حالة من الاستنفار والخوف تندب اقباط مدينة الحسينية وقرية “الاخيوة” التابعة لها بمحافظة الشرقية ، قبل ساعات قليلة من انتهاء صلاة الجمعه اليوم، فى ظل تخوفات من شن هجمات عليهم نتيجة التحريض المستمر من تيارات متشدده ضدهم للانتقام ردا على مقتل فتاة مسلمة على يد شاب قبطي الذي يواجه الحبس الأن على ذمة التحقيق.
وغادر الكثير من الأسر القبطية منازلهم ونقلوا اطفالهم لمناطق بعيدة ما بين مدينة العاشر والزقازيق، خوفاً على ذويهم وعلى حياتهم، ولم يتبقى سوى عدد قليل من الرجال الذين فضلوا البقاء تخوفاً من استهداف ممتلكاتهم.
وقال أحد الاقباط بالحسينية: “اضطررت لمغادرة المدنية مع اسرتي وذهبنا إلى اقاربنا بمدينة العاشر حتى تمر صلاة الجمعه، نظراً لأن الأجواء لا تطمئن في ظل تحريض من متشددين ضد الأقباط، والإشكالية أن التهديد يأتي اكثر من خارج المدينة فرغم مساندة الكثير من العائلات المسلمة لنا والتصدي للمتشددين في الأيام الماضية ومنعهم الاقتراب إلى كنيسة المدينة، ولكن المخاوف تتزايد من زحف متشددين من مناطق محيطة وقرى الحسينية. لاسيما أن التحريض مستمر وشائعات كثيرة تروج ضد الاقباط، فلم يكن أمامنا سوى الرحيل بشكل مؤقت خوفا على ابنائنا.”
وأضاف أن الشرطة تقوم بتأمين كنيسة مارمرقس بالحسينية وكنيسة مارجرجس بقرية الأخيوة ولكن منازل ومتاجر الأقباط لا يوجد أي تأمين عليها وهو ما يجعل استهدافها سهلا” وأكد أن الاقباط ليس لهم علاقة بهذا الحادث، فالشاب الذي ارتكب الجريمة مجرم ويجب تقديمه للمحاكمة في اسرع وقت لتوقيع العقوبة عليه لأن ما فعله يرفضه كل ابناء المدينة مسلمون وأقباط وأن الجريمة لا تتعلق بالأديان، ولا يجب تحميلها لكل الاقباط .
وأمام المخاوف من شن هجمات، قررت كنائس الحسينية والاخيوة انهاء قداس جمعة “ختام الصوم” اليوم مبكرا، حيث بدأ القداس في السادسة صباحا وتم الانتهاء منه في التاسعة والنصف لإعطاء فرصة لبعض الحضور الذين مازالوا في المدينة للعودة لمنازلهم وغلق الكنيسة مبكرا حتى لا يتم تعريض الأرواح للخطر .
والجدير بالذكر أن قوات الأمن تكثف تواجدها حول كنائس المدينة ومنزل اسرة الشاب المتهم بقتل الفتاه بقرية الاخيوة، ولكن مازالت تيارات الإرهابية تبث سموم الفتنة للتحريض على الخروج من أجل الانتقام .