يستقبل قداسة البابا تواضروس الثاني في صباح الغد بالمقر البابوي بالعباسية ، الراهبة رفقة الكرمل من بيت لحم بالقدس حيث حضرت إلى القاهرة ومعها رفات القديسة الراهبة مريم يسوع المصلوب من دير الكرمل والتي أتت لنوال البركة واحضار هدية تذكارية لقداسته .
ويذكر أن الراهبة رفقة قد جائت منذ اول يناير2017 وقامت بجولة بذخائر القديسة في مختلف محافظات مصر حيث زارت بها بطريركية الروم الكاثوليك واستقبلها الأب بيو حنا ، ثم ذهبت بمطرانية الاقباط الكاثوليك بأسيوط وكان في استقبلها المطران كيرلس وليم ، ثم زارت بطريركية الروم الكاثوليك واستقبالها الأب بولس اياد ، وايضا في سوهاج زارت مطرانية الاقباط الكاثوليك هناك وكان في استقبالها المطران يوسف ابو الخير ، وزارت كنيسة البازليك بمصر الجديدة برعاية المطران عادل زكي .
ومن المقرر ان تكمل زيارتها إلى الكنائس التالية بازليك سانت تريز غدا 2 فبراير ،كنيسة العذراء قبة الهواء بشبرا 3 فبراير برعاية الأب يوسف أسعد ، وفي نفس الحي كنيسة سانت تريز4 فبراير برعاية الأب باتريك ، كنيسة سان جوزيف بوسط البلد 5 فبراير ويستقبلها الاب بيو فرح ن ،وتختم زيارتها من الاسكندرية بكنيسة سان جورج في 6- 7 فبراير برعاية الاب عبيد نظي ، كنيسة سانت تريز المروحة 8 فبراير برعاية الاب بيشوي عبد المسيح
جدير بالّكر أن القدسية مريم يسوع المصلوب هي أحد اشهر قديسات الكنيسة الكاثوليكية وُلدت القديسة من ابويين تقيين والدها يدعى جريس بوادري ، ووالدتها مريم شاهين ، في 5 يناير 1846، في قرية عبلين، إحدى قرى الجليل الصغيرة، الواقعة في منتصف الطريق بين الناصرة وحيفا، من عائلة تنتمي إلى كنيسة الروم الكاثوليك، ابتلى أبواها بمصيبة فقدانِ أولادهما في سن صغيرة ،و مات اثني عشر ولدًا على التوالي، في عمق حزنهما وثقتهما بالله، قررا القيام بزيارة إلى بيت لحم للصلاة في مغارة الميلاد وطَلب النعمة بأن يُرزقا بنتًا، هكذا رأت مريم النور، وفي السنة التالية وُلِد أخاها بولس.
لم تكن مريم قد أكمَلت الثالثة من عمرها عندما توفيَ أبوها ، وبعد بضعة أيامٍ توفّيت أمها،و تبنّت بولسَ عمّتُه وتبنّى مريمَ عمٌّ لها ميسور الحال.
وذات يوم كانت تلعب مع عصفورين صغيرين فماتا بين يديها عندما حاولت أن تغسلهما بالماء، و في حزنها سمعت في داخلها هذه الكلمات : “كل شيء يزول، فإذا أردتِ أن تعطيني قلبَكِ فإني سأبقى لكِ على الدوام”.
احتفلت بمناولتها الأولى في الثامنة من عمرها. بعدها سافر عمها إلى الإسكندرية مع كل الأسرة.
اراد عمّها أن يزوِجها، فرفضت لأنها قررت أن تعطي نفسها بالكامل للرب. فلا محاولات الإقناع، ولا التهديد، ولا الإذلال ولا سوء المعاملة استطاعوا إثناءها عن عزمها و بعد ثلاثة أشهر، ذهبت إلى خادم قديم كان يعمل في البيت لترسل معه رسالة إلى أخيها بولس، الذي بَقيَ في الجليل، كي يأتي لنجدتها. لكنّ الخادم الذي كان مُسلمًا، بعد أن سمع قصة معاناتها، حثّها على ترك المسيحية واعتناق الإسلام، لكن مريم رفضت، فغضب الرجل، واستل خنجره وقطع به عنقها ثم تركها في زقاق مظلم. وكان ذلك في 8 سبتمبر
ولكن ساعتها لم تكن قد أتت بعد، فاستفاقت ووجدت نفسها في مغارة وبجانبها سيدة تشبه الراهبات. اعتنت بها هذه السيدة مدة 4 أسابيع فكانت تُطعمها وتُعلّمها. وعندما شُفيت قادتها السيدة إلى كنيسة وتركتها هناك. ستقول مريم لاحقًا أن هذه السيدة هي العذراء مريم نفسها.
منذ ذلك اليوم، بدأت مريم تنتقل من مدينة إلى أُخرى (الإسكندرية، أورشليم، بيروت، مرسيليا)، حيث كانت تعمل كخادمة، مفضّلة العائلات الفقيرة، مساعدة إياهنَ، وإذا رأت نفسها مكرّمة في عائلةٍ ما، كانت تتركها سريعا.
ذهبت مريم إلى فرنسا في العام 1865، إلى مدينة مرسيليا، حيث تعرفت على راهبات مار يوسف الظهور. كانت تبلغ من العمر 19 سنة ولكنها كانت تبدو كمن له 12 أو 13 سنة، كانت تتكلم الفرنسية بركاكة علاوةً على صحتها الضعيفة، لكنها قُبِلت في الابتداء وكانت سعادتها كبيرة لأنها استطاعت أن تُعطي ذاتها للرب. كانت مستعدة دائمًا للقيام بالأعمال الأكثر إرهاقًا، مُمضيةً أغلب وقتها في الغسيل أو في المطبخ. كانت تعيش يومين في الأسبوع آلام المسيح، وتظهر عليها جراحاته، لكنها لبساطتها كانت تظن أنه مرض. بدأت تظهر عليها أيضًا أنواع عديدة من النِعم الفائقة للطبيعة. بلبلت هذه الأمور بعض الراهبات، وفي نهاية سنتي الابتداء لم تُقبَل لإبراز النذور في الجمعية. حينئذٍ تضافرت ظروف عديدة وقادتها إلى كرمل “بو” .
استُقبلت مريم في كرمل “بو” في يونيو 1867 حيث وَجَدت دائمًا، حتى في وسط كل المِحَن التي ستعبرها، حبًّا وتفهّمًا. ها هي من جديد في الابتداء حيث نالت اسم مريم ليسوع المصلوب. ألحّت في أن تكون من ضمن الراهبات العاملات، ذلك لأنها كانت ترتاح في خدمة الآخرين، وكانت تجد صعوبة في قراءة صلوات الفرض الإلهي. اكتسبت القلوب ببساطتها وسخائها. واُعتُبرت الكلمات التي تلفّظت بها بعد خروجها من حالة انخطاف .
انعم عليها الله بموهبة النبؤة، مهاجمة الشيطان لها أو الإنخطافات، كانت نعمة اعتبار ذاتها عدمًا أمام وجه الله هي النعمة الأقوى، والتعبير الأعمق عن كيانها حتى أنّها كانت تدعو ذاتها “بالعدم الصغير
بعد ثلاث سنوات، في العام 1870، ارتحلت مريم مع مجموعة صغيرة من الراهبات بُغية تأسيس أول دير للكرمليات في الهند، في منغلور. كان السفر في البحر، في تلك الأيام، مغامرة كبيرة، فماتت ثلاثة راهبات قبل وصولهنَّ إلى الهند. فتمّ إرسال عدد آخر من الراهبات وافتُتح الدير في نهاية العام 1870. توالت اختبارات مريم الروحية الفائقة للطبيعة من دون أن تمنعها من مواجهة كل الأعمال الثقيلة والاضطرابات المرتبطة بالتأسيس الجديد. في انخطافاتها، كانت تارة تُشاهَد مشعّة الوجه في المطبخ أو في مكان آخر؛ وتارة أُخرى كانت تشارك بالروح ما يحصل في الكنيسة كأوقات اضطهاد المسيحيين في الصين؛ وأحيانًا كان الشيطان يبدو وكأنه سيطر عليها، لكن من الخارج فقط، مُسببًا لها آلامًا وصراعات مريرة. ابتدأ سوء الفهم بالرواج حولها واضعًا موضع الشك صحة ما كانت تعيشه. أبرزت النذور في نهاية فترة الابتداء في 21 فبراير 1871، لكن التوتر الحاصل في محيطها أدّى إلى إرجاعها إلى كرمل بو في العام 1872.
بعد قليل من عودتها من منغلور، بدأت مريم في التحدث عن تأسيس كرمل في بيت لحم. كانت العوائق كثيرة، لكنها أُزيحت تدريجيًا وأحيانًا على غير ما كان يُتوقّع. أخيرًا أتت الموافقة من روما، وفي 20 اغسطس 1875، أبحرت مجموعة صغيرة من الكرمليات من أجل هذه المغامرة، أرشد الربُ نفسُه مريمَ إلى مكان البناء. ولما كانت الوحيدة التي تتكلّم اللغة العربية، كانت مكلّفة بشكلٍ خاص متابعة الأعمال، “غائصة في الرمل والكلس”. أصبح بمقدور الجماعة السكن في الدير ابتداءً من 21 يناير 1876 في حين كانت تُتابَع بعض الأعمال.
كانت مريم منشغلة أيضًا بتأسيس كرمل في الناصرة، وذهبت للحصول على قطعة أرض في اغسطس 1878. خلال هذا السفر كشف لها الرب المكان المدعو عمّاوس فاشترته لهم المُحسنة برت دارتيجو.
بعد عودتها إلى بيت لحم، تابعت مراقبة الأعمال تحت حرّ خانق. وبينما كانت تُحضِر ماءً للعمال سقطت عن الدرج وكسرت ذراعًا. تفشّت الغرغرينا بسرعة في جسمها مما أدّى إلى وفاتها بعد بضعة أيام، في 26 اغسطس 1878، عن عمر يناهز 32 سنة ، وقد أعلنها البابا يوحنا بولس الثاني طوباوية في 13 يناير 1983.
وبتاريخ 13-12-1983 قام قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني بتطوببها رسمياً حيث سجلت قديسة