الجند بأمر من الأمير أن يختطفوا بولس من وسطهم ويأتوا به إلى المعسكر وهذا كان خوفاً على حياه بولس لأنه روماني و أيضاً خوفاً على حياته شخصيا ( حياة الأمير ومستقبله).
وحدثت الرؤيا – أثنا وجوده في السجن بعد أن اختطفه الأمير بعسكره و أودعوه في سجن حفاظاً على حياته – كلمه الرب وقال :”ثق يا بولس” لأنك كما شهدت بما لي في أورشليم هكذا ينبغي أن تشهد في روميه أيضاً..” إنه تشجيع طبعاً لبولس ثم يرحل أخيراً، لكي يحاكم أمام “نيرون” وهو قيصر روما.. وبالمرة يبشر هناك في روما.
6- اللقاء السادس – الرؤيا السادسة
(أعمال 27 : 22 – 24)
عند ترحيلهم إلى روما – ركبوا مركب مع الحراس وباقي المسجونين للعرض على (نيرون) قيصر روما.. ولكون بولس من كثره الترحال عبر البحار أصبح له خبره في البحر.. نصح البحارة أن هذا التوقيت من السنه يكون البحر هائجاً ولا ننصح بالأبحار فيه.. قائد المئه لم يصدق بولس، ولكنه صدق كلام البحارة لأنهم محتاجين أن يعملوا ليكسبوا أموال بغض النظر عن جو الإبحار فب هذا الوقت.. فأمر قائد المئة بالإبحار حالاً.
حدث ريح شديده جداً.. أن نوه شديدة يسمونها “أوركليدون” وبقوا مده أربعه عشر يوماً لم يروا النور – وفقدوا الأمل في النجاة عبر حكي لوقا الحقيقة التي كانت عليها السفينة نظراً لعدم التحكم في السفينة، حيث قال على لسانه شخصياً “فلما خطفت السفينه ولم يمكنها أن تقابل الريح سلّمنا فصرنا نُحمل”، ويمكن تفهم أنه بعد ما سلَّمنا أمرنا لله فصرنا بعدها نحمل لكء نصل إلى بر الأمان بمعونة الله.
ويقول لوقا البشير على لسانه أيضاً :”واشتد علينا نوء ليس بقليل انتزع أخيراً كل رجاء في نجاتنا”.
وقف بولس وسط المركب قائلاً : كان لابد أن تطيعوني عندما قلت لكم من أسبوعين أن هذا الوقت لا يفضل الإبحار فيه نظراً لوجود نوه عظيمه قد تؤدي بحياتكم جميعاً ( كانت السفينة تحمل عدد من الاشخاص تقدر بمئتين سته وسبعون نفساً).
قال بولس للجميع خبر سار يكون لجميعم هو :”لا تكون خسارة نفس واحدة منكم إلا السفينة” ثم استطرد يقول لهم مكملاً حديثة لأنه” وقف بي هذه الليله ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده قائلاً:لا تخف يا بولس.. ينبغى لك أن تقف أمام قيصر (نيرون) وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك، ويستكمل حديثه لهم قائلاً :”لذلك سروا أيها الرجال لأني أؤمن بالله أنه يكون هكذا كما قيل لي، ولابد أن نقع على جزيرة.
رفض قائد المئة نصيحة النوتية بإلقاء بعض المسجانين، لحبه الشديد لبولس وثقته في كلامه ونصائحه وقال أتركوهم لمن يعرف العوم أو حتى يأخذ قطعة خشب تساعده على العوم.
وتم أنقاذهم جميعاً ولم يمت منهم أحد طبقاً لنبوه بولس و إعلان الله له. وبعدها التقى والد صاحب الجزيرة، مما جعلهم يخدمون بولس ومن معه.
7- اللقاء السابع : الرؤيا السابعة
” كورنثوس الأولى (11 : 22 – ) (إصحاح سر التناول)
هناك تعبير غامض يرقى إلى أن يكون رؤيا.
السؤال الذي يطرح نفسه من الذي حضر العشاء الأخير هما الأحد عشر تليمذا ومرقس الرسول لأنه كان في منزل والدته – وبالتحديد بولس الرسول لم يكن متواجداً أبداً، لأن بولس الرسول عرف المسيح بعد الصعود ويقول “أفليس لكم بيوت لتأكلوا فيها وتشربوا أم تستهينون بكنيسة الله وتخجلون الذين ليس لهم..ماذا أقول لكم.. أامدحكم على هذا لست أمدحكم لأنني تسلَّمت من الرب ما سلَّمتكم أيضا أن الرب يسوع في الليلة التي أسُلم فيها أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال: “خذوا كلوا” هذا هو جسدي المكسور لأجلكم. اصنعوا هذا لذكرى. كذلك الكاس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكاس هي العهد الجديد بدمي اصنعوا هذا كلما شربتم لذكرى”.
بعض المفسرين – يقولوا أن السيد المسيح سبق و أسلم بولس هذا السَّر في رؤيا.
8- اللقاء الثامن: الرؤيا الثامنة.
( كورنثوس الثانية إصحاح 12 : 1 – 9 ) حوالي عام 62 م .
وهي تعتبر أشهر رؤيا لبولس الرسول..
هناك حدث تشهير ببولس الرسول أنه من أصحاب البدع و أن كلامه غير حقيقي.
وكان من الصعب عليه أن يحضر إليهم في تلك الآونة نظراً لانشغاله في أفسس بمقاومة ما أسماه “الوحوش”، وكان في حيرة شديدة.. هل مطلوب منه أن يكشف أسراره لهم أم لا !!!؟ لدرجه أنه قال:”اعتبروني غبي وأنا (أفتخر بنفسي”).
وأضاف قائلاً : أنتم معتادين على الأغبياء كثيرين.. يعنس أي شخص يحكي أسراره مع المسيح.. فهذا من قبيل الغباء. و أضاف قائلاً لهم :”أنتم ألزمتموني”.
حكي بولس الرسول قائلاً “أنه لا يوافقنى أن أفتخر. لإأنى أتى إلى مناظر الرب وإعلاناته. أعرف إنساناً في المسيح قبل أربع عشرة سنة أفي الجسد لست أعلم أم خارج الجسد لست أعلم.. الله يعلم.. أختطف هذا إلى السماء الثالثة. وأعرف هذا الإنسان أفي الجسد أم خارج الجسد لست أعلم. الله يعلم أنه اختطف إلى الفردوس وسمع كلمات لا ينطق بها ولا يسوغ لإنسان أن يتكلم بها.
من جهة هذا أفتخر، ولكن من جهة نفسي لا أفتخر إلا بضعفاتي. فإني إن أردت أن أفتخر لا أكون غبياً لأني أٌول الحق ولكني أتحاشى لئلا يظن أحد من جهتي فوق ما يراني أو يسمع مني، ثم يكمل في الكلام قائلاً:”ولئلا ارتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني لئلا ارتفع.. فتضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني فقال لي تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل. “وهو الإعلان التاسع”.
9- الاعلان التاسع : ( اللقاء التاسع )
( فيلبي 1 : 21 )
كان مسجون في روما وعرض على ( نيرون ) – والجميع كان متوقع له الإعدام، لأن سبق ( لنيرون ) أن عمل مذبحة للمسيحيين، فيها حرق المسيحيين فب الشوارع بأن اتهم المسيحيين وعاقبهم بالحرق عن طريق دهن أجسامهم بالقار والدهن ويعلقونهم في أعمدة عالية لكي يضيئون بها الشوارع والطرقات في روما – وبهاذ أعدم الآلام منهم حرقاً بنفس الأسلوب.
اُرسل من سجن روما رسالة مفرحة جداً رغم أنها من داخل السجن جاء فيها:( أنه خارج من السجن) كيف يكون ذلك؟
“حسب انتظاري ورجائي أني لا أخزي في شيء بل بكل مجاهرة. كما في كل حين كذلك الآن بتعظم المسيح في جسدي سواء كان بحياه أم بموت لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ولكن إن كانت الحياة في الجسد هي لي ثمر عملي فماذا أختار لست أدري، فأني محصور بين الاثنين.. لي اشتهاء أن أنطلق واكون مع المسيح ذاك أفضل جداً، ولكن أن أبقى في الجسد الزم من أجلكم فاذ أنا واثق بهذا أعلم أني أمكث وأبقى مع جميعكم لأجل تقدمكم وفرحكم في الإيمان”.
10- اللقاء العاشر – الإعلان العاشر
تيموثاوس الثانية ( 4 : 6 – 9 ) ( رسالة الوداع )
يقول بولس الرسول رسالة نهايته قائلاً ( سنه 68 م)
“فأنب أنا الآن أسُكب سكيباً ووقت انحلالي قد حضر، قد جاهدت الجهاد الحسن أكملت السعي حفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضاً. ” ويُكمل أيضاً متحدثاً إلى تلميذه تيموثاوس قائلاً:”بادر أن تجيء إلىَّ سريعاً”.
و فعلاً.. هذه آخر رسالة للقديس بولس الرسول وبعدها سافر إلى السماء !!
بركة صلاته تكون معنا جميعاً إلى الأبد..آمين.