كثيراً ما نشاهد أفلام سينمائية تتحدث عن قصص غير واقعية لايصدقها العقل ولكننا نعلم أن هذا مجرد تمثيل، أما عن قصتنا التي نحن بصددها الأن، هي قصة قد نكون شاهدناها في أحد الأفلام السينمائية، ولكن الغريب في قصتنا أنها قصة حقيقية وحدثت بالفعل ، وهذا ما دفعنا لكتابة القصة ، وهي عن سيدة عن أيرلندية تدعي “مارجوري مكال “، التي كانت تعيش مع زوجها جون وأطفالها في مدينة لورغان شمال ايرلندا في مطلع القرن الثامن عشر. ففي أحد الأيام أصيبت مارجوري بحمى شديدة دخلت على أثرها في إغماءة طويلة فظن الجميع بأنها فارقت الحياة، ولأن ذلك العصر تميز بتفشي ظاهرة نبش القبور وسرقة الجثث، لذلك أرادت عائلة مارجوري نزع خاتم الزواج الذهبي من أصبعها لئلا يطمع فيه سارقو القبور فينتهكوا حرمة قبرها، لكن عبثا ذهبت محاولاتهم، فالخاتم أبى أن يترك أصبعها، وفي النهاية قرروا يائسين أن يدفنوه مع الجثة.
وفي مساء نفس اليوم الذي دفنت فيه مارجوري، قام لصين بنبش قبرها، فحاولا إنتزاعه في الحال، فقد بذلا جهداً كبيراً في ذلك، لكنهما باءا بالفشل، لذا قررا قطع أصبع مارجروي لإستخراج الخاتم، وما أن قاما بذلك وأخذ الدم يسيل من الأصبع المقطوع حتى فتحت مارجوري عينها فجأة وأطلقت صرخة مرعبة مدوية سقط أحد اللصين على أثرها ميتاً في الحال من شدة الخوف، أما الأخر فقد ففر هارباً، أما مارجوري نفسها فقد تركت قبرها المفتوح وسارت بخطى مترنحة عائدة نحو منزلها حتى وصلت إليه وطرقت بابه.
وكان المنزل مكتظاً في تلك الليلة العجيبة بالأقارب والأصدقاء الذين أتوا لمواساة زوجها جون الذي ما أن سمع الطرقات على الباب حتى أمسك عن البكاء وقال لأطفاله بصوت متهدج حزين : “لو كانت أمكم على قيد الحياة لأقسمت بأن هذه هي طرقاتها”!، ثم قام وفتح الباب، ويا ليته لم يفعل، فعند الباب كانت زوجته الميتة تقف منفوشة الشعر يعلوها التراب وهي ترتدي الأكفان وتقطر يدها دماً! وقف جون المسكين يتأملها للحظات من دون أن ينطق ثم خر إلى الأرض ميتاً دون حراك، لقد توقف قلبه من هول المفاجأة، ويقال بأن الأقارب الذي أتوا إلى منزله تلك الليلة ليعزوه في زوجته، هم من حملوه على أكتافهم إلى المقبرة ودفنوه في نفس القبر الذي غادرته زوجته قبل ساعات قليلة!،
أما مارجوري نفسها فقد استعادت عافيتها تماماً، ويقال بأنها تزوجت مرة ثانية وعاشت حياة سعيدة مع أولادها وأحفادها حتى وافتها المنية بعد سنين، لكن هذه المرة لم يدفنها أولادها فوراً وإنما انتظروا لعدة أيام حتى تأكدوا وتيقنوا من موتها، ثم حملوها إلى المقبرة ودفنوها في قبر نقشوا على شاهده : “مارجوري مكال .. عاشت مرة و دفنت مرتين”.