أقامت كنيسة السيدة العذراء مريم بالأقصر نهضة روحية بمناسبة صوم العذراء، حيث استقبل نيافة الحبر الجليل الأنبا يوساب الأسقف العام للأقصر؛ نيافة الحبر الجليل الأنبا كاراس الأسقف العام بالمحلة الكبرى، وقام نيافته بإلقاء عظة بعنوان ” الترابط والتماسك في الأسرة المسيحية”.
وناقش نيافته ثمانية نقاط هامة لتحقيق الترابط الأسري في الأسرة المسيحية وهم :
ا- إتحاد الأسرة في الشدائد
حيث شدد نيافة الأنبا كاراس في بداية العظة علي أهمية الترابط الأسري في البيت المسيحي، وخاصة في أوقات الشدائد؛ ودعى نيافته إلي مساندة أفراد الأسرة لبعضهم البعض في جميع الظروف والحالات المختلفة مثل :”المرض، الضعف ، كبار السن”.
واستشهد نيافته بقول الكتاب المقدس: “فَإِنَّ الَّذِي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا” (غلاطيه 6: 7).
2- الاهتمام بالمناسبات
فيجب على الزوجان الإهتمام بالمناسبات الخاصة بهم وبأطفالهم وتقديم الهدايا لهم في “أعياد الميلاد، عيد الزواج” وغيرها من الأعياد الخاصة بكل فرد من أفراد الأسرة.
3- المعاملة الطيبة بين الزوجين
فيجب أن يتذكر الزوج والزوجة أنهم قد كرسوا أنفسهم لخدمة وراحة بعضهم البعض، وذلك بعدما حل الروح القدس عليهم في سر الزيجة؛ لذلك حث الكتاب المقدس الرجال بحسن التعامل مع زوجاتهم، وذلك بما جاء في (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25) أ”َيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا”.
كمل حث النساء وقال لهم ” أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ،” (أف 5: 22).
وأختتم نيافة “الأنبا كاراس” الفقرة قائلاً للرجال: ” الست زي النحلة إذا طبطبت عليها وأهتميت بيها؛ هتديلك عسل، وإن ضربتها تلسعك، وهي كمان زي الألة الموسيقة الوترية؛ لو إستخدمتها صح هيخرج منها أحلي الألحان؛ ولو عاملتها بعنف وقطعت أوتارها؛ أوتارها هتقطع وشك”.
ووجه “الأنبا كاراس” كملته للرجال قائلاً: ” أشكروا زوجاتك علي أبسط الأشياء التي تقوم بها وحسسها بأهمية وجودها في حياتك كما يجب أن تكونوا لطفاء فيما بينكم”.
4- زرع المحبة بين الأبناء وعدم التمييز بينهم
وحذر نيافة “الأنبا كاراس” الزوج والزوجة قائلاً: أحذركم من التمييز بين الأبناء لكي لا تتكرر مشكلة ” قميص يوسف الصديق ” مرة أخري. ويجب أن تكونوا قدوة جيدة لأبنائكم في كل شيء وقوموا بتهيئة المناخ الجيد لأطفالكم لكي يكونوا بزرة طيبة في المجتمع .
5- تحديد المسؤليات
من الجميل أن يتم تقسيم وتحديد المسؤليات بين الزوجين ولا يأخذ أحد دور الأخر
فالزوج مسؤل عن روحيات وسلام الأسرة وغيها من المسؤليات.
أما الزوجة يجب أن تكون “طيبة، حنونة، رقيقة، مرحة، مفرحة” .
كما يجب إسناد بعض من المسؤليات الصغيرة للأطفال؛ لكي يعتادوا علي تحمل المسؤلية في الصغر؛ لكي يكونوا قادرين علي تحمل المسؤليات في الكبر.
6- روح الحوار والتفاهم
إسمعوا أولادكم جيداً لكي يبحثوا عن أحضان خارج المنزل وعاملوهم كما لو كانوا إخوتكم الصغار.
7- إحتواء الأبناء بالتشجيع لا التوبيخ
إن أهم شيء في الحياة الأسرية هو الإحتواء، فالزوج والزوجة يجب عليهم إحتواء أبنائهم والإهتمام بهم في جميع مراحل حياتهم بالتشجيع والمدح لا بالتوبيخ والإنتهار ، كما أن التشجيع يحتاج إلي المتابعة المستمرة .
ونحن نتذكر قول الكتاب المقدس القائل “قَصَبَةً مَرْضُوضَةً لاَ يَقْصِفُ، وَفَتِيلَةً مُدَخِّنَةً لاَ يُطْفِئُ”(إنجيل متى 12: 20).
8- وجود مذبح داخل المنزل
احرص دائماً أن تجعل أبناءك يرونك وقت الصلاة وأن تجتمع بهم للصلاة، وذلك لكي يترسخ في ذهن الطفل صورتكم وأنتم تصلون؛ لكي يصبح بينه وبين الصلاة علاقة قوية يعتادون عليها.
“لأَنَّهُ حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ” (إنجيل متى 18: 20).
وأختتم نيافة “الأنبا كاراس” كلمته قائلاً: “لا تدعوا أي شيء تحت السماء يسرق منكم سلام قلوبكم وأفراحكم”.
وأستشهد نيافته بكلمات الكتاب المقدس القائلة: “اِفْرَحُوا فِي الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا افْرَحُوا”( رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي 4: 4).
وقال نيافته: “لا تبحث عن الفرحة في مكان ما أو مع شخص ما لأنه كما يقول الكتاب المقدس وَلاَ يَقُولُونَ: هُوَذَا ههُنَا، أَوْ: هُوَذَا هُنَاكَ! لأَنْ هَا مَلَكُوتُ اللهِ دَاخِلَكُمْ” (إنجيل لوقا 17: 21).