قال أبونا ” بولس جورج ” _ كاهن كنيسة مارمرقس الرسول بمصر الجديدة _ خلال عظته الأسبوعية و التى اعتاد ان يلقيها بنفس الكنيسة يوم الأربعاء من كل أسبوع , إن هناك خمس عطايا يمنحها المسيح المصلوب على الصليب , لمن يتزكى و يصبر فى التجربة و يحتمل الصليب , و يكمل معه الطريق إلى الجلجثة , فى مقدمتها
1- الحضن المفتوح : أن المسيح على الصليب فاتحاً ذراعه و حضنه لمن يصبر فى التجارب , ذاكراً العديد من الأمثلة على ذلك منها مريم المجدلية و التى كانت مستودعاً للأرواح الشيطانية , و المرأة نازفة الدم و التى كانت تعد عاراً و قتها بين اليهود , و الأصعب المرأة السامرية و التى كان لها خمسة أزواج و الذى معها ليس زوجها , متسائلاً كيف قبل المسيح كل هولاء ؟! , مؤكداً إن كان قد قبلهم بخطاياهم النجسة , فسيقبلنا بلا أدنى شك , و سينظر إلى الأشياء الجيدة لدينا .
2- العطية الثانية قلب المغفرة : أن “بولس الرسول ” فى رسالته إلى العبرانيين أكد على أنه بدون سفك دم لن تكن هناك مغفرة , و روى أبونا بولس هذه القصة , و هى أن إحدى السيدات ذهبت يوماً إلى المتنيح ” أبونا” بيشوى كامل ” تنتقد تصرفات حماتها و تدخلاتها فى حياتها هى و زوجها , فما كان من أبونا بيشوى إلا و أشار عليها بالنظر و التأمل فى ايقونة الصلبوت و عليه السيد المسيح المصلوب , و ذلك بشكل يومى , حتى أتت السيدة و بعد شهر تشكره على هذا التدريب , لأنها نظرت إلى آلام المسيح فهانت عليها آلامها , و من هنا نقتنى قلب المغفرة .
3- العطية الثالثة كتف قوى : و يقصد هنا بالكتف القوى أى الاحتمال ,السيد المسيح له كل المجد حمل الصليب الخشب على كتفه حتى الجلجثة ليصلب عليه , فلو شعرنا بالآم المسيح ستهون علينا آلامنا , و هنا يسرد قدسه إحدى التجارب و التى عايشها أحد الأشخاص بالولايات المتحدة و قد شعر بالآم شديدة بظهره و نصحه الأطباء بالنوم بطريقة معينة , و منها تآلم الرجل نفسياً , لكن بمجرد أن ذكره أحد الآباء بآلام و صلب المسيح هانت عليه آلامه حتى أنه لم يرغب فى الشفاء , و حينما أعطاه الله نعمة الشفاء لم يشعر بفرحتها , لأنه كان قد عايش المنفذ مع التجربة و شعر بالفرح مع الآلم.
4- الزلازل العطية الرابعة و الملفتة : فيروى قدس أبونا” بولس جورج” أنه رسم كاهناً عام 1992 م , و بعدها بحوالى شهر عاصرت مصر زلازال أكتوبر 1992 م , و لم تكن الأنشطة بالكنيسة و الاعترافات لدى قدسه كثيرة , إنما بعد أن رأت الناس الزلزال و ما أحدثه من نكبات _ بالرغم من أنها لم تكن مؤذية بالمعنى المتعارف عليه و كما تحدث الزلازل بالدول الأوروبية _ أقبلت على التقرب من الأسرار المقدسة , أى أن التجربة و الصليب دائماً ما تحدث داخلنا زلزلة مختلفة تعمق من شعورنا بالوجود الإلهى و تزيد من رغبتنا فى التوبة و الرجوع , فصلب المسيح نفسه زلزل الطبيعة و الكون .
5- العطية الخامسة و الأخيرة القيامة : فلا صليب بدون قيامة , و لا قيامة بدون صليب , فمن تآلم مع المسيح حتماً سيفرح معه .
هذا و اختتم قدس أبونا ” بولس جورج ” عظته الأسبوعية محفزاًعلى الصبر و الاحتمال , مؤكداً على عمق الفرح لمن يتزكى و يصبر , مذكراً بأن الله لا يجربنا فوق ما نحتمل .
بدورها ترقبت ” وطنى ” فقرة الأسئلة و التى يشملها الاجتماع و يقبل عليها الكثيرون من الشباب و الفتيات , إلا أن هذه المرة , و نظراً لتضمن الاجتماع لطقوس أسبوع الآلآم , تم تأجيل فقرة الأسئلة على أن تعاود من جديد بعد انتهاء الاحتفال بعيد القيامة , و بمجرد عودة الاجتماع , و هو ما ستحرص ” وطنى ” على تقديمه و عرضه لقراءها , خصوصاً الشباب و الفتيات .