مريم العذراء ، أُمّ المسيح وأُمّ الكنيسة :
يسوع المسيح ، الذي هو ثمرة عذراء قديسة ، ( لوقا ١ : ٢٧ ) ، يُعتبر مجد وشرف العذراى القديسات الأخريات كلُّهنَ . فإنهُنَّ ، على مثال مريم : ” أُمهات المسيح “، إن عمِلنَ بمشيئة أبيه . يظهر مجد وفرح مريم بصفتها والدة الإله المتجسّد يسوع المسيح ، خاصةً في كلام الربّ يسوع عندما قال لتلاميذه وهو يُكَلِّمُ الجموع : ” هؤلاء هم أُمي وإخوتي . لأن من يعملُ بمشيئةِ أبي الذي في السموات هو أخي وأُختي وأُمّي ” ( متى ١٢ : ٤٩ – ٥٠ ) .
هكذا ، يُشير يسوع إلى القرابة الروحيّة التي تربُطُه بالشعب الذي افتداه .
إخوته وأخواته هم الرجال القديسون ، والنساء القديسات الذين يشاركونَه في الميراث السماوي .
أُمُهُ هي الكنيسة جمعاء ، لإنها ولدت أعضاء يسوع المسيح ، بنعمةِ الله ، الذين هم أُمناء له : ” هناك عند صَليبَ يسوع ….، فرأى يسوعُ أُمَّه وإلى جانبها التلميذُ الحبيبُ إليه . فقالَ لأُمِّه : ” أيّتها المرأة ، هذا ابنُكِ ” . ثم قالَ للتلميذِ : هذه أُمُّكَ ” ( يوحنا ١٩: ٢٥ – ٢٧ ) . تبقى أُمّه تلك الروح القديسة التي تعمل بمشيئةِ أبيه والتي تَظهَر رحمتها المثمرة في : ” اولئك الذين تتوجّع بهم مرةً أخرى ، في مثل وجعِ الولادة حتى تتكوّن فيهم صورة المسيح ” ( غلاطية ٤ : ١٩ ) .
مريم هي بالتأكيد أُمّ أعضاء جسد المسيح السريّ ، اي أُمّنا نحن ، لإنها ساهمت برحمتها في ولادة المؤمنين في الكنيسة ، الذين هم أعضاء هذا المعلّم الإلهي الذي هي حقاً أُمُّ بحسب الجسد ، ” والكلمةُ صارَ بشراً فَسكَنَ بيننا ، فرأينا مَجدَه ، مَجداً من لَدُنِ الآبٍ لابنٍ وحيد مِلؤُه النِعمَةُ والحقّ ” ( يوحنا ١ : ١٤ ) .