انتشرت في الأونة الأخيرة الكثير من الشائعات على صفحات بعض الصحف الألكترونية حول انفصال الكنيسة الانجيلية بقصر الدوبارة وراعيها عن كيان الكنيسة الانجيلية المشيخية وسنودسها الانجيلي المشيخي وقد نشرنا بالفعل تكذيب واضح لهذه الأخبار على موقع الكنيسة الرسمي وصفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن هنا ومن هذا المنبر لا أريد أن أرد على هذه الشائعات المملؤة غشاً وزوراً ولكن أجد نفسي مملؤاً بالرغبة في أن أتكلم هذا الأسبوع عن وحدة الحب التي نادى بها الرب يسوع طوال حياته على الأرض عاكساً النظرة الألهية التي لا تتنازل عن هذه الوحدة والتي تملئ صفحات كتابنا المقدس.
فوحدة محبتنا في الكنيسة هي وحدة المؤمنين معاً وهذه الوحدة هي وحدة من نوع غريب فهي لا تعرف الانقسام كوحدة الآب بالابن،و وحدتها بالرأس المسيح فهِيَ جَسَدُهُ، مِلْءُ الَّذِي يَمْلأُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ ،وهذا ماصلى الرب يسوع لأجله في إنجيل يوحنا والأصحاح السابع عشر «وَلَسْتُ أَسْأَلُ مِنْ أَجْلِ هَؤُلاَءِ فَقَطْ بَلْ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِي بِكلاَمِهِمْ،لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً».شبهها الرسول بطرس بالحجارة الحية فقال «مَبْنِيِّينَ كَحِجَارَةٍ حَيَّةٍ بَيْتًا رُوحِيًّا » (1 بط 2: 5) وهنا الله يجمعنا معاً من حوله ليسكن في وسطنا فتستطيع كل نفس أن تلمس حضوره المحرر الشافي العجيب،في هذه الوحدة ينادي يوحنا الرائي هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ.
إن وحدة محبتنا معاً كجسد للمسيح ومعه هو الإله المحُب تدفعنا أن نموت عن ذواتنا،كبريائنا وأنانيتنا،خلفيتنا وعقيدتنا، أرائنا الشخصية واحلامنا الانسانية،فننسى كرامتنا وحقوقنا حتى ولو كانت مشروعة المنال،عندئذ يصير من السهل بل من المسُر أن نعاتب بعضنا بعضاً فنقول الصدق بالمحبة وأن نغفر بعضنا لبعض حتى إلى سبعين مرة سبعة مرات فنتمكن من إزالة كل خلافات وهمية وغير حقيقية تمنعنا من وحدتنا معاً وهنا يصبح هدفنا جميعاً هو إعلاء الإرادة الإلهية فوق كل رغبة أخرى فيتعظم أسم الرب يسوع في مصر والشرق الأوسط والعالم كله. إن وحدتنا بإلهنا وببعضنا البعض تمدنا بالسلطان الروحي لكي ما نعلن الحق في جرأة ولتغيير حياة الناس ليكونوا مشابهين صورته.
إننا نؤمن بوحدة الحب،ننادي بها وندافع عنها ومقابل تحقيقها نحن على أستعداد أن ندفع الثمن بذلاً وتضحية لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ.