+ لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا. وَلكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ. ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا. لاَ تَضِلُّوا يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ. كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. ( يعقوب 1 : 13 – 17 ) .
+ “مَنْ هُوَ الَّذِي يَدِينُ؟ اَلْمَسِيحُ هُوَ الَّذِي مَاتَ، بَلْ بِالْحَرِيِّ قَامَ أَيْضًا، الَّذِي هُوَ أَيْضًا عَنْ يَمِينِ اللهِ، الَّذِي أَيْضًا يَشْفَعُ فِينَا” ( رومية 8 : 34 )
مما سبق نفهم أن الله هو الذي يدين الفاجر وغير التائب والسالك حسب الشهوات وميول قلبه الشرير وفي ( رو 8 : 1 ) “إِذًا لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ . “
+ لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ ( حقد – حسد – نميمة – كراهية – ضغينة – ادانة .. الخ )
“فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ” ( رو 8 : 13 )
+ والانسان الروحي يحكم في كل شئ كما ذكر في ( 1 كور 2 : 15 ) “وَأَمَّا الرُّوحِيُّ فَيَحْكُمُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَهُوَ لاَ يُحْكَمُ فِيهِ مِنْ أَحَدٍ “
أذن إن أصابتنا تجربة نكون نحن السبب فيها من سلكويتنا الجسدية كما ذكرنا من قبل (حقد – حسد – نميمة – كراهية – ضغينة – ادانة .. الخ ).
فهذه تجارب الشهوات الشريرة بسبب الخطايا وهي اغواء من الشيطان وهذا ليس من الله ولكن الشيطان الذي يغوي لكي اسقط في الخطية و اجني ثمارها .
والشهوة والخطية يرفضها الرب تماماً ويؤكد على ذلك يعقوب الرسول ان هذه البلايا التي تصيبنا لأننا نحيا حسب الجسد ونتيجة لها يكون لنا دينونة أبدية..
ولكن نجد دائماً أن محبة الله تحصرنا وتجعلنا ندان ونحن في العالم لكي نتنقى ولا ندان في الأبدية. حتى يكون لنا النصيب والميراث الأبدي، فالضيقة أو التجربة تأتي من قبل ضعف النفس البشرية وليس من قبل الله .
+ لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ ( عبرانيين 12 : 6 ) .
+ “لِأَنَّ ٱلرَّبَّ يَدِينُ شَعْبَهُ، وَعَلَى عَبِيدِهِ يُشْفِقُ” ( مز 135 : 14 ) و ( تثنية 32 : 36 ) . والمسيحين هم عبيد الرب أما الخليقة كلها فهي شعبه.. بعمله الخلاصي العجيب على الصليب وقيامته من بين الأموات بقوة لاهوته المهيب .
تساءل عصفور صغير بدموعه: لماذا ارسلت يا الله عاصفة ؟ بماذا يضايقك عشي الصغير الذي لا املك سواه ؟
فأجابته الملائكة : كانت هناك حية تتجه لعشك وكنت نائماً فالله أمر الريح تقلب العش لتفيق وتطير وتنجو من الموت .
– فهذا ما يصنعه الله معنا.. وهنا نتساءل هل الذي حدث شر؟ حاشا بل خير ونجاه
“وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ” ( رومية 8 : 28 ) .
من أقوال القديس برصنوفيوس : الله يعرف أكثر مما نعرف، ما هو الصالح لنفوسنا وأجسادنا. لدرجة أنه يسمح لنا أن نتألم جسدياً، وبالتالي فهو يرفع عنا ثقل خطايانا. فالله لا يطلب منك شيئاً غير الشكر والصبر والصلاة من أجل غفران الخطايا.
” الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ” ( 1تي 2 : 4 )
من أقوال قداسة البابا شنودة الثالث: إن وجدت خاطئًا عاجزًا عن التوبة لأنه يحب الخطية. فقل له: إن محبة الخطية سوف لا تستمر معك لأن نعمة الله ستعمل فيك وتنقذك من محبة الخطية، وسيأتي وقت تكرهها وتشمئز منها.. وهذا الكلام يعطي أمل ورجاء للخاطي
من كتاب “الألم ومحبّة الله” للأب أنتونى م . كونيارس ( ترجمة الأنبا أثناسيوس – أسقف بني مزار والبهنسا): الضّيقات والآلام والأمراض
هي الأبواب التي يحاول الشّيطان أن يدخل عن طريقها إلى أنفسنا
عندما نكون في أشدّ حالات الضّعف، ولكنّها في نفس الوقت هي مدخل للبركات، إذا تقبّلناها بشكر من يد الله. وَأَنَّهُ بِضِيقَاتٍ كَثِيرَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَدْخُلَ مَلَكُوتَ اللهِ ( أعمال 14 : 22 ) .
تدريب روحي: فلنصلي قائلين ونردد فالصلاة الربانية: وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ ، لكِنْ نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ ( متي 6 : 13 ) ولكن اذا سمح الله بالتجارب فتكون للتنقيه كما سبق وذكرنا.. فنطلب منه ان لا يدخلنا فيها وان سمح الله بها يكون حنون علينا وتكون لخيرنا ولخلاصنا ولهذا نفرح بها.
“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ” (يعقوب 1 : 2 ) ، ويجب ان نبتعد عن اغواء الخطيه وان ضايقني عدو الخير نطلب من الرب ينقذنا سريعا..