كشفت الحكومة التركية عن نيتها فى معاقبة المتورطين فى الانقلاب العسكري ومحاولة السيطرة على الحكم، وفى الوقت الذى أكد فيه رئيس الحكومة التركية بأنه تجري مشاورات مع المعارضة بشان إجراء تعديلات دستورية لمعاقبة الانقلابيين، كشف الرئيس التركى عن ضرورة اعدامهم فى أسرع وقت.
من جانبه قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن حكومته “لا يمكنها تأخير” قرار عقوبة إعدام الأشخاص المتورطين في محاولة الانقلاب، وأن الحكومة تناقش هذا الموضوع مع المعارضة.
وردا على هتاف حشود في إسطنبول: “نريد عقوبة الإعدام”، قال أردوغان، إن “هذا الأمر ستحدده مناقشات الحكومة مع المعارضة الرئيسية ولا يمكننا تأخير هذا القرار”، وأضاف: “هؤلاء الذين قاموا بانقلاب في هذا البلد يجب أن يدفعوا الثمن”.
وشارك أردوغان مع آلاف الأتراك والمسؤولين في في تشييع جثامين القتلى الذين سقطوا في محاولة الانقلاب.
وقال: “الآن ترسل حكومتنا مذكرات إلى الولايات المتحدة والدول الغربية من أجل إعادة رأس منظمة فتح الله جولن الإرهابية”.
وفى هذا السياق قال الجيش التركي إنه تم تحييد محاولة الانقلاب على الحكومة وإنه رهن إشارة الدولة والشعب، وأضاف الجيش فى بيان له أن الشعب التركي لعب الدور الأكبر في إحباط محاولة الانقلاب.
على الجانب الاخر أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا مع نظيره التركي رجب طيب اردوغان قدم خلاله تعازيه لسقوط قتلى في المحاولة الانقلابية الفاشلة مشيرا إلى أن روسيا مهتمة بعودة سريعة إلى النظام الدستوري وأن لا تكون هناك إجراءات غير دستورية.
وقالت المصادر الروسية إن الرئيسين بوتين واردوغان اتفقا على اللقاء في الأسبوع الأول من شهر أغسطس المقبل دون تحديد المكان، كما طلب الرئيس الروسي كذلك من اردوغان “ضمان اكبر قدر من الأمن” للسياح الروس الموجودين في تركيا حاليا، وأكد الكرملين أن “اردوغان أعلن انه سيبذل كل ما هو ممكن” لضمان سلامتهم.
فى حين قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن الانقلاب الفاشل في تركيا لا يمنح الرئيس رجب طيب إردوغان “شيكا على بياض” لتجاوز المبادئ الديمقراطية، مضيفا بقوله” نريد تفعيل حكم القانون بشكل كامل في تركيا، فالانقلاب ليس شيكا على بياض للسيد أردوغان، ولا يمكن أن يكون هناك تطهير، يجب أن يأخذ القانون مجراه”.
أوضح إن وزراء الاتحاد الأوروبي سيؤكدون غدا عند اجتماعهم في بروكسل على أنه يجب على تركيا الالتزام بمبادئ الديمقراطية الأوروبية، معتبرا أن “هناك تساؤلات تطرح” حول ما إذا كانت تركيا “جديرة بالثقة” كشريك في التصدي لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وفى تقرير لها، نشرت صحيفة الأوبزرفر تداعيات محاولة الانقلاب في تركيا، والذي ينبغي أن يعمله أردوغان، وأكدت انه من المتوقع أن يكون رد أردوغان قاسيا على المشاركين في محاولة الانقلاب، لأن الرئيس التركي معروف بشدته في التعامل مع الخصوم، وانه اكتسب شدته من تجربته عندما كان طفلا فقيرا في مدينة اسطنبول، ومن القهر الذي تعرض له عندما كان رئيسا لبلدية المدينة، ومعارضا صاعدا، قبل 2003، ولكنه يعرف أيضا بإصراره على تنفيذ رؤيته وقناعاته.
أكدت الصحيفة أن أردوغان قال إن محاولة الانقلاب فرصة وهبها الله لتمكينه من تطهير صفوف القوات المسلحة، وهذا يعني، حسب رأيه، المزيد من التطهير، إلا انه عليه أن يستغل هذه الفرصة النادرة، التى زرعت التضامن ويتصرف كرجل دولة يوحد أمة مصدومة وجريحة، بدل إثارة المزيد من الاضطرابات.
أوضحت الصحيفة أن أردوغان سيخسر كل التضامن والدعم الذي اكتسبه في الخارج إذا مضى في هذا الطريق، وستتراجع شعبيته في الشارع أيضا.