ارتبط ميلاد الرب يسوع في نبوات كثيرة في العهد القديم بالنور،وهذا النور هو جوهر الميلاد ورسالته،قد كان في العهد في العهد القديم مجرد نور خافت جاء عن طريق الأنبياء فكانت معرفة الله محدودة للغاية فقد عرفوا بعض جوانبه وجهلوا معظمه فسارعوا باستنتاج ما جهلوه مثل نبي الله داود الذي كتب”لَيْتَكَ تَقْتُلُ الأَشْرَارَ يَا اَللهُ” فظن أن الله يقتل الأشرار وهو غير مدرك أن محبته غير محدودة لجميع الناس.أما الآن فقد جاء عهداً جديداً فيه أشرق نورٌ كامل في الظلمة “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً” ورأيناالله في وجه يسوع المسيح فقد جاء الله بنفسه لكي يتكلم عن نفسه معلناً حقيقته لكل البشر ماحياً كل صورة مشوهة،فعلى مر العصور والأجيال دأب الشيطان على تشويه صورة الله في عيون الناس فتارة يُظهره بمظهر المتكبر البعيد وتارة أخرة ينعته بالجبار العنيف،فبدلاً من أن يجري نحوه كل بني أدم طالبين محبته ورحمته هربوا منه خوفاً ورعباً من ظلمه وبطشه،النور قد أشرق في الظلمة ولكن الناس أحبت الظلمة أكثر من النور.لقد جاء بنفسه متجسداً إنساناً كاملاً معلناً التصميم الأصيل للإنسانية فقد خلق الله الانسان الأول على صورته وهو يريد أن يستعيد الإنسانية مرة أخرى لتصير على شبهه هو الإنسان الأخير وهنا نستمع إلى بولس وهو يكتب لنا “«صَارَ آدَمُ الإِنْسَانُ الأَوَّلُ نَفْساً حَيَّةً وَآدَمُ الأَخِيرُرُوحاً مُحْيِياً». … الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّمِنَ السَّمَاءِ.”1كور15: 45، 47.فالمسيح ذلك الإنسان الكامل عاش في العصر الروماني وهو واحد من العصور الدموية في التاريخ البشري ولكنه عاش ممتلئاً بالحب لمبغضيه وظالميه وقاتليه،كان مجرباً في كل شيئ مثلنا عاش في ظروف مشابهة لظروف حياتنا بل وأقسى منها.شاهدناه كيف يتعامل بمودة وتقدير مع الصغار والكبار،رأيناه يقبل ويحب الزناة والفجار،عايناه وهو يتكلم مع رجال دين جائرين حاولوا أن يصطادوه بكلمة ليقدموه إلى المحاكمة بتهمة ازدراء الأديان وكان دائماً يجيب على متربصيه بإجابات ممتلئة حكمة.كان يجب أن يأتي النور لكي مانرى الله على حقيقته فتبطل كل خيالات باطلة عن اله ممتلئ حب ورحمة،عدل وحق،كان يجب أن يأتي النور لكي مانفهم من هو الإنسان المخلوق على صورة الله ومثاله، لقد أشرق النور في الظلمة وأصلي أن يشرق في قلوبنا ومصرنا ومنطقتنا العربية.كل عام وأنتم سالكون في النور.