كل إنسان معرض للخطأ … فقد يخطئ وجلًّ من لا يخطئ …
ولكن غلطه معينه قد يرتكبها شخص وتظل محفوره فى ذهنه لا ينساها وقد لا ينساها له الأخرون … هى غلطه لا علاج لها وتستمر نتائجها إلى مدى طويل … إنها غلطه العمر … كلمات كتبها قداسه البابا المعظم مثلث الرحمات البابا شنوده الثالث …
فأن الكتاب المقدس يعرض أمثله كثيره نذكر منها على سبيل المثال :
++ أول مثال فى الكتاب المقدس هو غلطة أبونا أدم وأمنا حواء حيث كانت غلطه العمر بالنسبه لكل نسلهما من بعدهما إلى أخر الدهر وقد تكلفت عملية التجسد الإلهى والصلب والفداء ثم بعد ذلك المعموديه …
++ وما بعدها … خطية قايين أبن أدم – فقد حسد أخاه هابيل ومع أن الله أنذره الا أنه قام على أخيه وقتله وكانت غلطه العمر وقال له الله : ” صوت دم أخيك صارخ إلىًّ من الارض فالآن ملعون أنت من الأرض التى فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك … تائهاً وهارباً تكون فى الارض ” ( تك 4 : 10 – 12 ) .
++ داود النبى … الغلطة التى كلفته دموع العمر كله ” وبدموعه يبل فراشه ” حتى بعد أن غفرت حتى وبعد أن قال له ناثان النبى ” والرب نقل عنك خطيئتك لا تموت ) ( 2 مم 12 : 13 ) .
++ وبالمثل خطية سليمان الحكيم أبنه … هذه التى قال عنها فى سفر الملوك الاول ” وكان فى زمان شيخوخه سليمان أن نساءه أملًّن قلبه وراء ألهه أخرى ، ولم يكن قلبه كاملاً مع الرب إلهه كقلب داود أبيه ” ( 1 مل 11 : 4 ) – وعلى الرغم من توبته على هذه الخطيه وغيرها وظهرت توبته فى سفر الجامعه وفى سفر نشيد الأناشيد … الا ان سيًّره ورا ألهه أخرى كانت خطيه عمره …
++ وبالمثل أبنه رحبعام … كان لإتباعه لمشورة الشباب هو خطية العمر وقال قولته الشهيرة عندما خاطب الشعب قائلاً : ” إن خنصرى أغلظ من متنى أبى … أبى أدبكم بالسياط وأنا أؤدبكم بالعقارب ” ( 1 مل 12 : 3 – 11 ) ..
++ وأيضاً كانت لأبشالوم أبن داود خطايا كثيرة منها قتله ( لأمنون ) أخيه ( 2 صم 13 : 28 ) وأيضاً جلوسه للقضاء بين الناس ( 2 صم 15 : 2 ، 4 ) ولكن ( غلطة العمر ) بالسبه له ” أنه أنشق على أبيه وأرسل جواسيساً ينادون به ملكاً ” ( وكوًّن له جيشاً حارب به أباه وخان أباه أيضا حسب ( مشوره أخيتوفل ) ودخل على سراريه !!! وهلك أبشالوم ومات فى حربه ضد أبيه .. وما أصدق قول الكتاب المقدس ” العين المستهزئه بأبيها والمحتقره إطاعه أمها تقودها غربان الوادى وتأكلها فرخ النسر ) ( أم 30 : 17 )
+++ ومثل خطيئة أبشالوم .. كانت خطيئة حام بن نوح الذى أستهزأ بأبيه حينما تعًّرى فى سكره .. فكانت النتيجه أن نوحاً لعن كنعان بن نوح وجعله عبد العبيد لإخوته ” ( تك 9 : 25 ) .. وغلطه حام هذه كانت غلطه عمره ، لانه لعن بها نسله .. والتى ظلت إلى إيام السيح المسيح فى حديثه مع المرأه الكنعانيه التى من نسلها كنعان بن حام ) ( مت 15 : 22 )
+++ أيضا كانت غلطة العمر إلى شاول الملك والتى كانت تكمن فى استقلاله عن الله … فهو ما كان يستشير الله ولا نبيًّه صموئيل حتى أنه – فى حماقة – قدم ذبيحه وهو ليس من سبط الكهنوت وكانت هذه هى خطيئة عمره … بل وأنتهت حياته بأن أستدعى ( ساحرة) طالباً منها أن تستشير الجان ” أى الارواح الشريره ) … وبهذا هلك شاول ( 1 صم 28 ) …
+++ كما وأن أخاب الملك وزوجته أيزابل هو نشر عباده الاوثان والاصنام .. وقد قام إيليا النبى بمقاومه ذلك وقتل 850 من أنبياء البعل والسوارى … ثم كانت خطيه عمرها !! وهى أنهما أشتهيا حقل نابوت اليزرعيلى ( 1 مل 21 ) ” والتى بسببها لفقا تهمه التجديف على نابوت ، حيث أستحضروا شهوداً زوراً ضده وحكم عليه بالرجم … فمات … ثم بعدها أرسل الله لأخاب ، أيليا النبى يقول له ” فى المكان الذى لحست فيه الكلاب دم نابوت ، تلحس الكلاب دمك أنت أيضاً ” ( 1 مل 21 : 19 ) ..
+++ كذلك كانت خطيئة العمر بالنسبه ل ( شمشون الجبار ) … حيث كانت له خطايا كثيره مثل أخطائه مع نسوه زانيات .. ولكنها جميعها كانت خطايا فرعيه .. ولكن كانت خطيئة عمره هو كشف سر قوته لصديقته ( دليله ) … فأستقدمت اعداءه قصوا شعره ، وبها كسر نذره لأنه كان نذير الرب … وهكذا فقد قوته … إذ فارقه الرب ، فقعأوا عينيه وكان يجر طاحونه ( قض 16 : 17 – 21 ) .
++ وأيضاً غلطة العمر بالنسبه لبطرس الرسول فى أنكاره لسيده والتى ظل يذكرها إلى يوم أستشهاده ، فطلب أن يُصلب منكس الرأس وليس كسيده .
+++ أختار لوط سدوم بعد أن أصبحت الأرض لم تحتمل أن يسكن لوط وإبرام معاً إذ كانت أملاكها كثيره وحدوث مخاصمه بين رعاه مواش ابرام ورعاه مواش لوط – مما دعا لوط أن يقول لأبرام عمه لا تكن مخاصمه بينى وبينك وبين رعاتى ورعايتك لأننا نحن أخوان … واعتزل كل منها عن الاخر … بعدها أختار لوط سدوم وهى كأرض مصر ونقل حياته الى سادوم وكان اهل سدوم أشرارا وخطاه لدى الرب جداً ، فنشبت حروب بالمنطقة المجاورة لسدوم وعموره ، وسقط لوط اسيراً وكل من معه وكل ممتلكاته وغنمه فقام أبرام بغلمانه المتميزين كسرهم وخلصًّ لوط ومن معه وترواثهم معهم . وكانت غلطه عمر لوط هنا فى ترك ابرام عمه وذهب الى سدوم وعموره ، ومذبحاً للرب لم يقم هناك بل أنغمس أولاده فى الشر مع أهل المدينه وفقد زوجته .
+++ هكذا ( ساراى ) زوجه أبراهيم – أى ساره فيما بعد – فقد سقطت فى غلطه العمر بعدما مرت السنون دون حدوث تغيير من حاله العقم ، ظنت ساراى أنها يمكن أن تتمتع بالبنين من خلال هاجر جاريتها !! قدمتها لرجلها ، وقبل أبرام الأمر حاسباً ان الله يحقق وعوده خلال نسله من هاجر …. ولكن اذ سلكت ساراى بتفكير بشرى بحت خارج دائره الايمان … نالت مراره وخساره …
+++ أخطا أبونا ابراهيم – خليل الله – مرتان . ( من نفس جنس الخطأ ) أحدهما مع فرعون فى أرض مصر قائلاً أن ساره أخته وبعدها أخذها فرعون ليجعلها لنفسه زوجه ( تك 12 : 14 – 20 ) والرب ضرب فرعون وبيته ضربات عظيمه حتى لا يمس ساره ، ووبخ فرعون ابرام بسبب أخفاؤه حقيقه زواجه بساره .
ومع ذلك تكرر ما حدث مع أبراهيم فى شيخوخته مع أبيمالك حيث قال عن ساره أنها أخته ، فأرسل أبيمالك – ملك جرار – يأخذها لنفسه زوجه وكانت قد بلغت فى ذلك الحين التسعين من عمرها . قد طلبها ابيمالك بسلامه قلب ونقاوه … ربنا ضربه الله بالمرض لكى لا يلتقى بها ، بعدها صلى الله وساره وأبيمالك وجواريه فشفاهم الرب .
+++ أخطأت راحيل زوجه يعقوب وأبنه خاله لابان عندما حمل يعقوب معه كل أمتعته وغنمه وزوجتيه ( ليئه وراحيل ) وأولاده وجواريه على الجمال – ليجئ إلى أسحق أبيه الى أرض كنعان ..
وقد حدث أن سرقت راحيل ( أصنام أبيها لابان ) وهذا هو الخطا الاعظم التى سقطت فيه راحيل زوجه يعقوب ، فعندما عاتب لابان يعقوب على أنه ( سرق ألهته ) .. ولم يعلم يعقوب أن راحيل كانت قد سرقت ألهه أبيها . أحتج يعقوب على لابان مشهداً القوم على أمانته له وفى خدمته له طوال مدة العشرين عاماً .. وبكرًّ لابان صباحً وقبًّل بنيه وبناته ومضى ورجع إلى مكانه وذهب يعقوب إلى حاران إلى أرض الموعد وأعطى الله لكل واحد سؤل قلبه !!
فالله لا يحابى … من وضع قلبه فى التراب سمع الصوت الألهى ( لأنك أرضى وإلى الأرض تعود ) .. أما من وضع قلبه فى السماء فيسمع الصوت الألهى : ( لانك سماء وإلى السماء تعود ) …
+++ أخطا عيسو كإنسان جسدى إذ باع بكوريته لأخيه يعقوب من أجل طبق عدس أحمر … ومن اجل ذلك دُعى أسمه ( ادوم ) ويظهر مدى أستهتاره من قوله : ” ها أنا ماضى إلى الموت ، فلماذا لى البكوريه ؟ ! ويقول الكتاب : ” فأكل وشرب وقام ومضى فأحتقر عيسو البكوريه .”
+++ لماذا اراد يونان الهرب الى مدينه ترشيش من وجه الرب عوضاً عن الذهاب إلى نينوى ؟!! السبب الحقيقى وراء رفض يونان لكرازته للآشوريين ( الامم ) اعداء بنى اسرائيل ذات نفسها الذى هو واحد من رعاياها … لقد كان للقديس جيروم رأى حيث قال : ” أن يونان خشى من كرازته للاشوريين اعداء بنى اسرائيل فهرب الى ترشيش أى الى الاتجاه المضاد فأنه لم يحتمل الذهاب إلى نينوى فتخلُص على حساب شعب اسرائيل ” ولقد عبر القديس جيروم فى ذلك قائلاً : ” صار اليهود تحت الحكم فى جحوده ويجف ، هم عندهم الكتاب أما نحن فلنا رب الكتاب ، هم لهم الأنبياء أما نحن فلن فكر الأنبياء ، هم يقتلهم الحرف أما نحن فيحينا الروح ، ليهم بارباس مقيداً ، أما نحن فلنا المسيح أبن الله حراً ..”….
أمين …..