المرأة المصرية عظيمة جدا، هى ابنة الحضارة الفرعونية القديمة منذ آلاف السنوات تعرف واجبها فى البيت، ترعى زوجها واولادها وتهتم بمنزلها ثم تخرج إلى الحقل تساعد زوجها وتحمل له الطعام، بل وتساعده فى فلاحة الارض، وقد عرفت طريقها إلى العمل فهى تعمل نائمة أى معددة التى تعدد فضائل الراجل فى حفل العزاء، وقد ذكر عميد الادب العربى ذلك فى رائعته (الايام) وعملت المرأة المصرية منذ الاف السنين مساعدة للكاهن ومساعدة للحاكم ومسجلة وثائق وطبيبة، بل وصلت الى منصب رئيسة اطباء، وتذكر الوثائق ان الطبيبة بيشيشت كانت اول رئيسة اطباء فى مصر القديمة. كانت المرأة تتمتع بحقوق الرجل تماما وكان عندم احترام هو عدم احترام ربة العدالة ماعنت.
وكان من حق المرأة ان ترث الملك على ان يكون زوجها هو الحاكم، وعرفت المرأة المصرية منذ فجر التاريخ ادوات الزينة والتجمل مثل الاظافر الصناعية والشعر المستعار اى الباروكة والكحل والرموش الصناعية وكانت تهتم ايضا بتدليك يدها وجسمها بعطور الزينة والروائح الكريمة، كما عرفت الفن ومارست الرقص فى البيت.
وقد عبر ابو التاريخ هيرودوت عن ذلك بعد زيارته لمصر فى القرن الخامس قبل الميلاد والف كتابا عن مصر قال فيه ان المجتمع المصرى مقلوب لان المراة تعمل مع الرجل وهو الشئ الجديد عليه فقد كانت المراة اليونانية تعيش فى البيت ولا تعمل ولم يكن لها حقوق مثل الرجل ومن هذا اعجب واندهش من عمل المرأة المصرية.
المرأة المصرية حضارة وشخصية وتاريخ يعترف به العالم كله.
ونحن نعيش فى القرن الحادى والعشرين نتمنى ان تستعبد المرأة المصرية مكانتها الحضارية القديمة وبخاصة ان عندنا الان نساء فضليات يمكن ان يساعدن المراة على التعلم والتقدم، فالتعليم للبنات كالماء للنبات، نريد المرأة المصرية ان تنال تعليم كامل وان لا تحرم فتاة من التعليم حتى يتطور مجتمعنا ويتقدم.
وكان قاسم امين على حق عندما قال ان الاهتمام بالمراة وتعليمها وتثقيفها ضرورة لان المراة هى التىتربى الرجال. كان قاسم مصلحا اجتماعيا كبيرا والف كتابين عن المراة هما:تحرير المراة عام 1899 ثم الكتاب الثانى المراة الجديد عام 1900.
ولا يمكن ان ننسى كاتبنا الكبير سلامة موسى الذى دافع عن المرأة المصرية الحديثة وطالب بتحريرها وتنويرها واستقلالها فى كتابه: المرأة ليست لعبة الرجل.
المرأة المصرية الان على استعداد للتقدم والتحضر ونسبة قليلة وصلت للقمة لتكون وزيرة ورئيسة مجلس ادارة واستاذة جامعية وعميدة كلية وكاتبة، لكننا نريد لكل فتايتنا التعلم والتقدم والخروج الى المجتمع وبخاصة بعد السنوات العجاف التى مرت علينا وارادت ان تهدم المجتمع وترجع المرأة الى البيت وتزداد تخلفا، نريد للمرأة ان تكون نصف المجتمع فعلا وتعمل وتتقدم مع المجتمع لان مجتمع الذكورفقط مجتمع متخلف اعرج: يمشى بقدم واحدة فالمجتمع الذكورى يحرم نفسه من عبقرية وابداع المرأة، فهي مبدعة وعبقرية مثل الرجل تماما وهذا سبب تقدم المجتمعات الاوربية والامريكية وغيرها.
هذه الخواطر عن المراة المصرية دارت بفكرى ونفسى وانا ارى زوجتى العزيزة منى الملاخ تقف بجانبى وتسهر على راحتى ليل نهار وانا ارقد فى السرير نتيجة عملية جراحية صعبة فى قدمى اليسرى بعد حادثة سيارة صدمتنى وهربت فى شارع الجلاء، زوجتى هى ملاكى الحارس تقف بجانبى تطبق تعليمات الاطباء تنسى نفسها من اجلى.
اننى اتذكر قول سليمان الحكيم الرائع بان امراة فاضلة من يجدها لان ثمنها يفوق الللالئ، هى المراة المصرية الحقيقة الرائعة التى تمثلها زوجتى منى الملاخ، إنهن زوجات الزمن الجميل، المصريات الفضليات المهذبات الخلوقات