إن اسم مريم يعني أميرة أو سيدة، وقد جاء هذا الاسم لأول مره في الكتاب المقدس لمريم أخت موسى وهارون. ويرجع الكتاب المقدس ويؤكد أن مريم العذراء ووليدها يعودان لسبط يهوذا وبالتحديد لبيت داود و هذا ما هو واضح في قول زكريا الكاهن “مبارك الرب آله إسرائيل لأنه أفتقد وصنع فداء لشعبه، وأقام لنا قرن خلاص في بيت داود فتاة ” (لو 6:1) .
وأيضاً بالنسبة لأبويها فهما حنه الأم و يواقيم الأب، وكانا يقيمان في الناصرة وكانت حنة عاقراً , ولما أرسل ملاك الرب حسب التدبير الإلهي وبشر الشيخ يواقيم حينما كان قائماً يصلي في الجبل بقوله “أن الرب يعطيك نسلاً يكون منه خلاص العالم ” فنزل لوقته من الجبل موقناً ومصدقاً بما قاله له الملاك وأعلم زوجته حنه بما رأى وسمع ففرحت وشكرت الله ونذرت نذراً أن الذي تلده
يكون خادماً لله فى بيته كل أيام حياته.
+ كان ميلاد العذراء مريم أول بشنس (عام 5486 لآدم) , وولدت بعدها مريم الأخرى والتي صارت فيما بعد زوجة حلفا (كلوبا ) والتي أنجبت ( يعقوب , ويوسى , و سمعان , ويهوذا) أولاد خالة المسيح بالجسد .
+ وفي 3 كيهك (فى عام 5489 لآدم) كان دخول العذراء إلى الهيكل فى سن 3 سنوات . فعاشت في تسبيح وصلوات حتى بلغت من العمر 13 سنه – فصارت مريم خطيبه ليوسف حسب الشريعة
+ وصارت لدى يوسف، و ولدت السيد المسيح في 29 كيهك ( 5501 لآدم) .
+ ثم صارت في بيت يوحنا الحبيب بعد الصليب في 29 برمهات ( 5534 لآدم) .
+ وكانت نياحتها في يوم 21 طوبه ( عام 5545 لآدم) – وكانت سنوات حياتها على الأرض إلى نياحتها 58 سنة.
فضائل القديسة العذراء :-
1- فضيلة الصمت و الصلاة
لقد كان من تدبير الله أن تتيتم وأن تعيش في الهيكل ، تعلمت حياة الوحدة والصمت وأن تنشغل بالصلاة والتأمل .. إذ فقدت محبة وحنان والديها , أنشغلت بمحبة الله وحده , وهكذا عكفت على الصلاة و التسبحة والقراءة و أهمها الكتاب المقدس .
لم تشغل العذراء مريم تفكيرها وهي بعد طفلة في اللهو واللعب كباقي الأطفال في سنها دون الاثنى عشر سنة ولا حتى لم يشغلها أنها في حاجة إلى حنان الأمومة أو أخذ الرأي والنصح من مصدر تطمئن إليه نفسها وهو رأي الأم وهى ما تزال بعد طفله .
والأكثر من ذلك كله التدبير الإلهي عند اختيارهالتكون أم المسيح فأرسل الله لها الملاك ليبشرها قائلاً ” فقال لها الملاك لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمه عند الله وها أنت ستحبلين وتلدين أبناً وتسمينه يسوع , هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعي ويعطيه الرب الإله كرسي داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الآبد ولا يكون لملكه نهاية ” (لو 30:1). لم تخاف ولم ترتبك بل كانت بإيمانها القوى أكثر ثباتاً بل كان رد العذراء مريم على سؤال الملاك بسؤال آخر قائلة “كيف يكون لي هذا وأنا لست أعرف رجلاً”..فأجابها الملاك وقال لها :” الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله ” , ويكمل الملاك باقي الرسالة التي كان يحملها من قبل العلي : “وهوذا نسيبتك هي أيضاً حبلى بابن في شيخوختها وهذا هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقراً لأنه ليس شيء غير ممكن لدى الله ” (لو34:1-37) وقد جاء رد السيده العذراء الأكثر اتضاعاً وخضوعاً لمشيئة العلى ” فقالت مريم هوذا أنا أمة الرب ليكون لي كقولك” ويقول الكتاب ” فمضى من عندها الملاك ”
( لو 38:1).
2- حياة الاتضاع في حياة السيدة العذراء :
كان من المحتم أن يولد ملك الملوك ورب الأرباب من إنسانة متضعة , وتستطيع أن تحتمل مجد التجسد الإلهي فيها …مجد حلول الروح القدس فيها …ومجد ميلاد الرب منها .. ومجد جميع الأجيال التي تطوبها …واتضاع أليصابات نسيبتها أمامها قائلة :
” من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلى ّ ” (لو 48:1) كما أيضاً أحتمال كل ظهورات الملائكة , واحتمال سجود المجوس أمام أبنها الطفل..والمعجزات التي حدثت من ابنها في أرض مصر بل نور هذا الابن في حضنها .
كما ما حدث لها عندما بشرها الملاك بأنها ستصير أماً للرب ,ولكنها قالت : ” هوذا أنا أمة الرب ” (لو38:1).
بل من أجل هذا الاتضاع عينه …صنع بها عجائب (لو 48:1) فمنحها الله هذا المجد .
كما ظهر اتضاع العذراء بالأكثر عندما ذهبت إلى اليصابات لكيما تخدمها وفي فترة بداية حملها بالطفل يسوع ولم تعبأ بالعقبات التي تواجهها أثناء رحلتها عبر جبال وطرق غير ممهدة وهي حامل من الناصرة شمالاً إلى مدينة هوذا في الجنوب وبقيت عندها ثلاثة أشهر حتى تمت أيامها لتلد (لو 56:1) – ومن فرط أتضاعها عدم تحدثها عن أمجاد التجسد الإلهي أيضاً ..
3- حياة التسليم والاحتمال
لقد تيتمت العذراء مريم من ابويها كليهما وهي في الثامنة من عمرها .. وتحملت حياة اليتم وحرمانها من زياراتهم لها كل عيد فصح كما كان متبع من قبل واحتملت حياة الوحدة في الهيكل وبعد ما بلغت سن الثانية عشرة من العمر – وهي تعتبر بعد طفلة – خرجت من الهيكل لتحيا مع رجل عجوز في التسعينات من العمر (فى عمر جدها) – وكان فقيراً يعمل بحرفه النجارة فاحتملت حياة الفقر وكل ذلك بدون تذمر ولا ضجر …
ولما تم أيام حملها ولدت ابنها الوحيد – ولدته فى مزود (حقير) و اضجعته فيه
(لو 7:1) و احتملت ذلك بكل رضا وشكر , كما احتملت أيضاً المسؤولية عن تربية طفل بدون مساعدة من أم أو قريبة تقدم لها المشورة باعتبارذلك الحمل و الولادة شيء جديد بالنسبة لها وهي طفلة صغيرة. كما يحدث الآن مع الأمهات عندما يحدث وأن تمر ابنتها في مثل هذه المواقف…
ولم يكن أيضاً الموضع الذي وضعته فيه معداً لاستقبال طفل من أثاث و أدوات معقمه عوضاً عن هذا المزود الحقير الفقير من كل شيء وغير لائق أن يكون خالق العالم كله لم يجد موضع يولد فيه….
نعم – احتملت الكثير – بجانب احتمالها رحلة السفر الشاق والطويل إلى مصر مسافة تقدر (1136 كيلو مترا ) على ظهر أتان , عبر طرق وجبال و أنهار وبحور – ومع تغيرات الجو من برد وصقيع وإلى حرارة الشمس الحارقة , ولم يوجد ما يقيهم كل هذه المخاطر , هذا بخلاف مخاطر الطريق من حيوانات مفترسه ولصوص وقطَّاع طرق – ماذا فعل هذا الطفل الذى لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات مع كل هذه المخاطر … كانت أم صامتة وشاكرة ومحتملة وكما جاء “احتملت أن يجوز في نفسها سيف ”
(لو 35:2) عندما تعرض ابنها على يد اليهود من عذابات و أضطهادات بسبب كلامه الذي يكلمهم به لكي يرجعوا ويتوبوا – وأخيراً آلام الصليب بل كانت العذراء الأم فرحه كما قالت في تسبيحتها”تبتهج روحي بالله مخلصي” (لو 47:1).
4- حياة الأيمان وعدم التذمر:
لقد اختار الرب هذه الفتاه الفقيرة واليتيمة لتكون أعظم امرأة في الوجود . وكانت تملك من فضائلها ما هو أعظم من الغني..فمن فضائلها أيضاً…قداستها الشخصية وعفتها وبتوليتها ومعرفتها الروحية وخدامتها للآخرين وأمومتها الروحيه للآباء الرسل
++ وما أكثر التطويبات التي أعطيت للعذراء :
1- التطويبات التي وردت في ألحان الكنيسة وفى التسبحه وفى التذاكيات وفي المدائح وفي الذكصولوجيات في كل يوم من أيام أعيادها وفي الأبصلمودية الكيهكية وفي تراتيل الكنيسة ..
2- تذكرها الكنيسة في مجمع القديسين قبل رؤساء الملائكة ورؤساء الكهنة
الكنيسة تقدم لها بخوراً , وتقدم لها السلام …وما أكثر التسابيح التي تبدأ
بعبارة (السلام لمريم ) (شيرى نى ماريا)
3- نذكرها في الأجبية في القطعة الثالثة فى كل ساعة من ساعات النهار متشفعين بها .
4- نذكرها في قانون الإيمان “نعظمك يا أم النور الحقيقي…”
5- نذكرها في صلوات البركة في أولها وفي آخرها.
6- وأخيراً …بعد أن نذكر أسماء الملائكة والرسل والأنبياء والشهداء وجميع القديسين , نختم بها البركة فنقول : ” بركة العذراء أولاً و آخراً .”
++ أيقونة العذراء القديسة مريم:
في الأيقونة يشترط أن يوجد فيها :-
1- أن تظهر مع المسيح باعتبارها والدة الآله …وعن يمينه إذ قيل في المزمور :
” قامت الملكة عن يمينك أيها الملك .”
2- ولأنها ملكة فلابد أن يكون على رأسها تاج وكذلك المسيح الملك.
3- وكقديسه لابد أن تكون على رأسها سحابة أو هاله