تجرى الآن محاولات انقلاب عسكرى مكثفة من قبل الجيش التركى بقيادة قائدى القوات البرية و الجوية , ضد الرئيس التركى ” أردوغان ” رغبة فى عزله , بعد إضراره بالنظم الدستورية و العلمانية بالبلاد, و استخادمه الأساليب القمعية ضد العديد من المؤسسات الإعلامية و الصحفية _حسبما صرح الجيش التركى فى بيانه الأول _ .
من جانبه تمكن الجيش التركى من السيطرة على مواقع و مؤسسات إستراتيجية هامة بالبلاد , فى مقدمتها مقر الإذاعة التركى , و البرلمان التركى , معلناً توقف العمل بالدستور بالإضافة إلى إصدار الأحكام العرفية .
يأتى ذلك فى الوقت و الذى أختبأ فيه أردوغان بإحدى الأماكن و التى لم يتم الإعلان عنها و استمر فى تحريض الشعب التركى للنزول للشارع و تدعيمه , و هو ما دفع الشعب للنزول بكميات معقولة , و هو نفسه ما دفع البعض إلى التخوفات من أحتمالية دخول البلاد فى حرب أهلية .
جاءت ردود الأفعال كثيرة و متناقضة جراء هذا الانقلاب , فالبعض آرتاى فيه مواجه لقمعية و استبدادية أردوغان , و عودة لعلمانية تركيا , فى حين آرتأى البعض الآخر أن ما حدث جاء مخالفاً للشرعية الدستورية و أن نزول الأتراك بكميات تذكر إلى الشارع ما هو إلا دعماً لأردوغان .
من جانيه يرى د . ” طارق فهمى ” _ أستاذ العلوم السياسية _ أن كلاً من طرفى المعادلة التركية حاول و بشتى الطرق استخدام أسلحته , سواء الرئيس التركى و الذى يسعى الآن إلى الاستعانة بالقوات الشرطية و الأمنية , أو القوات المسلحة و التى استخدمت كافة قواتها حتى أنها دعت القوات التركية و الموجودة بالعراق إلى سرعة العودة إلى البلاد , لكن الأيام القليلة الماضية ستكشف لصالح من سيحسم الأمر .
و يؤكد محللون سياسيون أتراك أن ما يحدث بتركيا من محاولات انقلاب ليس بالهين لا سيما فى ظل انقسام الجيش بين مؤيد و معارض لأردوغان , و الأهم ما يحدث بين الأتراك أنفسهم من اختلاف و اتفاق بشأن أردوغان , مشيرين إلى إندساس العديد من الخارجين بين الشعب التركى و الغير راغبين فى استقرار تركيا , منوهين إلى أن السيناريو التركى لا يزال غامضاً و لم تتضح الرؤية حتى الآن , و إن كانت ثمة مؤشرات أشارت مسبقاً إلى ما يحدث الآن فى مقدمتها قمع أردوغان لمؤسسات عدة , فصله قوات شرطية عن مسلحة و الأهم زيارته الأخيرة لأمريكا , و عن الدور الأمريكى فى الأمر أشار بعضهم إلى حتمية تدخل أمريكا معزين الأمر إلى أحد حيلها من أجل صراعات الشرق .
هذا و تواردت أنباء عن أحتمالية استنجاد أردوغان بألمانيا طالباً اللجوء إليها , على خلفية العلاقات الموطدة بينه و بين المستشارة الألمانية ” أنجيلا ميركل ” .
كما وصف رئيس الوزراء التركى قوات الجيش الانقلابية بالخونة , مؤكداً على أن الحكومة لا تزال بالسلطة .
بدوره أعرب الكرميلين عن شعوره بالقلق تجاه ما يحدث بتركيا , فى الوقت و الذى أوصى فيه الإتحاد الأوروبى الأتراك بتوخى الحذر .