استقبلت مصر زيارة البابا فرنسيس بفرح عظيم, وكانت للزيارة بركات عديدة من أهمها البيان المشترك الذي يرسخ أواصر التقارب والمحبة والعمل المشترك وتم توقيعه من البابا تواضروس الثاني عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والبابا فرنسيس عن الكنيسة الكاثوليكية.
وعلي أثر الإعلان عن البيان ظهرت ردود أفعال متباينة بين مؤيد ومعارض, وامتلأت شبكات التواصل الاجتماعي بتعليقات المدح والشجب علي السواء, وتعالت الأصوات من الطائفتين وتصاعدت الحروب الكلامية لتعكر نقاء الهدف.
الجدير بالتأمل أنه كلما بدأ عمل صالح في اتجاه وحدة الكنيسة, كثرت من حوله الحروب لإفشاله والتقليل من شأنه… فبينما نتمني جميعا أن تتحد الكنيسة وتصبح قوية ومسنودة بالمسيح, نجد أن ما يتمناه عدو الخير هو إفشال هذا الاتحاد, لذلك يسعي لتعكير السلام وتعويق التقارب ويستخدم في ذلك تعليقات جارحة تصدر عن البعض أو نقدا سلبيا آت من البعض الآخر.
دعوني أقول إنه إن بدر أي تعليق من شخص أو اثنين أو حتي مائة فهو لا يعبر عن مئات الملايين من أتباع الكنيستين الذين يتوقون ويسعون بإخلاص نحو الوحدة والمحبة.
نعرف أن بداية السعي نحو تحقيق الهدف خطوة محبة لفتح باب الحوار بدافع قبول الآخر, حتي يقوم أي نقاش عقائدي علي أرض صلبة من الحب والسعي الجاد نحو الوحدة, وذلك يتم بالصلاة والمحبة والتفاهم مع الحكمة المستلهمة من المسيح والروح القدس.
لذا أتوسل إلي جميعكم أن تصلوا كثيرا من أجل القيادات الساهرة علي هذا العمل… ولا ننسي أن من بين تلاميذ المسيح يوحنا الذي أحبه كثيرا وبطرس الذي أنكره ثلاث مرات وبولس الذي تباهي بقتل المسيحيين… لكن الله كان له قصد في كل واحد منهم واستطاع أن يحقق مشيئته من خلال البار والعاصي معا.
لم نسمع أبدا أن يوحنا الحبيب جاء يوما معايرا لبطرس أو بولس علي سقطاتهما أو أن بولس تعاظم عليهما بقوة خدمته… فكلهم كانوا شاخصين إلي هدف واحد هو مجد المسيح والكنيسة.
فلنصل, ونترك نصف الكوب الفارغ ونهتم بالنصف المملوء, لا داع للجدل حول استبعاد تعبير قررنا من البند رقم (11) في البيان والاستعاضة عنه بتعبير نسعي جاهدين بضمير صالح… فالمهم أن نعمل فعلا متسلحين بالمحبة والتفاهم ونترك الصغائر ونركز علي الهدف. وندعو الله أن يحفظ البابا تواضروس والبابا فرنسيس رمزين للمحبة والسلام ونورا يسطع في سماء الكنيستين القبطية الأرثوذكسية والكاثوليكية.
Discussion about this post