يوم أحد الشعانين ، يوم دخول يسوع اورشليم ، أهميّة كبرى في حياتنا . إنّه يتطلّب منّا أن نبدي رغبةً شديدة وحماسة كبيرة لملاقاة ملك السموات. قال لنا القديس بولس، رسول البشرى
السارّة: ” افرحوا ، ليُعرَفْ حِلمُكم عند جميعِ الناس . إنّ الربّ قريب. لا تكونوا في همٍّ من أي شَيْءٍ ( فيليبي ٤ : ٥ – ٦ ) . فلنضء مصابيح
إيماننا كالعذارى الحكيمات الخمس ( متى ٢٥ : ١ – ١٢ )، ولنملأها زيت رحمة تجاه الفقراء والبسطاء والمرضى .
هيّا بنا نستقبل المسيح ونحن يقيظين ، ولننشد له حاملين بأيدينا أغصان الزيتون و سعف نخيل العدالة والمحبّة . فلنقبّله ساكبين عليه مع مريم ” عطر طِيبٍ من النارَدينِ الخالص الغالي الثمن ” ( يوحنا ١٢ : ١ – ٨ ) ، أي لنضع بين يديه توبتنا الصادقة ليمحو خطابانا وليبارك حياتنا وأعمالنا لنعيش بقداسة .
فلترتفع أصواتنا الجديرة بالجلالة الإلهيّة ، ولنردّد مع الشعب المؤمن والمخلص لمعلّمه نشيد القيامة ، تلك الصرخة التي كانت تنبعث من الجموع : ” هُوشَعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الربّ ، ملك إسرائيل ” . إنّه لمن الجيّد أن نقول : ” الآتي ” ، إذ إنّه يأتي بدون إنقطاع ، ولا يتركنا البتّة . ” الربّ قريب من جميع الذين يدعونه ، من جميع الذين بالروحِ والحقّ يدعونه ” ( مزمور ١٤٥ : ١٨ ) . ” مبارك الآتي باسم الربّ “. يقف ملكنا الوديع والمتواضع والهادئ على باب قلوبِنا . ذاك الذي اعتلى عرش السموات فوق الكاروبيم ، وركب هنا
على الأرض جحشاً. فلنعدّ ونجهّز منازل أرواحنا ، ولننظّفها من خيوط العنكبوت التي هي الخلافات العائلية والأخويّة ، ولننفض عنّا غبار النميمة التي لوّثت لساننا . ولنسكب بغزارة ماء الحبّ لنبلسم الجروح التي يسبّبها الحقد والبغض والكبرياء والأنانية في نفوسنا وقلوبنا وقلوبِ ونفوسِ قريبنا . ولننشر على شفاهنا أزهار الرحمة ، والبسمة الجميلة ، والكلمات الطيّبة . ولنردّد مع أطفال اورشليم تلك الصرخة الرائعة التي كانت تنبعث من قلوب الجموع : ” مبارك الآتي باسم الربّ ، هُوشَعْنا في الأعالي “.