مريم شفيعةٌ مقتدرة لكل من يلتجئ إليها
صوم السيدة العذراء في شهر اغسطس، استعداداً لعيد انتقالها بالنفس والجسد إلى السماء، هو من الأصوام المهمة في الكنيسة والمحبوبة من قِبل المسيحيين الأتقياء.
يُقال أن الشعب المسيحي المؤمن، هو الذي أدخل هذا الصوم على التقويم الكنسي، لإنه حتى القرن الحادي عشر، لم يكن مٰدرجاً في لائحة الأصوام الكنسية، ولا نجده في أي قانون من القوانين الكنسية الخاصة بلائحة الأصوام .
هذا الصوم كان معروفاً بصوم العذارى، ويعتبرونه كسند للطهارة والتبّتُل لبلوغ القداسة على مثال العذراء مريم، وكان أكثر من يصومه هم النُساك والرهبان والراهبات. بعد ذلك أصبح الشعب يمارسه على كل المستويات، جاعلاً منه مناسبةً لتجديد الحياة الروحية وفرصة للصلاة والتوبة لنيل النعم الإلهية بشفاعة العذراء مريم والدة الإله القديسة .
مريم العذراء في هذا الصوم هي المثل الحي للطهارة والتبّتُل، ولكنه ايضاً الشفيع المؤتمن الذي ننال به قوةً ونعمةً من الله لسلوك هذه الحياة .
إذاً، سرّ هذا الصوم المبارك يكون في شفيعته، فالعذراء مريم شفيعةٌ مقتدرة لكل من يلتجئ إليها لجوء الإيمان والرجاء والمحبة، وهذا مايبرز في الكنيسة صورة من أروع وأجمل الصور الروحية على إمكانية التزام الشعب بهذا الصوم دون إلزامٍ وتوجيه .
هذا الصوم دخل إلى قلب المؤمن عن حُبٍّ وقناعة وإكرام لمريم القدّيسة أُمّ الله وأُمنا .