تعد الرواية من أكثر الفنون الادبية التي تسرد الاحداث ممزوجة بالمشاعر والاحاسيس , فالرواية تأخذك من عالمك الحالي لتعيش في زمن وأحداث الرواية بل يمكنك ان تتقمص أحد شخصياتها وتشعر بما كان يمر به … جائت انتصارات اكتوبر بعد فترة حزن ومرار طويلة عاشها الشعب المصري والعربي فعندما ذاق الجميع طعم الانتصار ..أخذ كل مواطن يعبر عن فرحته فهناك من غني ومن رقص ومن كتب ولكن عبرالادباء عن انتصاراتهم بكتابة روايات تضم ذكريات الحرب وتسرد مشاعر التحدي والانتصار فطهرت أعمال ابداعية عظيمة أحتضنت فى مضمونها حرب أكتوبر ومن أهمها :
رواية الاديب المغربي ” مبارك ربيع “
تستمد ” رفقة السلاح والقمر” موضوعها من القضية العربية، وقد أبدعها الأديب المغربى” مبارك ربيع ” بعد حرب أكتوبر، حيث يعد استجابة انفعالية تسجل جانبا لانتصار الشعب المصرى وجانبا من الأحداث العسكرية على الجبهة “السورية” معتمدة في ذلك على وقائع حرب أكتوبر 1973 مع العدو الإسرائيلي. وإن كانت بعض أحداثها تجري في المغرب فى الفصول الأول والخامس والسادس والأخير.
ومرجعية الرواية تستند الى الأخبار الرسمية والمدونة من منظور خاص، و من رسائل الجنود إلى أهلهم وأسرهما ،فيضعها فى حيز المحيادة وقراءة الأحداث أوالكتابة الوثائقية .
يعد الكاتب المغربي مبارك ربيع أحد الأسماء المؤسسة للكتابة الروائية والقصصية بالمغرب، منذ نهاية الستينات ، وقد ساهم في إرساء قواعد الكتابة الابداعية بالمغرب، ورصد تحولات المجتمع المغربي في مناهضته للاستعمار الفرنسي، كما أنجز مجموعة من الدراسات والأبحاث الأكاديمية في مجال التحليل النفسي وعلم التربية.
المرصد.. رواية سورية لحنا مينا
أما الرواية الأشهر التى تناولت حرب أكتوبر فهى “المرصد” للأديب السورى الكبير ” حنا مينا ” الذى وصف بها تفصيليا كيف تحولت هزيمة 67 من نكسة تمضغ القلوب والعقول الى شمس أشرقت فى أكتوبر المجيد وأنقشعت غمامة الانكسار ، فتضمنت الرواية وصفا تسجيليا لزحف الجنود لتحرير سيناء ، وتحطيم خط بارليف ، وكيف سحبت اسرائيل دباباتها ومدرعاتها من الجبهة الجنوبية وزجت بها فى الشمال فى مواجهة سوريا ، التى أجتازت قواتها الأزمة ونالت من الخندق الاسرائيلى بما يشبه المعجزة ، فحررت مرصد جبل الشيخ ، ووصلت لبحيرة طبريا.
من يذكر تلك الايام ..رواية مشتركة
من أشهر التجارب الابداعية التى كتبت فى حرب أكتوبر ،وهو ذلك العمل المشترك بين الكاتبين السوريين “حنا مينا ونجاح العطار” وهي المجموعة القصصية “من يذكر تلك الأيام” وقد عبرت المجموعة عن واقع حرب أكتوبر المجيد ، من خلال قصص تسجيلية لبطولات جنود أكتوبر البواسل ، ففي قصة “السمكة الطائرة” يصوران معارك الطيران العربي السوري خلال حرب أكتوبر من خلال وصف تسجيلي علي لسان بطلها الطيار “أ.ح” الذي اسقط خمسا من طائرات الفانتوم المعادية وأثنين من طائرات الميراج، وأصيبت طائرته المقاتلة في معارك مرصد جبل الشيخ الرهيبة في الجو وعلي قمم ذلك الجبل المهيب.
جدير بالذكر ان حنا مينا يعتبر الأب الروحي للرواية السورية و من أبرز الروائيين العرب ولد لأسرة فقيرة عام 1924 و تنقل في مهن كثيرة و كان لحياته القاسية أثرها في رواياته ، و عن ذلك الأثر قال مينا بمرارة:” كنت أعاني البطالة والغربة، والفقر، والجوع، وأحسد الكلب لأن له مأوى”!!
وقد ساهم في تأسيس رابطة الكتاب السوريين واتحاد الكتاب العرب، وهو أحد كبار كتاب الرواية العربية. وتتميز رواياته بالواقعية .
البيت والدخان ..مذكرات حرب اكتوبر
من أكثر الروايات التى ارتبط أسمها بحرب أكتوبر على الساحة العربية، هى الرواية الناطقة بلسان الموقف الإنسانى الذى كان حدث الحرب هو محوره الأساسى بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ومنها ” البيت والدخان ” للكاتب السورى ” يحى خضور ” حيث تنتمى تلك الرواية الى أدب الملاحم لأنها عبارة عن قصص ومذكرات تتضمن حرب أكتوبر على لسان أبطالها البواسل ، ويهديها الكاتب الى كل رفاق السلاح والحرب الذين شاركوا فى الحرب التحريرية .
خضور