رئيس التحرير
يوسف سيدهم

اليوم الثامن من الشهر المريمي

المطران كريكور أوغسطينوس كوسا اسقف الاسكندرية واورشليم والقدس للأرمن الكاثوليك

3
المشاهدات
” تجسد من مريم العذراء وصار إنساناً “
” والكلمة صارَ بَشَراً فسكنَ بَيننا ، فرأينا مَجدَهُ ، مجداً من لَدُنِ الآب لابنٍ وحيد ” ( يوحنا ١ : ١٤ )
لقد خلق الله الإنسان على صورته ومثاله ، كائناً سيداً يعيش في زمان ومكان . وعبر التاريخ أراد الله المُحب للبشر أن يكشف له عن ذاته تدريجياً . ” ولما بلغ ملُ الزمان ، أرسل الله إبنه مولوداً لامرأة ” (غلاطية ٤ : ٤ )، تجسّد يسوع المسيح، فانطبع نهائياً، هذا الزمن وكل التاريخ، بحضور الله، وانجذبت حياة الإنسان ولحظاتها إلى السيد المسيح، الذي أوصل زمن كل واحد منا إلى غايته، أي الاتحاد بالله.
فالإنسان المسيحي يصبو نحو المسيح الذي يعطي الزمن معناه الحقيقي، فيحوله إلى خطوات حب توصله إلى غايته القصوى التي يصبو إليها كل واحد منا.
فلنأتي في فترة الصيام هذا، ونحن نستعد لعيد انتقال والدة الإله بالنفس والجسد إلى السماء، من خلال حياتنا الزمنية الأرضية القصيرة، ونتمثل بمريم التي قالت : ” نعم لإرادة الله ” ولنعمل كل ما توصينا به، كما قالت للخدم في عرس قانا الجليل : ” مهما قال لكم فافعلوه ” ( يوحنا ٢ : ٥ ) ، لكي نمتلىء من حب الله المتجسد والمطبوع في عمق قلوبنا وزمننا، فنحول حياتنا، بشهورها وأيامها وساعاتها ودقائقها ولحظاتها، إلى حياة مليئة بالفضائل الإلهية والأدبية، بورود صلاة وحب وتضحية وسخاء، وتوبة حقيقية، وأعمال صالحة وغيرة أخوية في سبيل مساعدة الآخرين وسعادتهم وكرامتهم، وتوصلنا إلى الاتحاد بغاية وجودنا، يسوع ابنها، الذي هو الطريق والحق والحياة .

أخبار متعلقة

وتتوالي‏ ‏صحوة‏ ‏الضمير‏ .. ‏من‏ ‏المجموعة‏ ‏الأوروبية‏ .. ‏وغيرها

المزيد

الأكثر مشاهدة

العدد الأسبوعي