جاء فى سفر الجامعه ( جا 3 : 1 – 11 ) :
” لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السماوات وقت : للولاده وقت . للغرس وقت ولقلع المغروس وقت . للقتل وقت وللشفاء وقت . للهدم وقت وللبناء وقت . للباكاء وقت وللضحك وقت . للنوح وقت وللرقص وقت . لتفريق الحجاره وقت ولجمع الحجاره وقت للمعانقه وقت وللأنفصال عن المعانقه وقت . للكسب وقت وللخساره وقت . للصيانه وقت وللطرح وقت . للتمزيق وقت وللتخبيط وقت . للسكوت وقت وللتكلم وقت . للحب وقت وللبغضه وقت . للحرب وقت وللصلح وقت … فأى منفعه لمن يتعب مما يتعب به ؟ . قد رأيت الشغل الذى اعطاه الله بنى البشر ليشتغلوا به . صنع الكل حسناً فى وقته . وأيضاً جعل الابديه فى قلبهم التى بلاها لا يدرك الانسان العمل الذى يعمله الله من البدايه الى النهايه . ( جا 3 : 1 – 11 ) …..
اسئله كثيره تشغل بال الانســــــــان المؤمن :
+ لماذا تسير ظروف الحياه معنا صعبه أحيانا ؟
+ لماذا يترك الله الظلم سائداً فى هذه الحياه ؟
+ لماذا تسير الأمور سهله مع الاشرار أما مع الابرار فأن حياتهم مليئه بالمتاعب ؟؟
++ هناك أربعه قواعد لفهم ما يجرى حولنا من أحداث ومحاوله ادراكها
1- القاعده الأولى … لكل شئ تحت السماء وقت :-
الفرق فى مفهوم الله للوقت وبين مفهوم الانسان ، هو الفرق بين السماء والارض … فأن حسابات الله مختلفه تماماً عن حسابات الانسان …. فالله يختار لنا كل شئ فى وقته … فمتى أختار مثلا الموت لشاب فى مقتبل العمر أو لطفل صغير ، فهذا هو الوقت المناسب له … وبالقياس لو أن الله أختار مرضاَ او خساره او ضيقه لانسان فى وقت معين …. فأن هذا هو الوقت المناسب فى حسابات الله …. وربما تفهم سر الوقت بعد سنوات من حدوثه … ان لكل شئ تحت السماء وقت ….. أننا يجب أن نتذكر دائما أننا ” تحت السماء ” … بمعنى أنه مازلنا لا نرى كل شئ ، بل الشئ القليل ، لكن الله الساكن فى السماء يرى كل شئ !!! .
فمثلاً … هناك أمثله فى الكتاب يجب أن نأخذها كعبره ومحل للدراسة ….
1- للولاده وقت … ميلاد أسحق
لقد تاخر الله فى استجابته لابراهيم ليكون له نسلاً ، فرزقه أبنه اسحق لكن فى الوقت المناسب .
2- للموت وقت ….. موت اسطفانوس شهيداً فى شبابه …
لقد مات اسطفانوس فى شبابه …. أو مات قبل اوانه …. ولو عاش اكثر لكان خدم اكثر واتى بثمار كثيره …. ولكن الله يرى الصالح .
3- للفرح وقت … وللحزن وقت … الابن الضال
بعد أن اصبح الابن الضال فقيراً بعدما بدّد كل امواله مع أصدقاء السوء …. حزن جداً … وهذا الحزن دفعه أن يفكر فى الرجوع .
4- يوسف الصدًّيق … هناك حزن ليعقوب … يعقبه شبع …
+ كان حزن ابوه يعقوب عليه ما أشده حتى فقد بصره وكان يتعشم أن يفرح به عندما يكبر ويكون له فيه نسل حيث انه أبن المحبوبه رحيل …. ولكن من ناحيه أخرى الله كان يعلم أنه سوف تحدث مجاعه تعم كل البلاد وان المنقذ لهذا العالم هو يوسف … وعلى كل حال فأن يوسف فهو الوحيد الذى فهم قصد الله من هذه التجربه ، وقال جملته المشهوره : ” أنتم قصدتم لي شراً أما الله فقصد به خيراً لكى يفعل كما اليوم ليحي شعباً كثيرا ً ” ( تك 50 : 20 )
+ وأيضاً فى قصه يوسف … لان الوقت لم يكن قد حان بعد قد حزن عندما لم يذكره ذلك الوزير السجين معه أمام فرعون والذى فسر له حلمه … لأنه كان يرغب أن يخرج من السجن ويعود لأبيه يعقوب … لكن الساعه لم تكن قد حانت بعد ….
5- داود النبى …. تأخر ان يكون ملكاً … كتب لنا أحلى المزامير …
مسح داود ملكاً بيد صموئيل النبى وأعتقد وقتها داود أنه ما هى الا شهور ويصير ملكاً …. لكن هذا لم يحدث وظل داود يرعى الغنم سنيناً طويله … وطارده شاول سنيناً أخرى هذه السنوات الطويله من التعب لم تكن بلا قيمه … فصلى فيها داود وكتب لنا أحلى المزامير ، وكذلك هذه الظروف قد هيأته ليكون حكيما .
6- بولس الرسول …ز سجن لمده سنتين وكانت الخدمه معطله … ولكن فى السجن بشر وكتب لنا أجمل الرسائل الثمينه والتى صارت لنا كنزاً روحياً عبر كل الاجيال …. لان لكل شئ تحت السماء وقت .
2- القاعده الثانيه ….. الله صنع الكل حسناً فى وقته :-
الايام سوف تكشف لك ان كل ما حدث هو الافضل دائما …. وان المشكله هى عندك أنت وليست عند الله … لان الله يرى ان كل شئ صنعه حسناً وكاملاً …. ” لان الله يرى ان كل ما يصنع هو حسن جداً ( تك 1 : 31 ) … وسوف تعلم جيداً ما حدث عندما تذهب الى السماء …. وتجلس عن يمين الله ويشرح لك ما قد حدث وانت بعد على الارض وكيف انه كان مناسباً وفى الوقت عينه …. وان ماحدث هو الافضل دائماً .. ” الله الحى الذى يمنحننا كل شئ بغنى للتمتع .” ( 1 تى 6 : 17 ) …. ويقول ( كل شئ …. ) اى الاشياء التى تراها حسنه …. والاشياء التى تراها شر … ( كل شئ لكم . وأما أنتم فللمسيح والمسيح لله ) ( 1 كو 3 : 22 – 23 ) …
3- القاعده الثالثه … لا تفهم الاشياء بدون الابديه ….
” جعل الابديه فى قلبهم التى بلاها لا يدرك الأنسان العمل الذى يعمله الله من البدايه إلى النهايه ” ( جا 13 : 11 ) .
أن ملاً فكر الابديه قلبك ستفهم كل ما يعمله الله …. والابديه : مثل كلمه السر أو Password التى بها نفتح الكمبيوتر وتعرف اسراره … هكذا لا تستطيع أن تدخل فكر الله وتعرف اسراره وخباياه بدون فكر الابديه ….
ولأن تفكير الله كله من جهتنا … كيف يدخلنا الأبديه والتى بسببها :-
خلق الله العالم … سمح بوجود البشر … بسببها تجسد بسببها مات لأجلنا … بسببها قام من الاموات … بسببها صعد للسماء … بسببها ارسل لنا روحه … بسببها وضع لنا كنيسه … بسببها يسمح بالألام … كل ما يعمله الله هو من أجل تمتعنا بالابديه معه … ولو أنك حفظت … وتأملت … وأمتلات … بالابديه ستدخل فكر الله … فيستريح قلبك … ويفهم عقلك كل ما يعمله الله وكل ما يحدث … وكله بمعونه معرفه كلمه السر … ( الابديه ) وكلمه الابديه تجيب على أشهر ثلاثه أسئله ، للملحدين والتائهين .
السؤال الاول …. لماذا الألم ؟
س1 – لماذا يسمح الله المحب بوجع وألم فى الدنيا ..؟؟
احيانا يعم علينا الالم تجارب او ضيقات أو أضطهادات او من مرض عضال او أحزان من فقدان انسان عزيز او مشاكل من قريب أو بعيد أو حوادث …. لماذا ؟ لماذا ؟ ….. لماذا ؟ الاجابه الوحيده على كل هذا الألم من جميع ما عرضناه هو سببه الوصول الى ” الابديه ” فبدون كل ذلك لن تصل الى الابديه …. لأن :-
الالم والوجع هو الذى يدعوك للتفكير فى الأبديه والسماء …. ويجعلك تتعلم الصلاه ويجعلك أيضا تتعلم التواضع …. ويجعلك أيضاً تتعلم الحكمه … ويجعلك تشعر بألام الناس فتشاركهم ألامهم … وسيجعلك تفكر فى التوبه فتتطهر وتنقى نفسك ..
وخير مثال فى التجارب فى الكتاب المقدس هو ” قصه أيوب الصديق ” وهى أصعب تجربه فى تاريخ البشريه كلها …
والسؤال …. لماذا فعل الله هكذا ” بأيوب ” ؟؟
لقد قال الله لأيوب وأصدقائه : أنهم لم يكونوا موجودين حين خلق الكون ، وأن معرفتهم محدوده ، ولا يعرفون المستقبل ولا المواعيد … ولهذا لا يمكنهم الحكم على ترتيبات الله … فأعتذر أيوب عن أنه كان يظن فى نفسه أنه بار وأن الله قد ظلمه … كذلك اعتذر اصدقاء ايوب الذين كانوا قد وجهوا أتهام لايوب بأنه مذنب وخاطئ ولذلك يستحق ما حدث له من قبل الله … اعتذر الجميع أمام الله بعدما عرفوا الحقيقه – وهى أنهم لا يعرفون شيئاً عن مواقيت الله وأفكاره ….
لقد كان الوجع هو طريق ايوب الوحيد الى الابديه والتى يتمتع بها منذ ( 4000 سنه ) وإلى الأن … ويشكر الله كل حين على ايام الألم والوجع …
السؤال الثانى … لماذا الشر . ؟
أن الله بطبعه يكره الشر – يكره الظلم … يكره الكذب والنجاسه … الخ
إذن … لماذا الله يترك الدنيا مليئه بالشرور ؟ لماذا .؟
لو حاولنا معرفه السبب بعيداً عن فكر الأبديه . لم نجد السبب او لن نجد أى تفسير … لكن عندما نضع كلمه السر ” الأبديه ” وندخل الى فكر المسيح سنجد أن له كل الحق …
لان وجود الشر فى الدنيا يدفع الانسان لكى يجاهد بكل ما عنده من جهد لكى يرغب بالابديه التى هى ضد الشر ، بمعنى ان الابديه هى اختيار حر من بديلين أحدهم صحيح والأخر خطأ .
فلو فرض أنك اخترت الطريق الخطًأ … فهو يعطيك فرصه ثانيه لتختار الصواب … بل وفرصه ثالثه ورابعه … بل وفرص أخرى حتى أخر يوم فى العمر على الارض …
ويقول : ” طوبى للرجل الذى يحتمل التجربه لأنه اذا تزكى ينال أكليل الحياه الذى وعد به الرب للذين يحبونه ” ( يع 1 : 12 )
السؤال الثالث .. لماذا نموت ؟ الله الذى خلقنا ويحبنا لماذا يميتنا ؟…
الاجابه : أن الموت هو الجسر الأخير للعبور للأبديه .
الله الذى يحب البشر رأى ضروره هذا الموت الجسدى من أجل القيامه الافضل والحياه الابديه ..
4- القاعده الرابعه .. الابديه فى قلبهم .
هل يتحتم علىًّ أن أنتظر حتى أدخل السماء لكى أفهم ؟؟
يجيبك الله :
لا … لن أنتظر حتى تأتى عندى واشرح لك فتظل تائهاً حزيناً او غاضباً طوال حياتك على الارض ، بل سأضع الابديه فى قلبك من الأن وانت على الارض .
سر الحياه الابديه مغروس فى الانسان منذ طفولته … من لحظه ميلاده … فكل انسان لديه غريزه او إحساس داخلى أنه سيعيش الى الأبد … أن فكره الخلود موجوده من قديم الزمان أيام الفراعنه قبل الاعلان المكتوب فى كلمه الله لكن الله هو الذى وضعها من بدايه الخليقه .
حتى ان كل ما تتمناه على الارض تناله فى الحياه الابديه … الفرح الذى تتمناه على الارض تناله فى الأبديه ، والبر الذى تشتهيه هنا تناله هناك …
الابديه ليست لحظه ننتظرها بعد الموت لكنها خبره تتذوقها من الأن …
لم يقل جعل الأبديه هى الحل بل جعل الابديه فى قلبهم … داود النبى يقول : ” لأنك لن تترك نفسى فى الهاويه ولا تدع قدوسك يرى فساداً ) ( اع 2 : 27 ) .
س. كيف عرفت يا داود أنك لن ترى فساداً ؟؟
شرح ذلك معلمنا بولس الرسول فى رسالته … ( 1 كو 1 : 35 – 37 ) … ان البذره عندما تدفن وتموت فى الارض تخرج منها شجره كبيره … فالطبيعه ايضاً تشرح فكره القيامه الابديه ….
” الكلمه قريبة منك فى فمك وفى قلبك اى كلمه الأيمان التى نكرز بها ” ( رو 10 : 8 ) ..
اسأل قلبك …. فى الخلوه …. فى الصلاه …. فى التأملات …. وابحث عن الحقيقه داخل قلبك .
” قلب الحكيم يعرف الوقت والحكم ” ( جا 8 : 5 ) ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ