“من الآن وصاعدًا ستدعى الأم تريزا من كلكتا قديسة”. هكذا نطق البابا فرنسيس يوم الأحد الماضي خلال القداس الإلهي .. فدوت ساحة القديس بطرس في الفاتيكان بالتصفيق والتهليل والدعاء، وقرعت أجراس البازيليك فرحًا وابتهاجًا بالقديسة الجديدة. . توفيت الأم تريزا في كلكتا في ٥ سبتمبر ١٩٩٧م بعد صراع مع المرض …. حيرت شخصية الأم تريزا الكثيرين ووقف العالم لها احتراما وتقديرا وهنا نحاول سرد بعض الكلمات التي قيلت عنها …
“الكاردينال دون هيلر كامارا”، الذي لم يتحرّج من الجثوّ أمامها، وتقبيل يدها أمام جمهورٍ حاشد اعترف قائلاً: “يكفي التقاء الأم تريزا الكلكتّاويّة مرّة واحدة كي يتعذّر نسيانها. ليس المهم ما تقول، فالعالم حافلٌ بالأقوال الجميلة، بل المهمّ هو ما هي عليه” .
· الكاردينال أوكونور: علّق على قول الأمين العام للأمم المتحدة ” هل هي ، حقّاً ، المرأة الأشدّ سطوةٍ في العالم- ما من إنسان في الدنيا أقلّ منها اهتماماً بالألقاب .إنني واثقٌ من أنّ الأمين العام يعلم أنّ كلّ سلطةٍ في نظرها تكمن في يسوع ، وتمرّ عبره ، وهي من أجله ، وتدين له بالفضل ، وهو يعلم ، يقيناً ، أنّ سلطتها هي سلطة الصلاة ، والامتثال التام لمشيئة الله وحبّ كلّ حياة إنسانيّة . لن ينكر أحدٌ أنّ الأم تريزا شخصيّة فذّة ، إذ حسبها أن تظهر حتّى تأثر الجميع ، ولكن هل هذا عائدٌ لما تمتلكه من سحر ؟ أم لأنّها عاكفة دائماً على تنظيف الأرض ، وغسل البرص ، وعلى الإفادة من مناسبة جائزة نوبل كي تحدّث العالم أجمع عن حبّ يسوع ؟ “
· الأسقف “اوكيفا” في “دافينبورت”:”لست أظن أننا سنحظى، وأنا حي، بحضور شخصية في مثل عظمة الشخصية التي تشرفنا، اليوم، بوجودها معنا.”
رئيس الأساقفة الكاثوليكي الهندي: قال في خلال تسلّمها جائزة نوبل: “أيّتها الأم تريزا، نشعر بإشعاع الحبّ منك، ذلك لأنّك مضطرمة وتحترقين من أجل الآخرين. وإنّه لخير لنا أن نكون في حضرة من يحترق من أجل الآخرين.”
· الأم تريزا هي، حقا، ملكة كلكتا، فالجميع يطيعونها حتى البابا”. (أديب مصلح)
رئيس معهد الفرنسيسكانيين في مدينة أوماها بنبراسكا قال “إن الأم تريزا تجسد، في عصرنا، روح المحبة المسيحية التي أفعمت حياة القديس فرنسيس الأسيزي.”
الشيخ “خالد من تونس” رئيس رابطة أصدقاء الإسلام في فرنسا قال : ” إنّها تتكلّم عن يسوع، ولكنّها لا تفرضه على أحد… إنّ رسالتها شاملة.” وقال أيضًا : ” إنّها تجلٍّ إلهيّ.”
قالت الأخت نيرمالا التي تولت رئاسة الجمعية من بعد الأم تريزا: “لقد أحبّ الله الفقراء حبّاً من العظمة بحيث أرسل لهم الأم تريزا.”
مؤتمرات عالمية تحدثت عنها ..
قيل عنها في المؤتمر الإفخاريستي العالمي 41 سنة 1976 .
دعا اللاهوتيون الحضور إلى التمثل بإيمان الأم تريزا التي كانت تجسد القول المأثور: “الإفخارستيا المحبوبة، هي الإفخارستيا المعاشة.”
· مؤتمر الدول الأسيويّة 1962 “المرأة الأكثر استحقاقا في آسيا، لإسهامها في تحقيق التفاهم. بين الشعوب .
رؤساء وزعماء
· الأمين العام للأمم المتحدة بطرس غالي : “المرأة الأشد نفوذا في العالم.”
* كان موعد تقليد الأم تريزا وسام الحرية الرئاسي الأميركي في أيار إلا أن مشاغل الخدمة حالت آنذاك دون حضور الأم تريزا. وقد أثار هذا التأخير اهتماما مضاعفا لدى وسائل الإعلام. ولما قلدها الرئيس ريغان أخيرا لوسام بدأ بالتماس العذر لها قائلا: “انها لم تستطع الحضور في الموعد المحدد لأنها كانت مشغولة كما هي دائما بخلاص العالم.”
وأضاف:”هذه هي المرة الأولى التي أمنح فيها قلادة الحرية ويخامرني شعور بأن التي تتلقاها قد تذيبها كي تبيع ذهبها لصالح الفقراء.”
قال الرئيس الهندي جيري سنة 1972: “الأم تريزا هي من النفوس المتحرّرة التي تخطت جميع حواجز الأجناس والأديان والعقائد والدول. في عالم اليوم المضطرب الذي تكدره الخلافات العديدة والشحناء، تأتي حياة الأم تريزا وإنجازاتها بأمل قشيب في مستقبل البشرية”. ثم أضاف: “لقد كان المهاتما غاندي يؤنس انجذابا شديدا نحو عظة الجبل… والأم تريزا وأخواتها يستمدون وحيهنّ من الإنجيل… إننا نكرم، اليوم، نفسا مكرسة لله، امرأة أدركت أن الحب المسيحي هو عمل من أجل الخير. إنني متفائل لأنني قانع أنه طالما كان هناك أمثال للأم تريزا، سيتاح للإنسانية أن تعيش في الرجاء…”
ثم التفت إلى الأم وأعلن: “لن يكون أبدا إسهام في الإخاء البشري أكبر من عمل راسخ، ومتوافق مع الاحتياجات مثل عملك.” إنك تسيرين بحرصٍ وأمانة في خطى أمير السلام.”
الرئيس “كارتر” : ” إنّ البشريّة مدينة لك بكلّ ما فعلته ، وبقدوة بذل الذات في يبيل الآخرين التي قدّمتها.أتمنّى لك أعظم نجاحٍ في خدمة الإنسانية .”
الرئيس “رونالد ريغان”: ” لا يجهل بلدٌ في العالم إشعاع تلك المسيحيّة الرائعة.”
الرئيس الألباني “عاليا” يرحب بالأم تريزا عام 1990 وهنأها على عملها الإنساني قائلا: “يسمونك الأم تريزا الكلكتاوية لكنك هنا الأم تريزا الألبانية.”
جاك شيراك وكان ما زال عمدة باريس اعترف بتأثره البالغ من طيبة الأم تريزا وبساطتها وبذل ذاتها المطلق.
عمدة نيويورك: “إنها شخصية قوية جدا، وما تفعله لا يمكن وصفه إلا بأنه لا يصدق. أعتقد أنها قديسة حية.”
· أعرب أحد الزعماء البوذيين عن يقينه بأن الأم تريزا هي، في ضوء التعاليم البوذية، كائن نير يدعى “ناظر نحيب العالم” وقد شبهها بإلهة بوذية من جراء”إسهامها بزرع الفرح في أحزان البشرية”.
الداي لاما: “منذ الوهلة الأولى أخذت بتواضع سلوكها المطلق. من وجهة نظرٍ بوذيّة، يمكن اعتبارها “بوذيساتفا” ، أي إنساناً حكيماً انتهى إلى حافّة الاستنارة، ولكنه عزف عن خلاصه النهائيّ لكي يعود إلى الأرض، بغية مساعدة المتألّمين على التحرّر.”
هكذا كتبت الصحافة ..
قليلا ما تجد شخصا تتفق عليه جميع وسائل الإعلام وتشهد لإعماله وصفاته ..الأم تريزا من الشخصيات النادرة التي أجبرت الصحف علي كتابة تلك الكلمات :
صحيفة “افتنسبوستن”: “ما أروع رؤية عالم الصحافة مفتوناً، ولو مرّة واحدة، بنجمة حقيقيّ، نجمةٍ بلا أهدابٍ مزيّفة، ولا تبرّج، ولا جواهر، ولا معطفٍ من الفرو، ولا حركاتّ مسرحيّة. فرحها يكمن في التفكير بإنفاق قيمة جائزة نوبل الماليّة لصالح أفقر الفقراء، والأكثر بؤساً في العالم.”
·
نيويورك تايمز: “كم كانت الأم تريزا صادقةً مع نفسها عندما صرّحت، بشأن منحها جائزة نوبل: “إنني لا أستأهلها” لم يكن هذا التصريح دليلا على تواضعها الشخصيّ فحسب، بل كان يعبّر، أيضاً، عن قناعتها الراسخة بأنّها، وهي تخدم الفقراء وتساعدهم، إنّما تؤدّي، في الحقيقة، واجبها، بل أكثر من ذلك، واجبنا جميعاّ.”
صحيفة “إندباد إكسبرس”: “إنّ مثال إلتزامها المطلق وجرأتها في مكافحة البؤس البشري يدفعان ألوفاً من الرجال والنساء إلى عمل شيءٍ في سبيل هذه المثل العظيمة. إنّ نشاط محبّتها الرسولي ّ قد ارتدى صيغةً قشيبةً، عام 1950، عندما أحدثت مؤسّسةً لخدمة فقراء الهند وفقراء أماكن أخرى.”
· صحيفة “تايمز أوف إنديا”: “حقّاً كان اختيار لجنة جائزة نوبل مدهشاً في صوابه… وإنّه لحسنٌ أن يعترف العالم بأنّه ما زال بوسع الفضيلة، والرجاء، والحبّ، التغلّب على الاستهتار والبؤس… إنّ البشريّة ترى في الأم تريزا ما يميّزها عن الآخرين، لأنّها أعادت إلى الإنسان الرجاء في ذاته.”
· صحيفة “ستيتسمان”: “نادراً، بل ربمّا أبداً، لم يلق تكريمٌ نظير هذا الإجماع الذي ناله، هذه السنة، إسناد جائزة نوبل للسلام للأم تريزا الكلكتاويّة. صحيفة “ذي تريبيون”: “إنّ الأم تريزا قريبة من القداسة قرباً يكاد لا يتخيّله إنسان عصرنا . إنّ عملها قد تخطّى أتعاب وجهود كلّ المناضلين في سبيل السلام .”
صحيفة “ديكان هيرالد”: “لقد صارت الأم تريزا قدّيسةً وأسطورة، وهي حيّة، لأنّها كرّست ذاتها كليّاً لخدمة البائسين، والذين يعانون أشدّ حاجةٍ إلى التفاهم والحبّ.”
“روبير سيرّو” في مجلة “ماتش”: “إنّها من جنس مجانين الله، من جنس القدّيسين .”
مجلة “لوبوان”: “لئن ظفرت الأم تريزا بجائزة نوبل للسلام، فلأنها، منذ أكثر من 30 سنة، اختارت منزلاً في قلب شقاء العالم.”