تحتفل سفارة بولندا هذه الأيام بذكرى مرور 1050 عام على تعميد بولندا،وستكون كلمات أغنية الاحتفالية التي ألّفها ليوبولد تفاردوفسكي والتى يقول مطلعها “أينما وجد التعميد، وجد الأمل”، هى موضوع الإحتفال بهذه الذكرى .ويقام فى ذات الوقت إحتفال برعاية شرفية من رئيس جمهورية بولندا، ينظَّمه أندجي دودا في الفترة من 14-16 أبريل في مدينتي بوزنان وجنيزنو.ويشهد أول يوم من الاحتفال تقديم كل من الرئيس أندجي دودا وأسقف بولندا وممثل عن البابا الشكر لتعميد بولندا وذلك بكاتدرائية جنيزنو.كما يعقد مجلس النواب ومجلس الشيوخ ولأول مرة، جلسة إحتفالية خارج وارسو يقوم فيها رئيس جمهورية بولندا بإلقاء خطاب رسمي. ويحضر هذا الحدث أيضاً ممثلو الجاليات البولندية بالخارج وممثلون عن الكنائس المسيحية الأخرى.وفى حوار مع الملحق الإعلامى بسفارة بولندا أوضح أن يوم 14 أبريل 966، هو اليوم الذي تم فيه تعميد أول حاكم تاريخي لبولندا، الحاكم ميشكو الأول، لَيشهد ميلاد دولة بولندا. وبإعتناقه المسيحية، أصبح ميشكو الأول على قدم المساواة مع غيره من الحكام البولنديين، وكنتيجة لدخول المسيحية، دخل رجال الدين المسيحي بولندا لبناء مهد للثقافة المسيحية.
وتم تعميد ميشكو الأول بوساطة مملكة بوهيميا (التشيك) التي كانت تدين بالمسيحية في ذلك الوقت، وكان الموطن الأصلي لزوجة ميشكو، الأميرة دوبرافا.جدير بالذكر أنه قد تم عقد العديد من الفعاليات الدينية والثقافية والاجتماعية المرتبطة بهذه الذكرى منذ بداية شهر مارس في كافة أنحاء بولندا، كما يتم تنظيم عدة مؤتمرات ومعارض للمشاركين في الإحتفال حول بدايات الدولة البولندية، مثل: “نور في الشرق – نور من الشرق: بولندا والكرسي البابوي – 1050 عاماً من التاريخ Lux in Oriente – Lux ex Oriente “، معرض لأعمال -على سبيل الإعارة- من الفاتيكان، ومعرض “إكسبو كريستيانيتاتيس Expo Christianitatis” الذي يستعرض بدايات المسيحية في بولندا.كما سيستطيع ضيوف مدينة بوزنان مشاهدة أجزاء من كنيسة الأميرة دوبرافا في أوستروف تومسكي. ومن المخطط أن يتم إهداء صلبان رمزية للكاتدرائيات البولندية مصنوعة من خشب البلوط المستخرج من بقايا التحصينات الدفاعية الخاصة بدولة بولندا القديمة. وتستمر الإحتفالات القومية حتى نوفمبر 2016.
وقد كتب البابا فرانسيس في خطاب خاص بمناسبة الإحتفال بهذه الذكرى في بولندا، أنه سوف يكون في صلواته مع “بولندا حينما سيقوم أبناء وبنات هذه الأمة النبيلة الأحباء بالإحتفال الجليل بالذكرى الجميلة الـ1050 للتعميد”.وتذكرنا أبرشية بوزنان بدورها أيضاً بأن “الذكرى الـ1050 لتعميد بولندا لا تحدد لنا ذكرى تاريخية شهدت بدء تاريخ الكنيسة البولندية وولادة الدولة البولندية فحسب، بل تدعونا هذه الذكرى أيضاً إلى تدبّر تبعات هذه الحقيقة على الواقع والمستقبل”.هذا ، وسوف تستمر الإحتفالات سواء بالسفارة أو بولندا نفسها بهذا الحدث الكبير .