عندما تذكر العيون الجميلة تطير فى رأسك كاليمامة زبيدة ثروت صاحبة اجمل عيون على شاشة السينما , وبين العيون وبين الملامح الملائكية والجمال كانت محط انظار الجميع ., مما جعل مدرستها التى كانت تتمنى ان تنجب ابنى بجمالها تقدم لها اجمل فرصة للدخول الى عالم الفن لتكون متربعة على عرشة لسنوات طويلة فتعود قصة اختيارها أجمل مراهقة التي كانت سبب في بدايتها الفنية ،الى ان إحدى المدرسات بإرسال صورتها وكذلك صورة شقيقتها التوام إلى مسابقة نظمتها مجلة (الجيل) التي كانت تصدر حينئذ لاختيار أجمل مراهقة ،وكانت المفاجأة الجميلة إنها فازت بالمركز الأول بفارق خمسة آلاف صوت عن الفتاة التي حصلت على المركز الثاني، أما أختها فقد حصلت علي المركز التاسع
الفن رسالة سامية
وعلى الرغم من جذورها العائلية التنى تنحدر من الاسرة المالكة حيث ان والدتها كانت ابنة السلطان حسين كامل، نجل الخديوي إسماعيل. الا ان والدها لم يمانع دخولها الفن وتقول زبيدة ثروت عن بدايتها : قامت المجلة بنشر صورتي على مساحة كبيرة فلفتت أنظار المخرجين والمنتجين نحوي، فبدأت اتصالاتهم بالمجلة للتعرف على عنوان الأسرة، ففوجئ أبي باتصالات وزيارات لا حصر لها من قبل عدد كبير منهم جميعهم يريدونني للعمل في أفلامهم الجديدة، وكانت المفاجأة التي لم أكن أنا نفسي أتوقعها أنه أبدى ترحيباً شديداً بل كان يُشجعني فكنت قلقه لأن شخصيته قوية بحكم وظيفته العسكرية، ولكنه شجعني لأنه كان عاشقاً للفن ويرى على عكس الكثيرين في هذا الوقت أن الفن رسالة سامية ولا يخجل من عمل ابنته به، فأذكر في سنوات عملي الأولى أنه كان يحضر التصوير معي ويشاهدني ويشجعني، وكان كل سيناريو يأتيني يقرؤه هو أولاً ثم يوافق أو يعترض عليه.
وتابعت ثروت وقالت: ” كان أول فيلم سينمائي لي هو (ثلاث نساء) أمام يحيى شاهين وهند رستم، وتم ترشيحي للعمل فيه عقب نشر صورتي بمجلة (الجيل) وحصولي على المركز الأول، لا أنسى أبداً ما حدث أثناء التصوير من مواقف طريفة، وكان أولها أن حجمي كان صغيراً جداً بالنسبة لحجم جسم الفنان يحيى شاهين والمفروض أنه يحبني، فكان هناك تناقض مضحك بيننا بالطبع وكان هناك مشهد أمام الفنانة سناء جميل تصفعني فيه على وجهي وكانت تؤدي دور رئيسة الممرضات ،وأنا أؤدي دور ممرضة ،وكلما جاء وقت تنفيذ المشهد تتوقف يدها في الهواء لأن براءة وجهي كانت تمنعها من إتمام صفعي، وهكذا تعطل التصوير وقتاً طويلاً حتى تقرر تعديل المشهد من صفعة إلى (شخطة) ولا أنسى أبداً أن سناء جميل ضمتني بعد انتهاء المشهد لصدرها وراحت تعتذر لي بشدة”.
ارضاء الجد والعمل كمحامية فى مكتب لبيب معوض
قالت زبيدة: “جدي هو الوحيد الذي اعترض ووصل الأمر به لتهديدي أنا وأبي وأمي بالحرمان من الميراث إذا استمر عملي في التمثيل، ولكن بعد سنوات على عملي بمجال الفن التحقت بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية ولا أخفي عليكم أنني التحقت بهذه الكلية تحديداً ،لكي أسترضي جدي لأنني منذ طفولتي كان يصطحبني معه للمكتب وكانت رغبته هي حصولي على ليسانس الحقوق لكي أعمل بمكتبه بل وأتولى شئونه، واكتشفت أنني كنت ذكية جداً عند اختياري لهذه الكلية حيث إنه قام بإعادة العلاقة معنا بعد أن أكدت له أنني أسعى لتحقيق حلمه هو، وأن الدراسة عندي أهم من التمثيل فأطمأن هو كثيراً وأعتقد أنني بعد انتهاء الدراسة سأنشغل بالمحاماة وأنسى تماماً موضوع التمثيل.
وأضافت زبيدة ثروت: بعد أن تخرجت عملت بالفعل محامية تحت التمرين بمكتب الأستاذ لبيب معوض المحامي الشهير، وكان وجودي في هذا المكتب بمثابة تحويل المكتب إلى ملتقى للمعجبين فقد كنت أثبت وجودي سينمائياً والكثيرون من أصحاب القضايا كانوا يأتون لرؤيتي والنظر لي فكانوا ينسون القضايا ويتحدثون معي عن الفن والسينما ،وغالباً ما كنت استرسل معهم في الحديث الذي كان يستمر بالساعات، بالطبع لم يعجب الأستاذ لبيب هذا الحال ونبه عليّ أكثر من مرة بأن هذا المكان للعمل وليس (للدلع) واتصل بجدي وطلب إنقاذه مني وما أفعله بالمكتب، ورغم محاولات جدي المتكررة معه بأن يصبر عليّ إلا أن الأمر لم يستمر كثيراً ،حيث تركت المكتب في النهاية وانتهت صلتي بالمحاماة إلى الأبد.
نجمة فى عالم السينما
.قدمت الفنانة المصرية خلال مشوارها الفني الذي امتد حتى السبعينيات عدداً كبيراً من الأعمال الناجحة، ومن أبرز أعمالها السينمائية “نساء في حياتي” – “الملاك الصغير” – “شمس لا تغيب” – “في بيتنا رجل” – “يوم من عمري” – “الحب الضائع” – “زوجة غيورة جدا”، بالإضافة إلي عدد من الأعمال المسرحية منها “20 فرخة وديك” و”عائلة سعيدة جداً”.بينما كان فيلم “المذنبون” في أواخر السبعينيات ولكن يظل فليم يوم من عمرى والذى مثلته مع عبد الحليم حافظ من اهم الافلام التى قامت بها , ايضا فليمها مع الموسيقار فريد الاطرش نغم فى حياتى
وهذان الفليمان لهم قصة يحكيها الكاتب بديع سرابية فى مجلة الموعد فيقول :ا لموسيقار الراحل فريد الأطرش رشح زبيدة ثروت في بداية الخمسينات لتمثيل دور البطولة أمامه في فيلم جديد ، وأعلن هو عن ذلك في الصحف. وكان سعيداً لأنه وجد القصة التي تناسبها وتناسبه، ويومها لم تكن مظاهر التعب قد بدت على وجه الموسيقار الراحل ولا إجهاد القلب ،قد ترك التجاعيد على وجهه ولكن والدها اشترط أن يوضع اسمها في إعلانات الفيلم قبل اسم فريد الأطرش، وكان من الطبيعي أن يرفض الموسيقار الكبير والمشهور، وصاحب المكانة الكبيرة، هذا الشرط، بل هى اعترضت عليه، وقالت إن الذي يطلبه ويشترطه لظهوري في فيلم فريد الأطرش هو غير معقول، ولكنه صمّم على رأيه، وهكذا خسرت إحدى فرص العمر, ولكنها عوضت هذه الفرصة بعد عشر اعوام ،ووقفت امام فريد فى فليم نغم فى حياتى اخر افلام الموسيقار فريد الاطرش.
قرار الاعتزال
وقالت زبيدة ثروت إن سبب اعتزالها هو انشغالها مع أحفادها من بناتها الأربعة، كما إنها أضافت انها لم تتلق العروض التي كانت تتمنى تقديمها في هذه المرحلة وتجعلها تترك أحفادها ،وكرمها الزعيم الراحل “جمال عبد الناصر” عن دورها فيلم “في بيتنا رجل.
الزوجة والام
زبيدة ثروت كانت قد تزوجت من صبحي فرحات وأنجبت 4 بنات إحداهن هي السيدة رشا صبحي فرحات التي تزوجت من المهندس أحمد عبد القدوس نجل الروائي والأديب إحسان عبد القدوس ليمتزج دم عائلتين فنيتين وأدبيتين.
الوصية الاخيرة
زبيدة تحدثت عن الفنان عبدالحليم حافظ، وكشفت عن قصة حبهما الصامت، حيث كانا يحبان بعضهما البعض لكن دون الإعلان عن هذا الحب، حتى قرر حليم أن يتقدم لخطبتها، لكن قوبل طلبه بالرفض من والدها، الذي رفض أن تتزوج ابنته من “مغنواتي”، حسب تعبيره.
وفاجئت زبيدة الإعلامي عمرو الليثي أثناء حديثها عن حليم، بالكشف عن وصيتها الأخيرة التي تتمنى أن تُنفذ بعد رحيلها، حيث قالت “اطلب منك وصية.. متدفنيش غير عند عبدالحليم، رغم أن عندي مدفن أبويا”، مؤكدة أنها لهذه الدرجة تحب “العندليب الأسمر.
أشارت إلى أنها سمعت أن عبدالحليم قبل موته، قال “لو مت حطوا صورة زبيدة ثروت في المدفن بتاعي”
فهل تنفذ أسرة زبيدة وصيتها؟