ااكدت تريزا ماي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن بريطانيا لن تنغلق على نفسها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي وشددت ماي في خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، على أن بريطانيا “لن تبتعد عن شركائها في العالم”.وقد التقت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، في لندن برئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك ،لبحث مفاوضات الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي في أوائل السنة المقبلة، بحسب رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك.وقال توسك إن “ماي أخبرته بأن بريطانيا قد تكون مستعدة لإطلاق مفاوضات الخروج في شهر يناير المقبل”.وتتضمن التفاوض بشأن أفضل الشروط التي يمكن أن تحصل عليها بريطانيا بعد الخروج الرسمي من مؤسسات الاتحاد الأوروبي..ولا يمكن أن تبدأ مفاوضات الخروج حتى تفعِّل بريطانيا المادة 50 من اتفاقية لشبونة وهي الآلية الرسمية لبدء مفاوضات الخروج.
غموض الخروج
كما هناك غموض بشأن علاقة بريطانيا المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي بعد الخروج منه، وخصوصا ما يتعلق ببقاء بريطانيا عضوا في السوق المشتركة أم لا.وقد اجتمع قادة الاتحاد البالغ عددهم 27 في قمة غير رسمية بدون مشاركة بريطانيا لمناقشة تداعيات خروجها من الاتحاد.وأن من شبه المستحيل تفعيل المادة 50 هذه السنة لكن من المرجح إلى حد ما (أن تكون بريطانيا) مستعدة لتفعيل هذا المادة ربما في يناير وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، إن بريطانيا لا يمكن أن تُقبل في السوق المشتركة بدون أن توافق على حرية تنقل العمال في الاتحاد الأوروبي.وكانت حكومة ماي أشارت إلى أنها ستطرح فرض قيود على دخول مواطني الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا خلال أي مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي.
وكشف الاتحاد الأوروبي خلال قمة براتيسلافا عن “خارطة طريق” لمدة ستة أشهر تشمل إجراءات تهدف إلى استعادة ثقة المواطنين البريطانيين في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.وتشكّل هذه القمة محطة هامة في تاريخ الاتحاد الأوروبي فهو أول اجتماع لقادته لن تحضره بريطانيا منذ 43 عاماً، كما أنه أكثرها توتراً منذ تأسيسه بفعل التهديدات الأمنية التي عصفت وما زالت تعصف به مع تزايد نشاط تنظيم داعش على أراضيه، إلّا أن أهم ما يمكن ملاحظته عشية انعقاد القمة هو المناخ السلبي الذي يسود أوروبا في الخروج بخارطة طريق عملية للمرحلة المقبلة من حياة الاتحاد.من ضرورة إيجاد الحلول الناجحة للمشاكل التي تهدد وحدته، وهي:إلزام اليونان بتسديد ديونها وإعادة تأهيلها اقتصادياً وفق السياسات الأوروبية اقناع ألمانيا وهولندا بإعادة إقراض الدول المتعثرة الأخرى كإيطاليا وإسبانيا والبرتغال.إقرار خطة الصندوق الأوروبي التعاوني للتأمين التي تعارضه برلين مالم تلتزم الدول المستدينة..
الاتحاد دون بريطانيا
على الرغم من هول الحدث وما تبعه من موجات ارتدادية على صعيد العواصم الأوروبية الأخرى والتي بدأت تشهد دعوات مماثلة لاسيّما من قبل الأحزاب القومية، ة، فالحكومة البريطانية الحالية تسعى لإشراك الاتحاد في تحمل أعباء خروجها السياسية والاقتصادية معها من خلال مناقشة شروط الخروج وشكل التعاون الجديد بآن واحد معاً. وعلى الرغم من تفاوت الآراء حول تفاصيل اتفاق التعاون المستقبلي مع لندن، خصوصاً حول بنود حرية التنقل والإعانات الاجتماعية لرعايا دول الأعضاء في بريطانيا، إلّا أن الدول ذات النفوذ الأوسع في الاتحاد وبشكل أخص ألمانيا مصرّة على عدم القبول بصيغة اتفاق تكون محصلته أفضل لبريطانيا من بقائها فيه، وذلك سعياً لإيصال رسالة واضحة لكل من يسعى لتكرار التجربة البريطانية مفادها أن عواقب الخروج أكبر من فوائده.
فلابد التعامل بشكل كبير على مدى قدرة الدول الأساس في الاتحاد على التعامل مع مخاوف الدول الأخرى، وذلك إمّا من خلال وضع الخلافات الحالية جانباً أو تأجيل نقاشها ريثما يتم العمل على تنفيذ أهداف الاتحاد وما يتبعه من تكامل حقيقي على جميع المستويات، أو من خلال تبني حزم من السياسات الصارمة التي قد ينتج عنها خروج عدد آخر من الدول مستقبلاً ولكن ستحافظ على نواة أصلب للاتحاد.ازدهار أوروبا ممكن بدون بريطانيا، وأن الأزمات التي عصفت بها مؤخراً ليست غير امتداد للأزمات الدولية وبروكسل ليست مسؤولة عنها بقدر ما هي مسؤولة عن محاولة إيجاد حلول ناجعه لها. لدول الأعضاء في تحقيق التكامل الذي طالما ادّعى الاتحاد سعيه لتحقيقه.
خارطة طريق إصلاحات ردا على خروج بريطانيا
تعهد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالعمل معا “بشكل مكثف جدا” من أجل نجاح الاتحاد بعد الـ “بريكست”.
وذكرت ميركل أن الزعماء الأوروبيين المجتمعين بدون بريطانيا، اتفقوا على عرض خطط جديدة لتنشيط الاتحاد الأوروبي بحلول الذكرى الستين للمعاهدة المؤسسة للاتحاد في مارس القادم.وقالت ميركل: “اتفقنا على أن أوروبا، في الوضع الحرج الذي تجد نفسها فيه بعد الاستفتاء البريطاني وأيضا بسبب الصعوبات الأخرى التي لدينا، فإنه يتعين علينا أن نتفق بشكل مشترك على جدول أعمال ويتعين علينا أن تكون لدينا خطة عمل حتى نتمكن من تناول القضايا الفردية حتى الذكرى السنوية الستين لمعاهدات روما”.
من جانبه أكد هولاند أن “فرنسا وألمانيا ستواصلان العمل بحيث نتمكن من اتخاذ تدابير ملموسة”، موضحا أنه بعد بريكست من المهم للغاية أن نثبت عزم فرنسا وألمانيا الالتزام بصورة تامة.”: “لدينا اقتراح بخارطة طريق لخطوات ملموسة لتعزيز ثقة المواطنين في أداء الاتحاد الأوروبي لوظائفه”.وأن أي قمة رسمية يجب أن تشمل بريطانيا لحين مغادرتها التكتل، هو استعادة ثقة الأوروبيين في اتحادهم الذي نُظر إليه على مدى عقود كضامن للسلام والرخاء.ومن المنتظر أن تُقدم اقتراحات ملموسة بدرجة أكبر في قمة مارس بسبب المسائل العالقة، فمن المتوقع أن يلتزم الزعماء بمجالات الاتفاق المشترك الذي يعزز وحدة الاتحاد.