مع ولادة الانسان فى هذا العالم تبدأ مؤثرات كثيرة تعمل فى تكوين شخصية الضيف الجديد ويتصارع الخير والشر، كل يحاول ان يجد له طريقاً الى نفس الانسان ومن اهم العوامل التى تلعب دوراً اساسياً فى تكوين الشخصية، هى وجود القدوة فى حياة الانسان خيرة كانت أم شريرة. و ان كان اكتساب خبرات الحياة المختلفة عن طريق التقليد هو سمة خاصة بالاطفال إلا أنه يظل ايضاً عند الكبار كوسيلة للاستزادة من خبرات جديدة لا تنتهى و لكن الفرق بين الطفل و الكبير ان الطفل يحتك و يقلد دون ان يميز اما الانسان الناضج فهو مسئول عما ينتقيه و يقلده و يعرف ان يميز ما بين الجيد و الردىء بين القدوة الصالحة و القدوة السيئة, لذلك يقول الرب “لست أسأل ان تأخذهم من العالم بل ان تحفظهم من الشرير” (يو 17 : 15)
العالم ملىء بالشرور والاشرار ولكن لا يلزمنا ان نخرج من العالم بل يلزمنا ان لا نتبعه. فلو تركنا انفسنا تخالط وتصادق وتقلد دون وعى وتأخذ بكل مشورة يلقيها العالم فى طريقنا لابد ان ماءه سيتسلل الى حياتنا حاملاً كل سمومه وطارداً ما فينا من فضائل روحية “لا تضلوا فإن المعاشرات الردية تفسد الاخلاق الجيدة” (1كو 15 : 33) ساعتها نجد ان السبل قد تاهت بنا و لم نعد قادرين ان نميز بين أسمى القيم و الاخلاقيات المسيحية وبين احط السلوكيات العالمية و عوض ان نسير على آثار الغنم يجذبنا عواء الذئاب فنستمرىء النميمة و نستعذب التطفل على اسرار الاخرين ونثمن المكر و الكذب و الرياء.
فى ضعفنا كثيراً ما نحتار فى مفترق طرق تبدو بعضها مستقيمة وعاقبتها طرق الموت فيأتينا صوت العريس: “ان لم تعرفى ايتها الجميلة بين النساء فاخرجى على آثار الغنم وارعى جداءك عند مساكن الرعاة” (نش 1 : 8) “هكذا قال الرب قفوا على الطرق وانظروا واسألوا على الطرق القديمة, اين هو الطريق الصالح وسيروا فيه فتجدوا راحة لنفوسكم” (ار 6 : 16)
وعندما نسير فى الطريق الصحيح هناك معونات تعطينا الشجاعة وتبعث فينا الحماسة لتثور النفس ضد كل طريق باطل حاسبة الكل نفاية لكى تربح المسيح الكنز الحقيقى واللؤلؤة كثيرة الثمن. فما هى آثار الغنم تلك التى تقودنا الى الحبيب؟
هذا ما سنستكمله فى المقال القادم ان شاء الرب وعشنا