قام وفد من نقابة المهندسين بزيارة لدير الملاك ميخائيل الأثري بقرية كفر الدير التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية ، وهو الدير الذي يشهد ظاهرة فلكية فريدة ،حيث تتعامد الشمس ثلاث مرات سنويا علي المذابح الثلاثة بكنيسة الملاك بكفر الدير (مذبح الملاك –مذبح مارجرجس –مذبح السيدة العذراء ) وهي من الكنائس الأثرية حيث يعود بنائها للقرن الرابع الميلادي
ضم وفد نقابة المهندسين المهندس فايق جرجس الامين العام المساعد للنقابة والمهندس ماجد سامي رئيس شعبة الهندسة المعمارية والمهندسه أماني كفافي رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالشرقية والمهندس محمد محمد حسنين وكيل شعبة عمارة والمهندس وحيد مريد مرقص عضو اللجنة الاستشارية العليا والمهندس الاستشاري حمدي السطوحي والمهندسة مها ابو بكر عضو مجلس نقابة الجيزة والمهندس نبيه ابو الخير عضو شعبة بترول وتعدين والمهندس الاستشاري كرم لطفي وبعض اعضاء مجلس نقابة المهندسين بالشرقية.
ويقول القس ويصا حفظى كاهن الكنيسة ان المذابح الثلاثة الموجودة بالكنيسة تشهد تعامد منتظم للشمس ، حيث تتعامد في اليوم الاول من مايو علي مذبح القديس مار جرجس وفي يوم 19/6 تتعامد علي مذبح الملاك ميخائيل وفى يوم 22 اغسطس وهو يوم الاحتفال بعيد السيدة العذراء.
واضاف القس ويصا حفظي “يرجع تاريخ إنشاء الكنيسة إلى القرن الرابع الميلادى، وأنها من الكنائس، التى شيدتها الملكة هيلانة، ضمن ٥ كنائس فى الدلتا؛ منها كنيسة مارجرجس فى ميت غمر، ومارجرجس فى صهرجت، وتشهد تعامد الشمس، على مذابحها، إضافة إلى كنيسة القديسة رفقة بسنباط وكنيسة القديسة دميانة ببرارى بلقاس.”
وأرجع كاهن الكنيسة الظاهرة الفلكية، إلى أن المهندسين المصريين كانوا علماء فى الفلك، وأنهم اتبعوا النهج الفرعونى فى البناء، وأنهم كانوا يطلقون على المعبد قدس الأقداس، وهيكل الكنيسة ، أقدس مكان بها، ولذا صممت الكنائس بشكل يسمح بتعامد الشمس عليها، موضحا أن المهندسين والعمال الذين شيدوا وصمموا هذه الكنائس وظفوا علم الفلك والرياضيات والهندسة لاتمام حدوث تلك الظاهرة، التى تشهدها مواقع أثرية فرعونية عديدة فى مصر مثل معبد الكرنك، و على تمثال الملك رمسيس الثاني، وتماثيل الآلهة أمون، ورع حور، وبيتاح التي قدسها، وعبدها المصري القديم.
و أضاف كاهن الكنيسة “ونود ان توضع الكنيسة على الخريطة السياحية لمصر وان تتم لها الدعاية الكافية لجعلها مزار سياحى يزوره المصريين والاجانب لمشاهدة هذه الظاهرة التى لاتقل اهمية عن الظواهر التى تحدث بالمعابد الفرعونية فهى تمثل نفس الفكر ونفس الاعجاز الهندسي للمهندس القبطي فى عصور ليست ببعيدة.”
واكد المهندس ماجد سامى رئيس شعبة الهندسة المعمارية علي ان شعبة الهندسة المعمارية تدق ناقوس الخطر من اجل الحفاظ علي الاثار المصرية حيث نخسر الكثير منها اثناء عملية الصيانة والترميم وأضاف أن القائمين علي كنيسة الملاك ميخائيل بذلوا الجهد من خلال الامكانيات المحدوده المتاحه في ظل عدم دعم الدولة لهم ، واكد سامي ان الشعبة المعمارية لن تبخل برؤيتها الفنية للحفاظ علي كل اثر في مصر كما لفت المهندس ماجد سامي النظر إلي خطورة ترميم الآثار المصرية بالجهود الذاتية نتيجة عدم تبني وزارتي الاثار والثقافة عملية ترميم الأثر ،مما يؤدي إلي طمس معالم الأثر ، وأكد علي أن دعم وزارة الآثار يمكن أن يكون فني من خلال توفير الخبرات ، واشار الي ان الشعبة المعمارية عرضت رؤيتها الفنية في عملية ترميم كنيسة كفر الدير
وقال المهندس مجدى غبريال احد اعضاء الفريق الهندسى المتطوعين لترميم الكنيسة فى المجالات الهندسية والمعمارية وتدعيم المنشئات والذى يضم ايضا خبراء من الترميم والاثار والفلك واساتذة الجامعة والفنون الجميلة ابتداء فى ترميم الكنيسة منذ مايقرب من عامان ونصف لكونها اثر نادر من التراث البيزنطى و عن ظهور شعاع النور فى الهيكل فهى خاصية فلكية هندسية عرفها البناء القديم الذى جعل هذة الظاهرة محدودة فى يوم عيد العذراء و عيد الملاك ميخائيل و مارجرجس والذى يدل على ان له دراية عالية بعلم الفلك و الارصاد ان ذاك وقد اكد حدوث هذة الظاهرة فى حضور الاستاذ دكتور مسلم شلتوت استاذ بحوث الشمس و الفضاء بمرصد حلوان للابحاث الفلكية اثناء زيارة المهندس سامح عدلى واجراء ابحاثة المتميزة فى دراسة القباب الاثرية القبطية لفت نظرة وجود هذة الشبابيك بالقباب الثلاثة مع اختلاف ابعاد فتحتها و مناسبها واتجاهاتها والذى افاد بانها مختصة بظاهرة تعامد الشمس على الهياكل فى مناسبة اعياد قديسى الكنيسة لذا طلب من فريق المهندسين المختصين بالترميم مراقبة الظاهرة فى اعياد القدسين الثلاثة والتى تاكد حدوثها و تم توثقها بالصور و الفيديو و الخرائط .
وعن اسباب الترميم اضاف المهندس مجدى لقد كانت الكنيسة تعانى من الرطوبة بشكل خطير ينزر بحدوث كارثة وخصوصا القباب فبسب سقوط الامطار وتجمعها بين القباب لفترات كبيرة ادى الي نشوع المياة بسقوف الكنيسة و بوشان الاسقف كذلك الحوائط المتاكلة والمتأثرة بالمياة الجوفية و قد اشرف على اعمال الترميم بالكنيسة الدكتورة مرفت صليب مدير مكتب رئيس قطاع المشرعت بهيئة الاثار و الدكتور عاطف عوض وقد اشاد اثناء زيارتة للموقع الدكتور حجازي ابرهيم استاذ و رئيس قسم الاثار بجامعة طنطا بالغربية بجهود فريق الترميم لارجاع الاثر الى سابق حالتة التى انشأعليها وقد اشترك اهل البلد مع ابوناالقمص ويصا حفظى كاهن الكنيسة فى تقشير الكنيسة و تكسير المحارة القديمة المتأثرة من الرطوبة وارجاع الحوائط والقباب للحالة الاولى واظهار الطوبة الاصلية ومعالجة التالف منها بالطرق الكيمائية وكذلك تم تغير الارضيات ووضع اللقان بصحن الكنيسة اسفل لوح من الزجاج المقوى ليتمكن الزائر من مشاهدتة بسهولة.