بسم الآب و الابن و الروح القدس إله واحد آمين
أحبائي كهنة و شمامسة و خدام و شعب إيبارشية بني مزار و البهنسا ، أود أن أهنئكم بالعام الميلادي الجديد و عيد ميلاد ربنا يسوع المسيح ، و اردت أن أحدثكم اليوم عن أزلية المولود الإلهي:
+ شهادة العهدين عن أزلية الابن :
1. سليمان الحكيم تكلم عن الابن الكلمة قبل نزوله على الأرض و ذلك قبل التجسد الإلهي بحوالي عشرة قرون، و تنبأ عنه في سفر الأمثال :” كنتُ عنده صانعاً و كنتُ كل يوم لذته، فرحة دائماً قدامه. فرحة في مسكونة أرضه و لذاتي مع بني آدم ” ( أم 8: 30 و 31 ) ، ” لمّا ثبّت السماوات كنتُ هناك أنا، لمّا رسم دائرة على وجه الغمر ، لما اثبت السحب من فوق لما تشددت ينابيع الغمر، لما وضع للبحر حدّه فلا تتعدى المياه تُخْمَه، لما رسم أُسُسَ الأرض ” ( أم 8: 27 – 29 ) . و قال أيضاً : ” مَـن صعد إلى السماوات و نزل ؟ مَـن جمع الريح في حفنتيه؟ مَـن صَرّ المياه في ثوب، من ثبّت جميع أطراف الأرضِ. ما اسمه و ما اسم ابنه إن عرفت ” ( أم 30 :4) .
2. ” في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله …. الكلمة صار جسداً و حلّ بيننا و رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءاً نعمة و حقا ” ( يو 1: 1و 14 ) .
3. ” قال لهم يسوع الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن ”
4. و في رسالة القديس يوحنا الأولى يتكلم عن الابن الأزلي المتجسد قائلاً : ” الذي كان من البدء الذي سمعناه الذي رأيناه بعيوننا الذي شاهدناه و لمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة . فإن الحياة أُظهِرَت و قد رأينا و نشهد و نخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب و أُظهِـرت لنا ” ( 1 يو 1 : 1 و 2 ) .
5. و أيضاً يقول عن الابن الأزلي ” كلَّ شيءٍ به كان و بغيره لم يكن شيء مما كان، فيه كانت الحياة و الحياة كانت نور الناس ” ( يو1 : 3 و 4 ) .
6. ” فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً، الذيإذ كان في صورة الله ليحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنّه أخلى نفسه آخذاً صورةَ عبدٍ صائراً في شبه الناس” ( في2: 5 – 7 ) .
7. ” الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فإنه فيه خُلِق الكل ما في السماوات و ما على الأرض، ما يُرى و ما لا يُرى سواء كان عروشاًأم سيادات أم رياسات أم سلاطين، الكلُّ به و له قد خُلِقَ. الذي هو قبل كل شيء و فيه يقوم الكلّ” ( كو 1: 15 – 17 ) .
8. القداسة و الكمال المطلق هما لله وحده، و كما قال الملاك للعذراء مريم :” القدوس المولود منكِ يدعي ابن الله ” ( لو1 : 35 ) إذاً هذا الابن المولود من العذراء مريم هو الله الأزلي القدوس ( الموجود في كل مكان و لا يخلو منه مكان، واهب القداسة بسُلطةٍ لأحبائه في العالم الذي خلقه ) ؛ لأنه قدوس القديسين ( 1بط 1: 16 ) و ( دا 9: 24 )
9. و أيضاً له وحده الكمال المطلق كما ذكر في إنجيل متى ” كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل “( مت5: 48 ) .
+ أهداف التجسد :
بعد أن تكلمنا عن أزلية المولود من العذراء و تجسده في ملء الزمان، نوضح أهداف التجسد :
يقول الرسول بولس : ” الله بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع و طرقٍ كثيرة.كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به أيضاً عمِل العالمين. الذي و هو بهاء مجده و رسم جوهره و حاملُ كلَّ الاشياءِ بكلمة قُـدرته. بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي”( عب 1:1- 3 ) .
” بالإجماع عظيمٌ هو سرُّ التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءه الملائكة كُرِز به بين الأمم،أُومِن به في العالم رُفِعَ في المجد “( 1تي 3: 16 )
هذا هو المسيح يسوع الذي جاء من السماء :
= السيد المسيح جاء ” لتكون لهم حياة و ليكون لهم أفضل ” ( يو10 : 10 )
= و ليعطينا نعمة التبني للآب ” و لكن لمّا جاء ملءُ الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس،ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبني “( غل4: 4 و 5 ) .
= أيضاً” جاء لكي يطلب و يخلّص ما قد هلك ” ( لو19 : 10 ) و ( مت18: 11 )
بهذا الميلاد الإلهي من العذراء خرجت البشرية من عبودية إبليس و أصبح البشر أحراراً كما يقول الكتاب في ( يو8: 32 ) .
= جاء ليعطينا النصرة على إبليس الشيطان الحية القديمة الذي قتل البشرية ( يو8: 44 )
= و قال أيضاً ” روحُ الرب عليّ لأنه مسحني لأبشِّر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب، لأنادي للماسورين بالاطلاق و للعمي بالبصر و أُرسِلالمنسحقين في الحرية، و أكرز بسنة الرب المقبولة “(لو4: 18و19) و(اش61: 1).
= جاء ليحقق ملكوته فينا: فقد قال السيد المسيح في ردّه على بيلاطس ” أنت تقول إنّي ملك. لهذا قد وُلِدتُنا،و لهذا قد أتيتُ إلى العالم .”( يو18 : 37 ) .
هذا هو ابن الله الأزلي الذي جاء في ملء الزمان متجسداً من الروح القدس و من العذراء القديسة مريم.
1. لكي يطهرنا من خطايانا .
2. يعطينا حياة أبدية .
3. يمنحنا نعمة البنوة لله الآب .
4. لكي يطلب و يخلص ما قد هلك .
5. يحرّرنا من عبودية إبليس .
6. و يشفي كل مرضٍ و كل ضعفٍ فينا .
7. و ليكون لنا حياة و ليكون لنا أفضل .
8. ليشهد للحقّ .
عام جديد سعيد بميلاد يسوع المسيح المجيد ، وكل سنة وأنتم طيبين وبخير وسلام
الأنبا أثناسيوس
أسقف بني مزار والبهنسا .