يوم نياحته تحول إلى فرح فى عيد العذراء .
درجة و نصف الدرجة سبب زعله فى الشهادة الابتدائية .
- والدة أبونا : احساسى انى رايحة اخطب له عند ذهابى للأنبا اغاثون للموافقة على رهبنته .
- أبونا بطرس الأنبا بولا : قدوة فى الرهبنة يحتذى بها.
- أبونا شاروبيم الأنبا بولا :أثمرت خدمته فى الدير كما أثمرت فى انجلترا .
- أبونا بافلى : مرض ابونا سمعان بـ “ميلوما” يصيب واحد من 7 مليون ..و بكى عندما رفض الدكتور قيامه بالخدمة .
ايقونة جميلة ..للكثيرين ..شاب صغير..يحمل حكمة شيوخ ..بابتسامة هادئة و لحية طويلة سوداء.. راجت اخباره ..و تمجد الرب من خلاله ..و انتشرت كثير من الصفحات ، على شبكات التواصل الاجتماعى تحمل اسمه ” ابونا سمعان الانبا بولا ” و ازداد محبيه و تعزى به الكثيرين .
من هنا ردد محبى ابونا سمعان :
كنت يوسف العفيف …و سمعان الحبيب …و للنفوس طبيب
فى الدراسة تفوقت …عن العالم سموت …للبرية اخترت
فى مدة قصيرة …قمت بأعمال كثيرة … بأثمار جليلة
فى عيدك يا عدرا … تهللت السماء … بوصول سمعان ببهاء
هكذا انهى محبى ابونا سمعان القداس الالهى الذى اقيم فى تذكار نياحته بدير الانبا بولا ..و قام بصلاة القداس ابونا شاروبيم الانبا بولا وكيل دير الانبا بولا و القس بافلى موريس كاهن كنيسة العذراء مريم بعياد بك بشبرا و بعض الاباء ..حضره الكثير من كل صوب و حدب من محبى أبونا سمعان .
و هناك انتقلت جريدة وطنى لرصد و معايشة هذا الحب بين اهله و محبيه … فاتجهنا فى بداية لقائتنا الى الدكتورة ليلى فهمى والدة ابونا سمعان- و هى كانت تعمل رئيسة قسم الاطفال بمستشفى الخازندارة بشبرا – لمعرفة بعض اسرار طفولته و شبابه التى اثمرت كرمة روحية جميلة .. بكل مشاعر الأم التى تحمل حب و اشتياق و فرح قالت الدكتورة ليلى عن نشأته :
أعود بذاكرتى للميلاد ..ولدت جوزيف فى 3 اكتوبر 1970 ، ووقت ميلاده كان والده مسافر فارسل خطاب تهنئة لى و قال فيه ” ان الرب سيجعله سبب بركة لجموع كثيرة .
و حين كنت حامل فى اخيه اخبرنى والده انه تقدم لمسابقة للسفر فى افريقيا فى وظيفة كبيرة بمثابة وزير صحة و كان يوم اختياره للسفر هو يوم سفره لسماء و كان عمر جوزيف سبعة اشهر .
و هنا اتذكر تقول والدة ابونا سمعان : حين ذهبت به للكنيسة للمرة الاولى بعد المعمودية للتقدم لسر التناول و كنت احمله و تقدمت به و اجده يفتح فمه جيداً و اندفع بشدة للكاهن ” ابونا مرقس بكنيسة العذراء بمسرة ” بأشتياق عجيب فتعجب ابونا و توقف لبرهة و قال ” باسم الصليب عليك يا ابنى ” .
عاش جوزيف طفولة هادئة و تعلم بمدارس القديس يوسف المارونية بالظاهر و كان متفوقاً دائماً و من الاوائل ، و هنا يحضرنى لما احضرت نتيجته بالشهادة الابتدائية 98.5% متهللة قابلها هو بعدم رضا فسألته” ليه انت مش مسرور ده اعلى مجموع ..قال انا زعلان لانى نقصت درجة و نصف الدرجة كان يجب الا يضيعوا منى” ، فتعجبت من تفكيره و هو فى هذا السن كان ينشد الكمال فى كل ما يعمله .
من الأوائل دائماً من غير دروس
تواصل والدة ابونا سمعان قولها : كان يزاول هواياته القراءة و الرسم و جمع الطوابع و يذهب باستمرار للكنيسة و سيم شماساً برتبة ابصالتس 1980 ، ثم اغنسطس 1989 ، اتقن اللغة القبطية من صغره و واظب على حصص الالحان و التسبحة .
هنا بدأ يفكر فى الرهبنة فى سن 12 سنة و كلمنى عن رغبته فى ان يكرس حياته للرب ، تحيرت من تفكيره و خفت ان ينشغل عن دراسته و لا يحقق شىء , فقلت له : ” ان الاديرة لا تقبل غير الرجال الناجحين فى كل شىء و انت مازلت تلميذ و امامك مشوار طويل…هكذا يكون الراهب ” . كان هادئ الطبع، ” لما كنت ازعل او انتهره بسبب عدم الأكل أو تأخيره فى الكنيسة لا يرد و عمره صوته ارتفع او احتد بل كان يهدينى و يصالحنى ولا يتركنى الا لما اقبله” .
و فى الثانوية العامة مرت عادى جدا بدون قلق لا دروس و لا منبهات ، حتى أخر يوم كان نظامه كما هو مذاكرة للساعة التاسعة او العاشرة .
و كنت الاحظ انه لا ينام بل يقف يصلى بالساعات، حين كنت اقوم فى الليل امر على حجراتهم اطمئن عليهم ، مراراً كنت اجد سريره خالى لانه واقف فى الصالون يصلى بمطانيات و كان يتضايق حينما يشعر انى رأيته ، فكنت اتعجب كل الطلبة يسهروا للمذاكرة و لكن ابنى سهران يصلى ! و كان اكبر مجموع فى المدرسة و من الاوائل .
عاشق للألحان و التسبيح
ابنى كان عاشق للالحان و التسبيح – تقول د. ليلى – و ايام الجامعة كان يذاكر على و جهاز التسجيل بجانبه بصوت خافت يسمع التسابيح ,,كان عاشق للالحان و التسبيح و اعتاد و هو من اسس لسهرات التسبحة بالكنيسة بدأها بعدد محدود من اخوته الشماسة و جذب لها الشبان و الفتيان , الان باتت سهرات مقررة لكل شعب الكنيسة , كما انه اعتاد الخلوات على الاديرة و بالاخص دير الانبا بولا .
بداية طريق الرهبنة..وحيرة قلب الأم
تجدد اللقاء فى منزل ابونا سمعان، بكل حب و حنين ، وتواصل د. ليلى حديثها: تخرج جوزيف من كلية الهندسة جامعة عين شمس بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف و عرضت عليه شركات اجنبية – معيد بالجامعة – و طلبوه فى دراسة متخصصة تابعة لمجلس الوزراء بعثة داخلية براتب كبير وكان رافض كل العروض ..هنا وضحت الصورة جلياً بعد تأدية الخدمة العسكرية مباشرة مارس1995 ،
بدأ الاتصال بنيافة الانبا اغاثون مطران الاسماعيلية و رئيس دير الانبا بولا , بالاضافة الى كثرة السفر للدير بمفرده و عدم الاهتمام بالعمل ، و ذهابه باكر يومياً لحضور القداسات مع الاهتمام بالسهر للقراءة و الصلاة .
وقتها كان شقيقه دخل التجنيد من شهر يناير، و كان معى بمفرده ، فكنت فى حيرة من امره و فى شك لكنى غير مصدقة ،بجانب اني احسست ان بداخله شىء و فى قلق. عزمت ان اكلمه و اعرف بماذا يفكر بهدوء و اعطيته الامان و قلت له : تحب يا ابنى تكون كاهن و لا راهب ؟ فقال : بتقولى كده ليه : قلت : انا عارفة انك هتترهبن ، و قلبى حاسس بكده من زمان ، فانتعش و قال : ايوه يا ماما انا عاوز اترهبن ، “و بسرعة قال : ماترفضيش يا ماما ارجوكى ” و اخذ يسرد قصص و ايه اللى بيحصل من عدم الموافقة فلم اقدر ان اتراجع و اقول شىء ، و بات امر واقعى لأنى احسست انه ارتاح و اصبح فرحان و منطلق ، لكن فى داخلى كان قلبى يعتصر و لما حضر اخوه اخبرته بما عزم عليه جوزيف فتكلم معه ، و كان املى ان يثنيه عن هذا الامر لكن كان الرد ” خلاص يا ماما هو اختار طريقه و احنا لابد ان الايام ستباعدنا و كل منا له حياته و مستقبله .
لم تنته الحيرة تقول والدة جوزيف : بعد فترة لاحظت حيرته و ان بداخله شىء ما فقلت له انت ليه يا ابنى مش مبسوط و حيران ، سيدنا عارف انى موافقة ؟ قال نعم .. قلت له تريد اروح و اكلمه بنفسى فرد بارتياح : فعلاً يا ماما سيدنا يريد مقابلتك، و انا كنت فى حيرة كيف اخبرك .
بالفعل ذهبت لسيدنا و اخبرت سيدنا : و انا فى الطريق قلت احساسى الان انى رايحة اخطبلك يا ابنى ، فرد سيدنا و قال : هو اللى هيتخطب للمسيح .و ترك البيت و كان من اصعب المواقف و اخذ قلبى معاه .
و دخل الدير 13 سبتمبر 1996 و ارتدى الملابس البيضاء و ثانى يوم 14 سبتمبر وكان بذلك طالب رهبنة و 19 سبتمبر 1997 اصبح الراهب سمعان الانبا بولا . و بعد دخوله الدير الرب اعطانى سلام و رضا .
الخدمة فى الدير
قابلنا احد رفاقه فى السيامة ابونا شاروبيم الانبا بولا وكيل دير الانبا بولا حدثنا بقوله : ابونا سمعان كان الاخ الاكبر لنا ..كنا 4 رهبان تقدمنا للرهبنة فى 1996 و أترهبنا فى 1997..هو انسان ملتزم بالكنيسة و التسبحة كل يوم و عنده ميزة حلوة انه لما يقال اسم قديس فى المجمع كان يرشم الصليب مع كل قديس يقوله ..علاقته به كانت وطيدة كنا نتمشى انا هو فى الجبل وقت الغروب نصلى مع بعض نقول المزامير و قعدنا مع بعض فترة طويلة على هذا الحال ..
كان يحب اتقان عمله فى الدير هو تولى الكانتين فترة ثم المكتبة و كانت المكتبة وسيلة جيدة تساعده على خدمة النفوس ، فكان يجلس معه زوار كثيرين لكى يرشدهم ثم زيارات الاجانب ..اثناء فترة مسئوليته عن الاجانب كان نشيط و فعال و كان يحاول ان يتعلم بعض اللغات الاجنبية بمجهوده الذاتى ليتمكن من التواصل مع الاجانب .
الخدمة فى انجلترا
ابونا سمعان تولى زيارات الاجانب فى احدى المرات جاء وفد اجنبى لزيارة الدير و معهم اسقف و انا كنت مسئول عن قصر الضيافة ..المهم انا تولت خدمة الوفد و جالى ابونا سمعان و قالى الاسقف طلبنى معه للخدمة فى الخارج ضحكت معه و قلت انا اكل و اشرب و انت تروح للخدمة برة .
و بسبب سمعته الطيبة وصلت الى مسامع سيدنا النيافة الحبر الجليل الانبا انطونى اسقف ايرلندا و اسكتلندا و شمال شرق انجلترا و توابعها للخدمة معه فى ايبارشيته بكنيسة مارجرجس و البابا اثناسيوس بنيوكاسل بانجلترا واعجب بخدمة ابونا سمعان و طلبه من البابا شنودة للخدمة معه. بالفعل – بعد نوال نعمة الكهنوت بيد البابا شنودة الثالث فى 13 اغسطس 2002 –
و سافر مع الانبا انطونى و فى انجلترا احبه الشعب جدا و اثمرت خدمته.
كما عرفنا من الاباء المرافقين له ووالدته و اخيه انه كان حريصاً على خدمة الشباب و الاطفال ، كانت وعظته يبدأها اولا باللغة الانجليزية ليفهمها الشباب و الاولاد ، فقد احسوا بقيمتهم الشديدة عند ابونا سمعان و حرصه الشديد عليهم ان يكونوا فى الكنيسة ليفهموا و يستمتعوا بكلمات الوعظ و الارشاد . كان ابونا يهتم بأهل اثيوبيا و الحبشة و ينظم لهم اجتماعاً شهرياً و يفتقدهم و يهتم بأبنائهم و عمد الكثيرين منهم و من الاجانب و كان محبوباً بشدة من الجميع .
حتى ايام مرض ابونا سمعان كان دائماً حريصاً على صلاة القداس الالهى رغم تعبه الشديد و لم يمنعه عن الكنيسة الا اشتداد المرض عليه جدا و كان الجميع يتعجبون وقت صلاة القداس الالهى : ابونا سمعان فى حالة شديدة من الضعف لا يستطيع ان يتكلم و لكن وقت الصلاة يسمعون صوتاً قوياً جميلاً.
ما كل هذه القداسة و النعمة ؟ !
كان ابونا سمعان يشرف على كل شىء فى خدمة الكنيسة بنفسه ..كما تحول حلم شراء دير القديس اثناسيوس الرسولى حامى الايمان و هو اول دير قبطى فى المملكة المتحدة الى حقيقة فى ايام خدمة ابونا سمعان ، الذى كان يبحث بكل حرارة عن المكان المناسب تحت ارشاد سيدنا القديس الانبا انطونى.
تعب كثيراً جداً فى السفر لمسافات طويلة لزيارة اماكن مختلفة حتى جاء الوقت المعين من الله ووقع الاختيار على المكان المناسب و اشرف ابونا سمعان مع المختصين على شراء قطعة الارض و اتمام الاجراءات القانونية ..و كان الدير هو اخر مكان صلى فيه ابونا سمعان قبل رحيله بالجسد عنا . حقاً كان اباً حانياً مشجعاً لاولاده فكانت له حكمة الشيوخ و شفافية الروح
مرض ابونا سمعان
يقول شقيق ابونا سمعان ابونا بافلى كاهن كنيسة العذراء مريم بعياد بك اثناء فترة اجازة ابونا سمعان فى مصر فى فبراير 2005 لاحظت والدتى اعراض مرضية فقمنا بعمل الفحوصات له و بدأت رحلة المرض . و تبين انه يعانى من فشل كلوى حاد فبدأ فى عمل الغسيل الكلوى فقرر سيدنا الانبا انطونى ان يسافر الى انجلترا لتكملة الفحوصات و التأكد من التشخيص و بدء العلاج من اوله بالخارج .
و دبر الرب سفره سريعا و هناك تأكد انه يعاني من مرض ” ميلوما بالنخاع العظمى ” و هو مرض نادر جداً فهو حالة فى 7 مليون و تأتى لكبار السن فقط . و شرح له الطبيب حقيقة المرض و تفاصيله و مضاعفاته و العمر الافتراضى و اعطاه كتاب خاص لهذا المرض ، فكان الجميع حزين جداً و متألم و لكن ابونا تقبل كل هذا بسلام عجيب و بأبتسامته المعهودة و سافر اليه القمص صليب النقلونى ( حاليا نيافة الانبا صليب اسقف عام ميت غمر ) ليرافقه طوال فترة مرضه و حتى اخر لحظة فى محبة و خدمة باذلة . حتى فترة مرضه كان سبب بركة لكثيرين .
و ظل الاطباء حوالى شهر فى “كونسلوتو طبي ” لتقرير العلاج و اخيراً استقروا على عدم اعطاء الكيماوى لانه خطر عليه ..هنا روت لى الدكتورة سالى من نيوكاسل ان ابونا قال لها انه سوف يأخذ الكيماوى و يكمل كل الامور و فى اكثر من مناسبة كان يذكر لها انه فى شهر اغسطس لا يكون كيماوى و لا غسيل و سوف يرتاح من كل المتاعب .
و بالفعل بعد ذلك تم اعطائه الكيماوى ثم تم ايقافه من اول اغسطس لانه لم يعد له جدوى .
يقول ابونا بافلى :كثيراً ما كان يقول المتنيح ابونا سمعان ” كويس يا جورج انك موجود هذه الفترة ” لان امى الدكتورة ليلى كانت فى زيارته قبلى و كان يخاف على والدته جداً خاصة بعد اشتداد المرض عليه .
كان المرض لا يشغله ، و سأل الطبيب هل استطيع ممارسة خدمتى و اقوم بصلاة القداس ، فأجابه بالنفى و هنا بكى ابونا . و لكنه لم يستسلم وكان يحضر قدر استطاعته بكنيسة المستشفى و يتناول . اصبح اللاطباء عاجزين عن عمل شىء لان كل اجهزة الجسم معطلة زو صارحوا ابونا بحالته الحرجة و قابل ابونا هذا بسلام كأنه لم يسمع شىء بل بالعكس فى الفترة الاخيرة ازداد حيوية .
العرس ..و السفر للسماء
فى اواخر ايامه كان اشتياقه ان يذهب لدير الانبا اثناسيوس بانجلترا .و بذل فيه وقت و جهدا كبيرا حيث يبعد الدير ساعتين و نصف الساعة تقريباً ..و بعد رجوعه من الدير بيومين لم يقدر على الذهاب للكنيسة يوم الاحد 21 اغسطس و فى ذلك اليوم شدد على طلب التناول فاحضر له ابونا صليب التناول و بعد التناول طلب ابونا سمعان بنفسه الذهاب للمستشفى (على غير عادته ) و فى المساء كنت انا و ابونا صليب معه فقال لنا ” بكرة عيد العذراء مريم و هتعيدوا ، و روحوا بالسلامة انا تعبتكم معى ” و كان سعيد و متهلل جدا انا تعجبت من سعادته .
و باكراً بعد قداس عيد العذراء مريم 22 اغسطس ذهبت له الى المستشفى انا و ابونا صليب و جلسنا معه نحو ساعة و كان فى فرح و سلام و فجأة رسم الصليب و رفع يديه للترحيب و اسلم الروح و انهى غربته على الارض و سافر للسماء و تم عرسه و كلل فى عيد العذراء .
قدوة فى الرهبنة
بابتسامته الهادئة و اسلوبه الجميل تكلم معنا ابونا بطرس الانبا بولاعن ابونا سمعان ” الراهب” قائلا: ابونا سمعان وضع هدف الرهبنة نصب عينه و هو ” الموت ” الا فيه يخلع الجسد و ينتقل الى الوطن السماوى . كان ابونا سمعان واضع نصب عينه الساعة دى. كان اميناً جداً فى الخدمات التى اوكلت له من قبل الدير . نحن نعتبره ملاك الرهبنة في الدير ..
صحيح السماء استعجلت عليه ، حيث اترهبن 1997 وفى 2005 دخل السماء ..ابونا سمعان له اختبارات مع الكثير من الرهبان انه قنسلوة فى الرهبنة يحتذى به ..انه كان ضيف من السماء على الارض .
اتذكر وقت نياحة ابونا سمعان ذلك بعد المرض الذى افتقده به ربنا ..كنت موجود بالدير وقت وصول جسده ..طلبنا من الانبا انطونى ان يشيل غطاء الصندوق طبقاً لتقليد الرهبنة وقت نياحة اى راهب يرفع الغطاء و يكشف لاخوته لاخذ بركته ، فقال لى الانبا انطونى انه وجه اسود من المرض ممكن هذا يؤلم الاسرة اكثر ، قلت له احنا اخواته يجب نأخد بركته و بالفعل اخدنا بركته و كانت جنازة مهيبة جداً و قداس مهيب .
ابونا سمعان كضيف على الارض اظهر الرهبنة بصورة مشرقة و مشرفة و مجد اسم ربنا يسوع خلال السنوات القليلة التي عاشها على الارض .كان هادئ ووديع و ابتسامته تشع سلام و فرح اظل اذكرها الى الان ..هنيئأً له بفردوس النعيم استطاع ان يحول يوم نياحته ليوم فرح و عيد ليس للاسرة فقط انما للرهبان ايضاً.ملاك عاد الى موطنه الاصلى .
صورة العدرا تكشف شفافيته:
حكى لى احد الاباء الرهبان فى دير الانبا بولا بقوله : ” عند دخولى الدير كطالب رهبنة تحت الاختبار كان شغلى فى الدير مع ابونا سمعان الانبا بالمكتبة ..وقتها كنت لا امتلك ثمن صورة السيدة العذراء ..كنت اريد ان احتفظ بها فى قلايتى ، فوجئت فى يوم ان ابونا سمعان داخل عليا و بيعطينى صورة السيدة العذراء و بيقول لى خلى دى عندك فى قلايتك للبركة . من خلال عملى معه كان ابونا سمعان كان يتقن فى عمله فى الدير استطاع ان يصدر عن كتاب عن دير الانبا بولا بثمانية عشرة لغة ويكون سبب بركة لشعوب العالم.حقا كان ابونا سمعان ناسكا,,لما والدته كانت تحضر له الاكل ..كان يوزعه على الاخوة و ياكل هو فول و هو فرحان .
صفحة ابونا سمعان على الفيس بوك
و لما كان لشبكات التواصل الاجتماعى اثر فى انتشاره سيرته الجميلة حدثتنا ماريا ميشيل مسئول احد الجروبات بـ”فيس بوك” عن قصة ابونا سمعان : ترجع معرفتنا بسيرة القديس لاحدى زياراتنا لدير الانبا بولا فدخلت مكتبة الدير و شعرت بجاذبية شديدة نحو صورة احد الرهبان فأخذت الصورة بفرح شديد رغم انى لم اعرف اى شىء عن الراهب صاحب الصورة
و فى نفس الوقت اشترى اخى صورة لنفس الراهب و لم يعرف عنه اى شىء اى كل منا اشترى بمفرده و لم يكن مع الاخر . و من وقتها شعرنا ان ابونا سمعان قديس جميل و هو بنفسه الذى دعانا الى معرفته بل الاكثر الى صداقته ، و كانت هذه نقطة البداية التى ليست لها نهاية فى معرفتنا بابونا سمعان .
و اخذت علاقتى تتعمق و حبى يزداد لابونا سمعان يوم بعد يوم . وفى يوم شعرت بنداء لزيارة ذهنى يقول لى ان انشر سيرته ..و جاء الوقت المناسب و قمنا بعمل جروب له على الفيس بوك و اصبح اعضاء الجروب بالالاف نتبادل فيه اقواله و معجزاته و اصبح هذا الجروب وسيلة رائعة لنشر سيرته .
حقاً كان ابونا سمعان مثلاً جميلا للرهبنة و الكهنوت و مثل للخادم الامين الصالح .. زائر من السماء و عاد الى موطنه الاصلي .
من الممكن ان نتحدث و نكتب عن ابونا سمعان كثيراً ،هناك العديد من الكتب و الكثير من الصفحات على شبكة التواصل الاجتماعى التى يتحدث فيه محبيه عن اختبارات و مواقف و معجزات ابونا سمعان معهم ، لكن الذى يتعايش معه سيكشف ابعاد كثيرة جداً..
كثيرا من الشباب الذين لقبوا باسمه على مواقع التواصل الاجتماعى و انتشرت هذة الظاهرة كثيراً مثل حبيب ابونا سمعان , دينا سمعان و غيرهم … حدثتنا دينا فؤاد عن علاقتها ابونا سمعان و لما لقبت ب ” دينا سمعان ” قالت بسعادة بالغة و فرحة لانها تتحدث عن ابونا ابيها : بدايتى معرفت بابونا سمعان عن طريق صورة رايتها على على صفحة فى الفيسبوك ..كان ابونا لابس نظارة وواقف بدقنه المميزة ..افتكرته اب اعترافى دخلت على الصفحة لاقيت مكتوب عليها ابونا سمعان الانبا بولا ..شدنى الفضول اعرف من هو .
[T-video embed=”OlNxnYlgL3s”]
تابع الحوار فيديو للمشاهدة اضغط الرابط التالى :