بعدما كانت القرى والمنتجعات السياحية تطلب منهم كميات كبيرة من الأثاث، أصبح يعمل بالطلب الفردي ولا يجد من يشتري، هكذا نطق حرفيون صناعة الجريد بمدينة ” نقادة ” التابعة لمحافظة قنا تلك المدينة التي إشتهرت بهذه الصناعة.
حيث يقوم هؤلاء الحرفييون بصناعة الأثاث مثل ” الكراسي، غرف النوم الكاملة، فوانيس، النجف، ستارات، ماكيتات، سدود وأبواب، الزينة، طرابيزات، أقفاص لحفظ وتخزين جميع الفواكه”
وتعلم الفنانين هذه الحرفة من أبائهم وأجدادهم؛ والغريب أن بعض منهم موظفون في الهيئات الحكومية؛ إلا أنهم يتمسكون بهذه الحرفة ويعملون بها حتي الأن لأنها تراث بلدتهم ويجب المحافظة عليه من الإنقراض، بل يقومون بتعليم أبنائهم لتلك المهنة؛ بالرغم من عدم وجود إقبال عليها؛ وذلك بعد إستخدام المجتمع المصري للمنتجات الصينية المصنوعة من البلاستيك مثل الأقفاص والكراسي.
وأوضح أ. محمد عبد الستار مدير مدرسة وأحد الحرفيين : إن مميزات صناعة الجريد أنها مريحة وصحية جداً؛ لأنها متفتحة من كل الجهات فإذا جلست مثلاً علي إحدي الكراس البلاستيكية في الصيف يتعرق الجسم، هكذا أيضا الأقفاص التي تحفظ الفاكهة والخضروات ؛ فإذا تم وضع الفاكهة في الأقفصة البلاستيكية؛ تفسد بسرعة، أما الأقفصة الجريد فتحافظ عليها مدة طويلة؛ ولكن الأن أصبحت الناس تستسهل إستخدام البلاستيك .
أشارأ.” محمد “: أن هذه المهنة قاربت علي الإنقراض وذلك لقلة الطلب عليها ونحن نحاول أن نحافظ علي مهنة أجدادنا من خلال الإستمرار فيها، كما نقوم بتعليمها لأولادنا لأننا لا نضمن أن يجد إبناءنا وظائف بعد التخرج؛ بدلاً من أن يصبح إبني عاطلاً؛ ولكننا لا نجد أماكن للتسويق كما إننا لا نجد أماكن نقوم فيها بالعمل لأن هذه الحرفة تحتاج لأماكن واسعة لإعدادها.
وأكمل أ. “محمد” حديثه قائلاً: لماذا لا تدرس هذه المهن اليدوية في التكوين المهني ؛ فتلك الصناعات اليدوية كانت سبب في دخول العملات الأجنبية إلي مصر فيجب الإهتمام بها كثيراً .
وقال أحمد بدوي منصور: لقد تعلمت هذه الصناعة منذ حداثتي من أبي وجدي، وأحببتها ولا أعرف أن أعمل في أي مهنة غيرها. لذلك أريد أن تنهض هذه المهنة مرة أخري، وأتمني أن توفر الدولة مكان لنا في الظهير الصحراوي بنقادة لكي نقوم بعملنا؛ لأن الجريد يحتاج أماكن أكبر
وأضاف الفنان ” أحمد ” قائلاً : أنا مستعد أن أقوم بتدريب الشباب الذي يريد أن يعمل بها .
وتحدث أ. علي عبد الفتاح قائلاً: بالرغم من إنني أعمل في أحد الهيئات الحكومية؛ إلا انني متمسك بمهنة أجدادي للحفاظ عليها، وأيضاً لإستثمار وقت فراغي، وذلك أملاً في أن تساعدني تلك المهنة في تغطية إحتياجات متطلبات الحياة، ولكن لا نجد من يقبل علي شرائها ونحتاج تخصيص مكان للتسويق.