+ لما جاءت المسيحية تنادى بالحب ، ظن بعض النساء ان فى هذه فرصه لأن يتحررن من سلطة أزواجهن ، وكانت وقتها الشريعه الرومانيه تبيح للرجل أن يتسلط على زوجته كجاريه ، كذلك يوضح الرسول بطرس فى رسالته الأولى هذا أن المسيحيه تدعو الزوجه للخضوع لزوجها فى الايات :” كذلكن أيتها النساء كن خاضعات لرجالكن حتى وأن كان البعض لا يطيعون الكلمه يريحون بسيرة النساء بدون كلمه . ملاحظين سيرتكن الطاهرة بخوف .” ( 1 بط 3 : 1 – 3 ) .
فالطاعة تدفع الرجل لحب زوجته المطيعة، وحب الرجل يدفع المرأه لطاعة زوجها بالاكثر ، وهكذا يحل السلام بالأسره – وإن كان البعض لا يطيعون الكلمه “فالمسيحيات كن يتزوجن رجال وثنيين” والرسول يقول أن سيرة المرأة المسيحية قد تجذب زوجها غير المؤمن فنحن لسنا كلنا قادرين ان نعظ باللسان ، ولكننا كلنا قادرين أن نعظ بسيرتنا .. وهذا الكلام موجه لنساء متزوجات من رجال سواء كانوا وثنيين أو مسيحيين لكن أزواجهن عنفاء معهن – ولكن مع هذا يطلب الرسول أن يخضعن لرجالهن العنفاء ( ملاحظين سيرتكن الطاهره بخوف ) – وطبعاً الخوف هنا هو المقصود به خوف الله وليس من إنسان …
يقول أيضا القديس بطرس فى ( 1 بط 1 : 3 – 5 ) ” ولا تكن زينتكن الزينة الخارجيه من ضفر الشعر والتحلى بالذهب وليس الثياب –بل انسان القلب الخفي فى العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادى الذى هو قدام الله كثير الثمن ” … فمن المؤكد أن الزينة غير ممنوعة – ولم يمنعها الرسول بطرس منعاً مطلقاً ، لكن هى مسموح بها على أن تكون فى حدود اللياقه وليس المغالاة وفى حدود طاعة الزوج والخضوع له ” خاضعات لرجالهن ” – وأن تكون لإرضاء زوجها وليس لإرضاء الغرباء . ويضرب الرسول بطرس مثالاً بأمنا ( سارة ) .. ويذكر مميزاتها :
- متوكلات : متكله على الله لا تبالى سوى برضائه .
- خاضعات لرجالهن : حتى أنها كانت تقول له سيدها .
- صانعات خيراً .
- غير خائفات : من أحد من البشر ، بل فى حب المسيح .
أذن … تمثلن بسارة فتكونوا بناتها الصالحات ..
+ وبعد أن وجه الرسول بطرس الكلام للنساء ، ها هو يوجه نصائحه للأزواج :-
” كذلك أيها الرجال كونوا ساكنين بحسب الفطنه مع الإناء النسائىًّ كالأضعف مُعطين إياهن كرامه ، كالوارثات أيضاً معكم نعمة الحياة ، لكى لا تعاق صلواتكم .” ( 1 بط 3 : 7 ) .
يقول القديس بطرس شارحاً بأسلوب راقٍ نصائحه للأزواج فيقول :-
- بحسب الفطنه : ويترجمها البعض ” حاولوا أن تفهموا المرأه الجنس الأضعف ” – والفطنه هى التصرف السليم المبنى على فهم سليم ..
- الإناء النسائى كالأضعف : هنا يشبه الرسول بطرس النساء بإناء هش ضعيف ، يحتاج للترفق ، تشبيهه بالأناء لأنه يحمل بداخله الأطفال .. ويطالب الزوج أن يعطى كرامة لزوجته فهى سترث معه فى ملكوت السموات ..
- لكى لا تعاق صلواتكم : أن أقل خطيه أو عناد أو سوء فهم أو عدم موده ، أو غلظه فى التعامل كفيل بأن يعيق الصلوات … هذه كلها ثعالب صغيره تفسد الكروم ، كروم الشركه مع الله .. كما ان الذين لا يعرفون روح التسامح لن يختبروا غفران الله عن تعدياتهم- والرسول هنا يشير لما ذكره ملاخى النبى ( 2 : 14 ) ” من أجل ان الرب هو الشاهد بينك وبين إمرأة شبابك التى أنت غدرت بها وهى قريبتك وإمرأة عهدك ” .
+ يقول القديس بطرس الرسول : ” والنهايه كونوا جميعاً مُتحدى الرأى بحس واحد ذوى محبه أخويه مشفقين لطفاء ” ( 1 بط 3 : 8 ) .
- كونوا جميعاً متحدى الرأى : هدف الرسول بطرس هنا أن لا يكون الزوجين فقط متحدى الرأى – بل الكنيسة كلها ( جميعاً )
- بحس واحد : بمعنى مشاركين بعضكم الافراح والألام
- لطفاء : وهى تعنى متضعين أمام الله وبكل لطف .
+ يقول القديس بطرس : ” غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمه بشتيمه بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتكم لكى ترثوا بركه . ” ( 1 بط 3 : 9 ) .
- ” غير مجازين عن شر بشر أو عن شتيمه بشتيمه ” – بمعنى أننا عندما نسير فى طريق الرب ـ فأن ابليس يهيج علينا ويثير رجاله الذين يتبعونه – فيشتمونا ويدبرون ضدنا الشرور .
- ” بل بالعكس مباركين عالمين أنكم لهذا دعيتم ” : يقول القديس بطرس أن شتيمه رجال ابليس علينا لن تضركم ولن تمنع البركه عنكم ..
- ” لأنكم لهذا دعيتم لكى ترثوا بركه ” : أن ترثوا بركه عدم الرد على رجال ابليس ولاسيما لو خرجت من فمكم لهم كلمات البركه …
- ” مباركين ” : وهى فى ( مت 5 : 44 ) ” باركوا لاعنيكم .” أى نتكلم مع الناس حسناً.
- ” ترثوا بركه ” : أى ان الله يهبنا خيرات روحيه وماديه .
+ كما يقول القديس بطرس الرسول على من يُبعد عن عن الشر ويلزم البر والخير : ” لأن عينى الرب على الأبرار وأذنيه إلى طلبتهم ولكن وجه الرب ضد فاعلى الشر ” ( 1 بط 3 : 12 ) … وهذا يعنى أن يحافظ الله عليهم ويعتنى بكل أمورهم ، ويسمع بأذنيه طلباتهم ويستجيب لهم ..
+ ويقول أيضاً القديس بطرس ( 1 بط 3 : 13 ) ” فمن يؤذيكم أن كنتم متمثلين بالخير ؟ ” – بمعنى لا أحد أنسان كان أو شيطان أن يؤذينا … طالما نفعل الخير وأن كان هناك بعض الألام فهى للبركه .
المقومات الهامه للحياه الاسريه :
1- كما رأينا من شرح وتفسير القديس بطرس الرسول فى الأصحاح الثالث فأننا نرى أن الخلاصه هى أن :
ان الاسره هى نواه المجتمع والكنيسه ، والأسره المسيحيه تقوم باتحاد الرجل والمرأه فى سر الزيجه المقدس الذى يباركه السيد المسيح ، وينمى المحبه فيه ، ومن ثم يأتى الاولاد كثمره لهذا الحب ، ولكى ينمو الأطفال فى بيئه أسريه صالحه يجب أن تنشأ الاسره كجسد واحد فى محبه وتناغم وتفاهم وأحترام وطاعه وشعور بالمسئوليه ويعرف الأباء والأمهات أسس التربيه وعلم النفس ، ويتفقا على الاسلوب السليم فى التربيه والتفاهم والحوار بين أفراد الأسره لنمو المحبه والأقناع الفكرى .
الأسره المسيحيه مرتبطه بعضها ببعض أرتباطا شديدا ، وهذا الارتباط مصدره المسيح ، فهم أعضاء فى جسد واحد ، يكملون بعضهم بعضاً ، ويحتاجون إلى بعضهم بعضاً ، ولذلك كانت المحبه والحوار هم أسلوب الترابط والتعامل ومواجهه كل ظروف الحياه التى يتعرضون لها …
والرب يسوع له المجد أعلىًّ كرامه الزواج بكونه سراً ، أى علاقه محبته للكنيسه عروسه ، وعلى ضوء هذه الحقيقه يسمع الازواج بولس الرسول يدعوهم : ” أيها الرجال ” احبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسه .”
ومن أهم المقومات الهامه للحياه الاسرية :
1- المحبه والاحترام :
يجب أن يقوم الحوار داخل الأسره على المحبه والأقتناع لا الأمر والنهى ، ويجب أحترام مشاعر أفراد الاسره بعضهم لبعض ( مقدمين بعضنا بعضاً فى الكرامه ) وبالاكثر أمام الضيوف .
2- الصداقه مع الأبناء :
الصداقه فى روح المحبه والمصارحه ، والأتفاق ، وقضاء وقت مشبع مع الأبناء يقوى الثقه والمحبه فى الاسره ، مع أحترام خصوصيه الأبناء وعدم التدخل فى خصوصياتهم الا وقت الأحساس بخطأ ، مع الاتفاق على ذلك حتى لا نقودهم إلى التمرد والرفض والاستقلال المتطرف عن الوالدين … فعلينا ان نصادقهم ونتابعهم فى وداعه وحزم دون تدليل أو قسوه ، مشتركين كأسره فى قراءه الكتاب المقدس والصلاه – أو مشاهده برامج ناجحة ، أو زيارات أسريه وعائليه معاً .
3- التشجيع وتحمل المسئولية :
يجب أن نهتم بتشجيع أبناءنا ونكتشف مواهبهم وتنميتها فى أى مجال يحبونه – سواء الموسيقى أو الرسم أو الشعر أو الأدب والقراءه أو الابتكار العلمى . ونعودهم على تحمل المسئوليه منذ الصغر ونعلّمهم التدبير والتوفير من مصروفهم – وأختيار ملابسهم المناسبه فى نصح ..
4- التهذيب والتقويم :
أن الهدف من التهذيب والتقويم وحتى العقاب هو الأصلاح والتنشئه لأطفالنا على اسس سليمه … وأن يكون العقاب هو وسيله وليس هدف فى حد ذاته ، ولابد أن ينطلق من المحبه وأن يفهم الأبناء ذلك – وجاء فى سفر الأمثال : ” الذى يحبه الرب يؤدبه وكاب بابن يسر به ” ( ام 3 : 12 ) . وعلينا مراعاه نفسيه الابناء وان لا نحرجهم أو ننتقدهم النقد الهدّام ..
5- الحوافز ومبدأ الثواب والعقاب :
وهو من الاساليب الناجحه فى التربيه الحديثه ، فيأخذ الأبن أو الطفل المكافأه متى حقق نجاحاً أو قام باداء عمل ما ، ويحرم منه متى لم يقم بالمطلوب منه فى أطار أمكانياته وقدراته ..
شروط تكوين الأسره السعيده :
1- ينبغى أن يكون سن الزواج هو سن النضوج الفكرى و الأجتماعى ، وسن القدره على تحمل المسئوليات .
2- أن الاسره الصغيره يجب أن تبنى على اساس من التوافق التام فى الفهم الدينى ، وفى الفكر ، وفى المبادئ والتقاليد وفى طريقه الحياه ، وأيضاً توافق فى الطباع .
3- أن يعرف الخطيبان أن فتره الخطوبه هى فتره تعارف ، وصداقه قبل الزواج ومن الخطأ أن يفهم البعض أن الاعداد للزواج هو مجرد الاعداد المادى ، من حيث تجهيز الاثاث ، والبيت المناسب، والملابس … وأن فتره الخطوبه هى ليست فتره تمثيل ، يحاول فيها الخطيبين أن يبدو أمام الاخر فى صوره مثاليه غير حقيقتها ، سرعان ما تنكشف بعد الزواج وتبدو الخدعه ، فيتصدع الزواج ..
عناصر التعامل داخل الاسره :
هناك عناصر هامه لازمه للتعامل داخل الاسره لصيانه الاسره وسلامتها :-
1- أهم عنصر – هو عنصر الفهم ، فمطلوب أن يفهما أبنائهما فى كل مرحله من مراحل العُمر ، فمثلاً يعرفون كيفيه معامله الطفل الخجول ، والطفل المشاكس ، والطفل العدوانى ، والطفل الانانى ، والطفل العنيد … وطريقه معامله كل منهم .
2- والمرأه الحكيمه – لكى تكون زوجه ناجحه ، ينبغى أن تدرك كيف تتعامل مع الرجل ، فتحادثه بمعلومات تشبعه ، وأن لا تتعالى عليه بمعلوماتها حتى لا تخدش كبريائه – فالمرأه الحكيمه تحفظ لرجلها كبريائه …
3- أن تتعلم المرأه كيف تتعامل مع الأطفال بحنان – فمن النافع للأطفال أن يشبعوا من حنان الوالدين – حتى لا يبحثوا عن الحنان من مصدر خارجى ..
4- أن يكون الاطفال مستمتعين بعنصر المرح الذى يوفرانه لهم الأباء ، وعلى أن يكون المرح فى البيت منضبط وله حدود .
5- عنصر الاحترام والتقدير – بين الزوجين ، وتبادل عبارات المجامله والشكر والتى يفتقدها الزوجان أحياناً فى تعاملهما بحجه رفع الكلفه – على أن يكون الاحترام المتبادل بين الزوجين درساً لأبناءهما .
6- أن يكون الزوجين بعيدين عن قسوه القلب ، فالقساوه مكروهه من الجميع ، الا من القساه أنفسهم ، فهى لها نتائج سيئه عديده وهى ضد الرحمه والرأفه والرقه وضد الوداعه وايضاً ضد الأتضاع …
ونقدم أيضاً وصايا القديس بولس الرسول للازواج :
لقد تحدث القديس بولس الرسول عن الكنيسه من الجانب العملى من خلال سلوك المؤمن اليومى ، بنزع أعمال الانسان القديم وممارسته أعمال الانسان الجديد ..
يذكر القديس بولس فى الأيات : ” أيها النساء ( الزوجات ) أخضعن لرجالكن كما للرب ” ( أف 5 : 22 ) .. ويلاحظ على هذا النص الرسولى الذى بين إيدينا الأتى :-
1- الكشف عن الوحده الزوجيه بين الرجل والمرأه بكونها أيقونه للوحده مع المسيح وعروسه الكنيسه … الأولى تستمد كيانها من الثانيه … لذا وجب أن يتم العرس فى ظل الصليب من خلال وحده الايمان بالسيد المسيح المصلوب والارتباط بكنيسته .
+ يقول القديس أغناطيوس النورانى :
يجب على المتزوجين والمتزوجات أن يجروا إتحادهم برأى الاسقف لكى يكون الزواج مطابقاً لاراده الله لا بحسب الشهوه .
+ ويقول القديس أمبروسيوس :
إذا كان لابد أن يعقد الزواج بحله كهنوتيه وبركه ، فكيف يمكن ان يكون زواج حيث الايمان مختلف ؟!
+ ويقول العلامه ( ترتليان ) :
كيف يمكننا أن نعبًّر عن السعاده الزوجيه التى تعقدها الكنيسه ويثبتها القربان وتختمها البركه .؟
2- مفهوم الخضوع :
كثيرون يسيئون فهم العباره الرسوليه ( ” أيها النساء ( الزوجات ) أخضعن لرجالكن كما للرب ” ) ( أف 5 : 22 ) .
والخضوع فى المسيحيه ليس خنوعاً ولا ضعفاً ولا نقصاً فى الكرامه . هذا ما أعلنه كلمه الله الله المتجسد حين أعلن طاعته للآب وخضوعه له مع أنه واحد فى الجوهر . ورافعاً فضيله ( الخضوع ) ليجعلها موضع سباق لعلنا نبلغ سمه المسيح الخاضع والمطيع ، والعجيب أن الانجيلى لوقا يقول : بأن ( يسوع ) كان خاضعاً للقديسه مريم والقديس يوسف النجار ( لو 3 : 51 ) مع كونه خالقها ومخلصها . وخضوعه لم يعيقه عن تجفيف رسالته التى غالباً لم يدركاها فى كمال أعماقها ، اذ قال بتواضع وصراحه : ” لماذا كنتما تطلبانى ” ؟ الم تعلما أنه ينبغى أن اكون فى ما لأبى ” ( لو 3 : 49 ) – فالخضوع ليس استسلاما على حساب رساله الشخص ، ولا طاعه عمياء دون تفكير ، وانما أتساع قلب وقبول لإراده بفكر ناضج
+ قدم لنا القديس ( هيبوليتس ) الرومانى فهماً لخضوع الابن للاب ، ليس علامه انتقاص لأقنومه وانما على تناغمه وأتفاقه ووحدته مع الاب ، اذ يقول : ( يرتد تدبير الاتفاق إلى الله الواحد .. فأن الله واحد : الأب يوصى والأبن يطيع والروح يهب فهماً … الأب اراد والابن فعل والروح أعلن .. هذا ما يوضحه الكتاب المقدس كله . ) .
اذن فخضوع الزوجه لرجلها هو مشاركه السيد المسيح طاعته وخضوعه للأب كعلامه الحب والوحده ، وليس أهداراً للكرامه او كاءنقاص من شأنها ..
+ والقديس يوحنا ذهبى الفم – يرى أن المرأه وهى موضع حب رجلها الشديد ، يلزمها الا تقابل هذا الحب بكبرياء بل بخضوع كرد فعل لمحبته ، إذ يقول : ( المحبه هى من اختصاص الرجال ، أما الخضوع فمن أختصاص النساء ، فأن قدم كل انسان ما يلزم به تثبت الامور ، فالرجل بحبه للمرأه تصيًّره هى محبه له – والمرأه بطاعتها للرجل يصير وديعاً معهاً . لا تنتفخى لان الرجل يحبك . فقد جعله الله يحبك لتطيعيه فى خضوع بسهوله . لا تخافى من خضوعك له . لأن الخضوع للمحب ليس فيه صعوبه ..
+ والقديس أغسطينوس – يطالب الزوجات أن يقتدين بالقديسه مريم التى أتسمت بالتواضع المقدس ، فقدمت يوسف رجلها عنها . ( لو 2 : 48 ) – مع أنها نالت شرف ولادتها للسيد المسيح . قائله له : ” هوذا أبوك وانا كنا نطلبك معذبين ” ( لو 2 : 48 ) بهذا الفهم – يفهم الأباء خضوع الزوجه بمنظار روحى من خلال الصليب ، لا يفقدها مساواتها له ولا مشاركته التدبير وتحمل المسئوليه ، انما يزينها بالفضيله ويمجدها لتكسب أيضاً محبته …
+ ويقول القديس أمبروسيوس : ( ليت الرجل يقود زوجته كربان ، يكرمها كشريكه معه فى الحياه …
3- رئاسه الرجل وحبه :
+ كثيراً ما يتمسك الرجل بالرئاسه بكونها ( سلطه ) ودكتاتوريه لذا ربط الرسول بولس الرئاسه بالحب الباذل ، اذ يقول : ” لأن الرجل هو رأس المرأه كما أن المسيح أيضاً راس الكنيسه وهو مخلص الجسد . ” ( اف 5 : 23 ) .
+ فرئاسه السيد المسيح لكنيسته أعلنت خلال محبته الباذله على الصليب لخلاصها . وهكذا أذ يريد الرجل أن يكون رأساً فليقدم حباً باذلاً عملياً او كما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : ( أهتم بها بنفس العنايه التى تعهد بها المسيح الكنيسه … نعم حتى وأن احتاجت ان تقدم حياتك !! نعم . لتحتمل أى ألم مهما كان ، ونعم حتى وأن أحتاجت ان تتقطع اجزاء ربوات المرات !! ولا تمتنع ..)
+ أن كان الرجل هو الرأس ، فلا مكان للرأس بدون الجسد ولا حياه للرأس بدون الجسد . يقول القديس أمبروسيوس : ( الرجل بدون زوجته يحسب كمن هو بلا بيت . )
4- الشركه فى الصليب :
حينما تمارس الزوجه خضوعها لرجلها فى الرب . ويمارس الرجل حبه لعروسه من أجل الرب . إنما يشترك الاثنان معاً بصوره أو بأخرى فى عمل السيد المسيح الذبيحى بالبذل الحقيقى ، فتصير حياتهما الزوجيه علامه منظوره عن شركتهما فى عمل السيد المسيح المبذول الخفى … بمعنى أخر يرى الزوجان فى ذبيحه المسيح ، ذبيحه الحب عن الأخرين نموذجاً حياً ورصيداً لحياتهما الأسريه … هذا ما نلمسه فى حديث الرسول بولس : ( ولكن كما تخضع الكنيسه للمسيح كذلك النساء لرجالهن فى كل شئ .
أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح ايضاً الكنيسه وأسلم نفسه لأجلها ” ) ( أف 5 : 24 – 25 ) .
+ تحت ظل الصليب تقدم الزوجه خضوعها بفرح من أجل الرب ويعلن الزوج حبه لزوجته مهما كان تصرفها متمثلاً بالسيد المسيح الذى قدم حياته لتقديس المؤمنيين .
+ فى قوه ووضوح تحدث الرسول بولس عن حب المسيح للكنيسه كمصدر حى لحب الرجل لزوجته قائلاً :
- ” أسلم نفسه لأجلها “
- ” لكى يقدسها ، مطهراً أياها بغسل الماء بالكلمه “
- ” لكى يحضرها لنفسه كنيسه مجيده “
- ” لا دنس فيها ولا غضن أو شئ من مثل ذلك “
- ” بل تكون مقدسه وبلا عيب “
ويلاحظ فى محبه المسيح للكنيسه الأتى :
1- أنه أسلم نفسه لأجلها لان المحبه ” لا تطلب ما لنفسها ” ( 1 كو 13 : 5 )
2- غايه السيد المسيح من عروسه أن يقدسها ويطهرها بمياه المعموديه وذلك بالكلمه مقدماً صليبه ثمناً لتقديسها …
+ كما يقول القديس يوحنا ذهبى الفم : ” مملوءه عيباً وبشعه وملومه ، فلم يشمئز منها ولا مقتها . إنما أسلم نفسه من اجلها … كقول الرسول : ” وإذ كنا خطاه مات المسيح عنا ” ( رو 5 : 5 )
+ وبالرغم من كونها هكذا . أخذها وكساها بالجمال وغسلها ولم يرفض أن يسلم نفسه من أجلها .” كما ورد فى سفر حزقيال النبى …
أحكام المواريث بنصيب متساو بالرجل .
1- سفر العدد : ( أصحاح 27 : 1 – 11 )
” أفتقدت بنات صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى من عشائر منسى بن يوسف . وهذه اسماء بناته : محله ونوعه وحجله وملكه وبرصه-فتقدمن ووقفن أمام موسى والعازار الكاهن وأمام الرؤساء وكل الجماعه لدى باب خيمه الاجتماع قائلات : أبونا مات فى البريه ولم يكن فى القوم الذين أجتمعوا على الرب هى جماعه قورح بل بخطيته مات ولم يكن له بنون . لماذا يحذف اسم أبينا من بين عشيرته لانه ليس له أبن . اعطنا ملكاً بين أخوه أبينا . فقدم موسى دعواهن امام الرب ، فكلم الرب موسى قائلاً : بحق تكلمت بنات صلفحاد فتعطيهن ملك نصيب بين أخوه أبيهن . وتنقل نصيب أبيهن أليهن . وتكلم بنى اسرائيل قائلاً : أيما رجل مات وليس له أبن تنقلون ملكه إلى أبنته وأن لم تكن له أبنه تعطوا ملكه لأخوته وأن لم يكن له أخوه تعطوا ملكه لأخوه أبيه . وأن لم يكن لأبيه أخوه تعطوا ملكه لنسيبه الاقرب اليه من عشيرته فيرثه . فصارت لبنى اسرائيل فريضه قضاء كما أمر الرب موسى ” .
2- سفر يشوع : ( أصحاح 17 : 3 – 6 )
” وأما صلفحاد بن حافر بن جلعاد بن ماكير بن منسى فلم يكن له بنون بل بنات وهذه اسماء بناته : محله ونوعه ومجله وملكه وبرصه . فتقدمن امام العازر الكاهن وامام يشوع بن نون وأمام الرؤساء وقلن : الرب أمر موسى أن يعطينا نصيبنا بين أخوتنا فأعطاهن حسب قول الرب نصيباً بين أخوه أبيهن . فأصاب منسى عشر حصص ماعدا أرض جلعاد وباشان التى عبر الاردن . لان بنات منسى أخذن نصيباً بين بنيه . وكانت أرض جلعاد لبنى منسى الباقيين “
3- سفر أيوب : ( أصحاح 42 : 12 – 17 )
” وبارك الرب أخره أيوب اكثر من أولاه وكان له أربعه عشر الفاً من الغنم وسته ألاف من الأبل . والف فدان من البقر والف أتان وكان له سبعه بنين وثلاث بنات وسمى اسم الأولى يميمه وأسم الثانيه قصيعه واسم الثالثه قرن هفوك ولم توجد نساء جميلات كبنات أيوب فى كل الارض واعطاهن أبوهن ميراثاً بين أخوتهن وعاش أيوب بعد هذا مئه واربعين سنه ورأى بنيه وبنى بنيه إلى اربعه اجيال ثم مات أيوب شيخاً وشبعان الأيام .” .
4- رساله بولس الرسول الاولى إلى أهل كورنثوس ( أصحاح 11 : 11 ) .
” غير ان الرجل ليس من دون المرأه ، ولا المرأه من دون الرجل فى الرب . لأنه كما أن المرأه هى من الرجل . هكذا الرجل أيضاً هو بالمرأه . ولكن جميع الأشياء هى من الله ” .
هكذا ….
هكذا كانت إراده ومشيئه الرب فى العهد القديم والعهد الجديد من الكتاب المقدس ان للمرأه كرامه وحقوقاً متساويه مع الرجل … ولم تعط المسيحيه للرجل مراتب استعلاء أو تميز على المرأه بل أعتبرته ” الأناء الأقوى ” الواجب عليه أحتواء ” الاناء الأضعف ” ……