أعرب المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والممثل الاقليمي للشرق الادنى وشمال افريقيا، عبد السلام ولد أحمد، عن ان 15 دولة في المنطقة تمكنت من تحقيق هدف الألفية المعني بالجوع، ومنها مصر والجزائر والبحرين والاردن ولبنان وليبيا وموريتانيا والمغرب .
جاء ذلك في افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين لمؤتمر الفاو الإقليمي للشرق الأدنى والذى عقد بروما أمس 9 مايو بوجود ممثلي الدول المراقبة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية و مندوبي دول الشرق الأدنى وشمال افريقيا ومنها مصر.
وأضاف الممثل الإقليمي: لقد نجحت بعض هذه الدول في خفض إنتشار نقص التغذية إلى النصف بين 1990 و2015 بينما تمكنت أخرى من إبقاء معدلات نقص التغذية تحت نسبة 5%. وتحسنت مؤشرات التغذية العامة، إلا أن سوء التغذية المزمن ما زال مرتفعا، وتحسنت مستويات إنتشار التقزم لدى الاطفال دون سن الخامسة، وكذلك فقر الدم وغيره من مشاكل نقص المغذيات الدقيقة، إلا أن معدلات البدانة والسمنة ازدادت في جميع دول المنطقة.
وفى نفس الوقت ، أكد الممثل الإقليمي أن هذه الانجازات على المستوى الفردي للدول لا تعكس الصورة الحقيقية الكاملة للإقليم، حيث أدت الأزمات المتكررة والحروب إلى ارتفاع غير مسبوق في أعداد النازحين واللاجئين، والى تدهور إقتصادات كبيرة في المنطقة.
وهكذا ارتفع العدد الفعلى ممن يعانون من الجوع على مستوى الإقليم ككل من 16.5 مليون شخص الى 33 مليون شخص بين 1990 و 2015 ، وارتفعت نسبة من يعانون من انعدام الأمن الغذائي الى 8.2% في عام 2014 .
وتعتبر هذه النتائج إنتكاسة كبيرة للحرب على الجوع في الإقليم كما أنها معاكسة تماما للإتجاهات على المستوى العالمي، حيث تراجعت نسب من يعانون من الجوع ومن يعيشون تحت خط الفقر في جميع الأقاليم الاخرى.
ويضاف تحدي الأمن الغذائي في المنطقة إلى تحديات أخرى، جسيمة ومزمنة، وعلى رأسها ندرة المياه وتدهور الأراضي وخطر التغيرات المناخية، والتخلف الريفي، وإرتفاع مستويات البطالة، خاصة بين الشباب، والتفاوت في المساواة بين الجنسين في ظل الإرتفاع المستمر لعدد السكان.
وقال الممثل الإقليمي: أن الدورة الثانية والثلاثون للمؤتمر الاقليمي للشرق الادنى، قد اعتمدت ثلاث مبادرات إقليمية لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة، وهي: المبادرة الاقليمية لندرة المياه، والمبادرة الاقليمية للأمن الغذائي وبناء الصمود، ومبادرة دعم الحيازات الصغيرة. وقد أوكلت الدورة الثانية والثلاثين إلى المنظمة بالسير في صياغة هذه المبادرات والقيام بالدراسات والبرامج المناسبة، والاسراع في حشد الدعم المطلوب والترويج لهذه المبادرات وبناء الشراكات حولها مع الجهات الدولية والإقليمية المعنية والبدء في تنفيذها.
وقد تم مؤخراً إطلاق مبادرة الزراعة الاسرية ودعم صغار المزارعين والحيازات الصغيرة، بعد إكتمال دراسات ميدانية شملت ست دول، وتم التشاور على نطاق واسع مع خبراء وشركاء إقليميين ودوليين، وسيتم تعزيز هذه المبادرة خلال السنتين المقبلتين.