أختتمت فعاليات التدريب المشترك المصرى الروسى “حماة الصداقة 2016″، الذى نفذته عناصر من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الجوى الروسية بمنطقة التدريبات المشتركة بقاعدة محمد نجيب العسكرية بمنطقة العلمين، والذى يأتى فى إطار خطة التدريبات المشتركة للقوات المسلحة لكلا البلدين الصديقين بهدف تعزيز أوجه الشراكة والتعاون العسكرى ودعم جهود الأمن والإستقرار بالمنطقة .
تضمنت فعاليات المرحلة الختامية للتدريب على كافة الموضوعات العامة والتخصصية وتنفيذ الرمايات غير النمطية، داخل ميادين التدريب المختلفة، كذلك إجراءات التحضير والتجهيز للأفراد والأسلحة والمعدات التى يتم إبرارها جواً باستخدام طائرات النقل المصرية والروسية إلى مناطق الإسقاط المخططة , تنفيذ مناورة بالذخيرة الحية لإقتحام قرية حدودية تسيطر عليها مجموعات إرهابية مسلحة ، وتنفيذ الإسقاط والإبرار الجوى للمجموعات القتالية من وحدات المظلات المصرية وقوات الإنزال الروسية من طائرات النقل والهليكوبتر وحول أهمية هذه المناورات يدور هذا التحقيق :
في البداية يري دكتور محمد سعيد ادريس رئيس وحدة الدراسات العربية والاقليمية : ان هذة المناورات تمكن مصر من الاستفادة من تجارب روسيا وتكتسب خبرات من القوات الروسية ,وخاصة ان مصر تحرص الان علي توازن علاقاتها مع كافة الدول بعد ان كانت تنحاز الي العلاقة مع امريكا علي حساب بقية الدول الاخري, مما يعطي هذا تنوع لسلاحنا, بحيث اذا تم الضغط علي مصر من اي طرف نجد دول اخري نلتجا اليها , ويعطي هذا توازن للعلاقات الدولية , وبخاصة ان حصلت مصر علي اسلحة لم نحصل عليها من امريكا مثل طائرات اف 16 واف 300 وربما لم يتم الاعلان عن اسلحة اخري وايضا الحصول علي اسلحة اخري من روسيا للحرب علي الارهاب.
مستطردا ان توقيت المناوره جاء في وقت حرج بالنسبة للتنافس الروسي الامريكي علي الشرق الاوسط , وبخاصة علي روسيا وتصاعد التوتر بين واشنطن وروسيا , وبخاصة ان مصر تميل الي الموقف الروسي بالنسبة لسوريا عن الموقف الامريكي.
من جانبة يري دكتور سمير غطاس نائب مجلس الشعب: ان المناورات التي تم الانمتهاء منها هدفها الاول قيام القوات الروسية بتدريب قواتها علي التعامل في الصحراء وبخاصة انة ليس لديهم صحراء ,ويقومون بعمليات في سوريا وبها صحراءلتكون قواتهم جاهزة في المناطق الصحراوية , وتستفيد من خبرات المصريين في التدريب علي الاماكن الصحراوية, وايضا في المقابل الاستقاده من قبل المصريين لخبرات الجانب الروسي ,لكن اذا كانت هذة المناورات تتم لكي تتمكن من التعامل مع الارهاب في سوريا او مصر لابد ان يدرك اولا ان الارهاب لا يقام علي اسقاط قوات مظلين في مناطق صحراوية ,وان 90 % من مقاومة الارهاب اساسها تقوية العلاقات الاستخباراتية الضعيفة ,والفصل بين السكان والارهاب في سيناء ولا اقصد هنا الفصل الجسدي بخروج الاشخاص من اماكن الارهاب انما الخروج الفكري, وفي ذلك اقول نحن تاخرنا كثيرا في ذلك وانضمت اطراف عديدة الي الارهاب لذا لابد من ادراك ذلك قبل فوات الاوان.
في السياق ذاتة اوضح اللواء حمدي بخيت الخبير العسكري ان حماه الصداقة تدريب مشترك طبقا للتعاون العسكري المصري مع العديد من الدول وهذا يؤدي الي تطوير العلاقات وتبادل الخبرات وتبادل اسلوب العمل, ولغة مشتركة وبخاصة عندما كانت هناك مناورات مشتركة مع امريكا مما كانت لة نتائجة الجيدة في مشاركتنا مع امريكا في حرب الخليج , وهذة المناورات التي تتم الان ستكون لها نتائجها واهميتها في مكافحة الارهاب والحرب التي تتم الان علي الارهاب , ويجب ان تكون هناك مناورات مع دول اخري حتي تتوسع دائره الاستفادة في القضاء علي الارهاب.
بينما يري اللواء محمد منصور الخبير العسكري لقد اعلنت مصر علي لسان رئيس الجمهورية ان مصر تتعامل مع كافة دول العالم من خلال علاقات متوازنة ركيزتها الاساسية المصالح المتبادلة ,وفي سبيل ذلك فان مصر لاتتخذ مواقف متجمدة انما تطور علاقاتها مع اي طرف طبقا للمستجدات التي تحدث ,وتعود علي مصر للخير من جانب اخر فان التدريبات العسكرية المشتركة مع اي دولة عربية او غربية هي مظهر من مظاهر التعاون المتبادل لنقل الخبرات في هذا المجال الي الطرف الاخر, والعكس .
بالاضافة الي انها وبلا شك احدي مظاهر نمو العلاقات عموما مع باقي الاتجاهات الاساسية والدبلوماسية والاقتصادية ,ولكن لابد ان نركز علي النفع وليس معني ذلك اننا نميل اوننقاد الي طرف علي حساب طرف اخر وبخاصة ان مصر اعلنت انها لا مطامع لها في اي دولة بالمنطقة او بالعالم اجمع ,وان تعمل علي الاحتفاظ علي بقائها قابلة للتطور الايجابي والنمو فالعلاقات علي كافة الاطياف تتيح لها حركة علي الساحة العربية والافريقية والاقليمية, ولا شك ان مصر لها مكانتها بالانتصار في حرب اكتوبر نصرا مشرفا شهد لة العالم اجمع وكان في هذا اعلان لقيمة السلاح الشرقي في مواجهة السلاح الغربي فالتاريخ يترك بصماتة في الاستفادة من تعاون الخبراء السوفيت مع دفء العلاقات مع روسيا .
ذكر العقيد غينادي بروكمان نائب قائد مجموعة المظليين الروس الذين شاركوا في المناورات أن المظليين المصريين أطلعوا نظراءهم الروس على فنون القتال المتبعة لديهم في اشتباكات الشارع المفترضة, ولفت النظر إلى أن الجانب المصري ركز في التدريبات على اقتحام المباني وتحرير الرهائن المحتجزين فيها من قبل مجرمين أو إرهابيين مفترضين.
كما أطلع المصريون نظراءهم الروس كذلك على فنون التمويه والتحرك والتوجه والقتال في ظروف الصحراء, مشيرا إلى تباين التكتيك المعتمد في قوات الإنزال الروسية، وما هو متبع لدى الجانب المصري معتبرا أن المصريين يركزون بشكل أكبر على أسلوب القوات الخاصة.
أحد المظليين الروس عبر عن إعجابه بدقة التدريبات المصرية مشيرا في الوقت ذاته إلى أن استخدام الأسلحة كإشارات للتواصل قد لفت انتباهه، وتسائل عن طبيعة التواصل بين العسكربين في الظلام.
من جانبهم، عرض المظليون الروس على نظرائهم المصريين أساليب تدريباتهم، وكشفوا عن خواص عملية في تأهيل المستجدين على مختلف المراحل.وبعد ذلك اقتحم المظليون المصريون مبنى يتحصن فيه مسلحون مفترضون، وتفرقوا على ثلاث مجموعات عرضت الأولى منها عملية حصار المبنى والثانية هاجمته، فيما اقتحمته الثالثة تزامنا مع محاكاة لعملية إنزال جوي باستخدام المروحيات.
أما المظليون الروس، فقد اقتحموا عدة أبنية في آن واحد مستخدمين في ذلك أنواعا مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
جدير بالذكر انه حضر المرحلة الختامية عدد من قادة القوات المسلحة وعدد من المراقبين والملحقين العسكريين بعدد من الدول الصديقة والشقيقة .