قرأتُ في جريدة الأهرام يوم السبت 22 أبريل 2017 – صفحة 12 عموداً بعنوان ” عبدة الشيطان ” ، و قد أُعجبتُ بما ذكره الكاتب عن علم و معرفة . و لكن وددتُ أن أنوّه بكلمة عن الشيطان و مَن هو ؟
الشيطان مخلوق روحاني ، سابقاً كان اسمه لوسيفوروس ( أي حامل النور ) ، و كان رئيس رؤساء الملائكة – ميخائيل ، غبريال ، رافائيل ، سوريال ، سداكييل ، سراتييل ، و أنانييل – وهؤلاء الملائكة هم أرواح خادمة لله (عبرانيين1: 14 ) .
و لكن ( الشيطان ) بسبب كبريائه سقط من السماء و معه كل جنوده من الملائكة الذين تبعوه ( اشعياء14: 12- 15 ) .
الله خلق أولاً الملائكة ، أرواحاً بلا أجساد . ثم خلق من التراب و الماء حيوانات البرية و أسماك البحار ، و أخيراً خلق الإنسان من التراب و نفخ فيه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية ، فإن تبع الإنسان الروحَ صار روحياً و إن تبع التراب صار حيواناً ( أي جسداني ، حسّي ) ، أما الملائكة فهي كائنات روحية .
لما صار الشيطان عاصياً لله ، لم يفقد صفاته التي خُلقَ بها ، بل هو فقد مكانته و مكانَه . و بعد أن كان حاملاً العرش الإلهي ، صار بسقوطه عدواً لله ( فالشيطان كلمة عبرية معناه الخِصْم أو المقاوِم أو المتمرد ) ، فكل خير يعمله الله للخليقة ، يعمل الشيطان ضدّه لهلاك البشرية . و قال الكتاب عنه : ” أنه مخلوق له حكمة أرضية نفسانية شيطانية ” ( يعقوب3: 15 ) . و قال عنه السيد المسيح : ” أنه كذّاب و أبو الكذّاب ” ( يوحنا 8: 44 ) ، و أنه ” قتَّال منذُ البدء، و لم يثبت في الحقّ ” ( يوحنا 8: 44) ، لذا منعهم السيد المسيح أن يتكلموا باسمه أو يشهدوا عنه ( مرقس1: 34 ) ، لأنه لا يحتاج شهادة من الشيطان حتى إن صدَق . و القديس بولس بقوة الله منعه أن يتكلم عن الله حتى لا يأخذ منه البشر معلوماتهم أو شهادتهم لأنها غير صادقة ( أعمال 16: 16 – 19 ) .
أيضاً الشيطان نفسه يُغيّر شكلَه إلى شِبه ملاك نور ( 2 كو11 :14 ) ، حتى إنه يُظهر نفسه تحت اسم الله لكي يخدع البشرية و يجعل كلامه موضع ثقة أنه كلام الله ، لكي يُضل البشر ، فمن مَكْر الشيطان أنه يُخفي نفسه ، و لا يظهرها لا من قريب و لا من بعيد ، لكي يتمم هدفه الذي هو هلاك البشرية . فإنه يستخدم اسم الله القدوس – و هو عدو لله – حتى يرتاح البسطاء و قليلي المعرفة و يضلوا عن الحق .
من مصلحة الشيطان أن يخفي ذاته تحت مسمى إله ليضل الأمم ، ليعبدوا إلهاً غير الإله الحقيقي ، الخالق ، الأزلي ، الأبدي ( السرمدي ) .
هذا المُضِلّ يُظهر أنه يعمل المعجزات ، و يُخرِج الشياطين ، و يرسل غيره ، مع العلم أنه ” إن انقسمت مملكة على ذاتها تُخرَب ” ( متى 12: 25 و لوقا 11: 18 ) ، لأن الشيطان لا يعمل خيراً أبداً ، حتى و إن شهد أن يسوع المسيح هو الله القدوس ، فلقد انتهره الربُّ و أخرسه حتى لا يتكلم ( مرقس 3: 24 و 25 ) .
الشيطان عدوّ ( متى 13 : 39 ) ، يسعى دائماً لهلاك الإنسان ” إبليس ( أي المشتكي ) ، خصمكم كأسدٍ زائرٍ يجول ملتمساً من يبتلعه هو ” ( 1بطرس 5 : 8 ) ، و أيضاً ينزع الكلمة من قلوب الناس لئلا يؤمنوا فيخلصوا لوقا 8: 12 ) .
الشيطان ممتلئ كل غش و كل خبث ، عدوّ كلّ برّ ، لا يزال يُفْـسِد سبُلَ الله المستقيمة ( أعمال 13 : 10 ) .
لذا يوصينا الرسول بولس : ” لا تعطوا إبليس مكاناً ” ( أفسس 4 : 27 ) . و الرسول يعقوب ينبهنا ” اخضعوا لله ، قاوموا إبليس فيهرب منكم ” ( يعقوب4 : 7 ) ، و القديس بطرس أيضاً ” اصحوا و اسهروا لأنّ إبليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه هو ” (1 بطرس 5: 8 ) ، و نستطيع أن نهزمه باسم الرب كما فعل رئيس الملائكة ميخائيل قائلاً : ” لينتهرك الرب ” ( يهوذا 1: 9 ) .
لابد أن نفهم و نصدّق أنّ ابن الله أُظهِرَ ( أخذ جسداً ) ، لكي ينقض أعمال إبليس ” ( 1يوحنا 3: 8 ) .
و النهاية …
طُرِح ( أُلقِيَ ) التنين العظيم ، الحية القديمة ، المدعو إبليس و الشيطان الذي يضل العالم كله إلى الأرض و طرحت معه ملائكته ( الشياطين ) ( رؤ12 : 9 ) . و أيضاً ” إبليس الذي كان يضلهم طُرحَ في بحيرة النار و الكبريت حيث الوحش و النبي الكذاب و سيعذبون نهاراً و ليلاً إلى أبد الآبدين ” ( رؤ 20 : 10 ) .
أذن يا أخواتي الأحباء …
” إلبسوا سلاحَ الله الكامل ؛ لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس ” ( أفسس 6 : 11 ) .