رئيس التحرير
يوسف سيدهم

اليوم الثاني عشر من الشهر المريمي 

 المطران كريكور اوغسطينوس كوسا                                                               اسقف الاسكندرية واورشليم والاردن                                                              للأرمن الكاثوليك

5
المشاهدات

مريم تُعلن البشارة للبشر 

” سيّدي، إِذا كُنتَ أَنتَ  قد أخذت جسد الربّ يسوع، فقُلْ لي أَينَ وَضَعتَه، وأَنا آخُذُه… “.   ( لوقا ٢٠ : ١٥ ) وكأنّ مريم قالَتْ له منذ البدء ما هو السبب الذي جعلَها تبكي ! لقد تكلّمَتْ       عنه بدون أن تَلفظَ اسمه .      هذا هو الحبّ : حين نكون ممتلئين ممّا نحبُّه، نعتقدُ أنّ الآخرين أيضًا مهتمّين به ويسألون عنه. لذا، لم تتصوَّرْ مريم أنّ أحدًا يستطيع تجاهلَ  موضوع حزنها العميق. 

” فقالَ لها يسوع : ” مَريَم ! “. وكان قبل قليل ، ناداها باسمٍ مشتركٍ لجميع بنات جنسها ،   قال :  ” ياامرأة  “، ولم يدَعْها تتعرّف إليه . أمّا الآن ، فقد ناداها باسمها الشخصيّ ، وكأنّه كان يقول لها مباشرةً : ” تَعرّفي إلى الذي يَعرِفُكِ  “. وهذا ما قالَ الله لموسى، الإنسان البارّ :  ” إنّي عَرَفتُكَ باسمِكَ  ” ( خروج ٣٣ : ١٢ ). إنّ كلمة  ” إنسان ” هي الاسم المشترك للجميع ، أمّا ” موسى “، فهو اسمه الشخصيّ . لقد أكّد له الربّ أنّه يَعرفُه باسمه وكأنّه كان يُعلنُ له : “أنا لا أعرفُكَ  كسائر البشر، بل أعرفُكَ  شخصيًّا “. 

هكذا، وبعد أن نادى الرّب مريم باسمها ، تعرّفَتْ إلى خالِقِها، وأجابَته فورًا ” رابّوني “، أي يا معلِّم . فهي كانَتْ تبحثُ عنه في الخارج ، بينما كانَ هو يطلبُ منها أن تبحثَ عنه في داخلها.   ” فجاءَتْ مريم المجدليّة وأخبَرَتْ التلاميذَ وقالت :  ” قد رأيْتُ الربّ ” وبأنّه قالَ لها ذاكَ الكلام “.     هنا، تركَتْ خطيئةُ البشر القلبَ الذي خرجَتْ منه . فكما قامَتْ امرأة في الفردوس بإعطاء ثمرة الموت للرجل ، قامَتْ امرأة أخرى عند مدخل القبر بإعلان بشارة الحياة للبشر وبنقل كلام ذاكَ الذي يهبُ الحياة .                                                                                

أخبار متعلقة

جون‏ ‏ميرشايمر‏:‏إسرائيل‏ ‏تغوص‏ ‏في‏ ‏مشاكل‏ ‏مستفحلة‏(2)‏

المزيد

الأكثر مشاهدة

العدد الأسبوعي