“نصر” تشارك بمؤتمر آفاق “قانون الاستثمار الجديد” في الغرفة الأمريكية
أكدت الدكتورة سحر نصر، وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، على أن هناك اهتمام أمريكي كبير بزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى واشنطن على المستوى الاقتصادي، مشيرا إلى أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد دعمه للاقتصاد المصري، سواء من خلال دعم برنامج الإصلاح الاقتصادي عبر تصويت الولايات المتحدة له في مؤسسات التمويل الدولية، بالإضافة إلى ضخ استثمارات كبرى في قطاعات مختلفة.
وأوضحت الوزيرة، أن وفدا رسميا ممثلا عن كبار المستثمرين الشركات الأمريكية سيزور مصر قريبا للاطلاع على مشروعات التنمية المتواجدة في مناطق مختلفة بمصر، مثل شرق بورسعيد، والعلمين الجديدة، والعاصمة الجديدة، والمثلث الذهبي في الصعيد، قائلة: هم حريصين على ضح استثمارات جديدة في البنية الأساسية لمصر.
وذكرت الوزيرة أنه تم شرح للجانب الأمريكي التدابير اللازمة، التي تتخذها الحكومة لإزالة العقبات التي تعوق عمل القطاع الخاص والمستثمرين الأجانب، والعمل على الانتهاء من إصدار قانون الاستثمار الجديد قريبا، وتطوير منظومة مجمع الاستثمار من أجل التيسير على المستثمرين، والعمل على عدة إصلاحات تشريعية من بينها إصدار قانون التأجير التمويلي، بالإضافة إلى قيام وزارة الاستثمار والتعاون الدولي، بالتنسيق مع كافة الوزارات بالعمل على وضع الخريطة الاستثمارية، بما تتضمنه من فرص استثمارية متنوعة أمام المستثمرين المصريين والعرب والأجانب، على أن تتوافق هذه الفرص مع رؤية مصر لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشارت الوزيرة إلى أن الحكومة تعطى أولوية أساسية لمشاركة القطاع الخاص مع المستثمرين الأمريكان، ودور الحكومة هو العمل بشكل أسرع وتذليل العقبات التي تواجه المستثمرين، لأن دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في عجلة التنمية.
وأكدت الوزيرة أنه تم توجيه رسالة للمستثمرين الأمريكان بأن مصر حريصة على المشاركة مع القطاع الخاص من أجل ضخ استثمارات في مصر، والمساهمة في النمو الاقتصادي، وتوفير فرص عمل، وعدد من المستثمرين الأمريكان حريصين على تركيز الدعم على المشاريع الصغيرة والمتوسطة، خاصة المشاريع الناشئة في مصر، لتوفير فرص عمل للشباب.
وأوضحت الوزيرة أنه تم بدء المفاوضات مع البنك الدولي لتوقيع الشريحة الثالثة بقيمة مليار دولار لدعم البرنامج الاقتصادي للحكومة، مشيرة إلى أنه سوف يتم استكمال هذه المحادثات خلال ترأسها وفد مصر في اجتماعات الربيع للبنك الدولي، التي تعقد في الفترة من 21 إلى 23 إبريل الجاري في واشنطن، بحيث يتم توقيع هذه الشريحة في أقرب وقت، كما أنه يتم حاليا العمل مع البنك الدولي على تحسين مستوى مصر في تقرير ممارسة أنشطة الأعمال، ويتم التنسيق مع كل الوزارات في المجالات التي يقيس على أساسها تقرير ممارسة الأعمال، وهي بدء النشاط التجاري، واستخراج تراخيص البناء، والحصول على الكهرباء، وتسجيل الملكية، والحصول على الائتمان، وحماية المستثمرين، ودفع الضرائب، والتجارة عبر الحدود، وإنفاذ العقود، وتنظيم سوق العمل.
يذكر أن قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة مقر غرفة التجارة الامريكية بالعاصمة الأمريكية واشنطن، حيث عقد لقاءً مع كل من توماس دونيهو رئيس الغرفة التجارية الأمريكية، وجون كريسمان رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي، بالإضافة إلى رؤساء ومديري 12 من كبري الشركات الأمريكية.
وصرح السفير علاء يوسف بأن الرئيس أعرب خلال اللقاء عن تقديره للدور الذي تقوم به غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الاعمال المصري الأمريكي في دعم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر والولايات المتحدة، مؤكداً حرصه على الالتقاء بشكل دوري مع أعضاء الغرفة سواء خلال زياراته إلى الولايات المتحدة أو بالقاهرة إيماناً بأهمية التواصل المباشر مع ممثلي القطاع الخاص الأمريكي لاطلاعهم عن قرب على التطورات الجارية في مصر، ولاسيما على الصعيد الاقتصادي، والتي شهدت تغيرات إيجابية في إطار إجراءات الإصلاح الاقتصادي التي تتخذها الحكومة.
ونوه الرئيس إلى المباحثات المثمرة التي أجراها صباح اليوم مع الرئيس “ترامب” في البيت الأبيض، والتي تعد بمثابة نقطة انطلاق جديدة في إطار العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة، مؤكداً ما سيتيحه ذلك من تحقيق المزيد من التعاون والعمل المشترك بين البلدين على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية. كما أكد الرئيس أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وتطلع مصر لتعزيزها خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أهمية دور القطاع الخاص في دعم هذه العلاقات من خلال زيادة الاستثمارات ونقل المعرفة والخبرات وتعزيز التبادل التجاري بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن توماس دونيهو رئيس الغرفة التجارية رحب بزيارة الرئيس إلى مقر الغرفة التجارية الامريكية، مؤكداً ما تعكسه زيارته الأولي إلى واشنطن من إشارة واضحة للانطلاقة الجديدة التي تشهدها العلاقات بين البلدين. كما أعرب رئيس الغرفة التجارية عن تقديره لحرص مصر على الحفاظ على العلاقات التجارية والتعاون الاقتصادي بين البلدين خلال السنوات الماضية، مشيراً إلى ما تمثله مصر من شريك هام للولايات المتحدة، ومشيداً بما تتمتع به من تاريخ عريق وثقافة ثرية، فضلاً عن دورها المحوري بالشرق الأوسط.
وعبر رئيس الغرفة التجارية في هذا الإطار عن تقديره للجهود التي يقوم به الرئيس في سبيل ترسيخ الأمن والاستقرار في مصر، لاسيما في ضوء الوضع الإقليمي المتأزم الذي تمر به المنطقة، بالإضافة إلى خطوات الإصلاح الاقتصادي الشجاعة التي اتخذتها مصر، والتي وضعت الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس استعرض خلال اللقاء التقدم المحرز على صعيد الإصلاح الاقتصادي، والذي يستند إلى تنفيذ برنامج متكامل وإجــراء تعديل كبير في السياسات الاقتصادية، فضلاً عن التدابير الجاري اتخاذها لتحسين بيئة الاستثمار وتشجيعه، معرباً عن تقديره العميق لتقبل الشعب المصري لإجراءات الإصلاح الاقتصادي وتحمله الأعباء والتداعيات التي نتجت عنها.
كما تطرق إلى المشروعات القومية الجاري تنفيذها، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، بالإضافة إلى بناء عدد من المدن الجديدة ومنها العاصمة الإدارية، معرباً عن تطلع مصر لزيادة حجم الاستثمارات الأمريكية في مصر، والتي وصلت حتى عام 2015 إلى 21.3 مليار دولار بما يُمثل 33% من الاستثمارات الأمريكية في أفريقيا.
وأوضح المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حواراً مفتوحاً مع رؤساء كبري الشركات الأمريكية الحاضرين الذين أبدوا اهتماماً بالعمل في مصر أو التوسع في مشروعاتهم القائمة، وقد قام السادة وزراء المالية، والاستثمار والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة بالرد على استفساراتهم ومناقشة خططهم للاستثمار في مصر ومقترحاتهم للتعاون في عدد من المجالات.
كما أكد الرئيس لرؤساء الشركات الحاضرين حرص مصر على التواصل المستمر مع المستثمرين للتعرف على المشاكل والمعوقات التي تواجههم والعمل على حلها وتذليل كافة العقبات أمامهم , وقد عقد الرئيس عقب ذلك لقاءً مع ليان كاريت المدير التنفيذي لشركة “بوينج” الأمريكية تناول سبل تعزيز التعاون مع الشركة في عدد من القطاعات.