تعقدت المواقف كثيرا فى المنطقه العربية فى لبنان وهى حاضرة الشام الأخيره التى بقيت نسبيا متوازنة شكل اعلان دول الخليج أدراج حزب الله كمنظمة إرهابية ومايعقب ذلك من تداعيات خطيرة تسقط التوازنات الهشة التى قامت عليها الدوله اللبنانية وظلال اتفاق الطائف التى يتساند عليها الفرقاء كغريق يتعلق بقشه وهذا التصرف العنيف على خلفية صراع دولى كبير فى سوريا بين محاور اقليمية كبرى تركيا وايران وإسرائيل وتحت ظلال التدخل المباشر للقوى الكبرى الروس والأمريكان يدخل لبنان مباشرة وجها لوجه مع اسئلة المصير المذهبية والطائفية ويسقط البقية الباقية من الدولة اللبنانية فى شبكة الصراع المستحيل حله الا بنهاية الزمان جاء هذا بعدما اسقطت المملكه المساعدات المالية للجيش اللبنانى وهى مساعدات حيوية للغاية وهنا سقط الغطاء تماما وانكشفت كل اوراق اللعب وصار الجميع حتما ولازما يلعب على المكشوف فى صراع المصالح والمصير والحقيقه ان السياسه الخليجيه باتت غير مفهومه حقا فى الشام واليمن فالخليج الذى انتج سياسات توافقيه فى العقود الأخيرة ومنذ الطفرة البترولية ..
ومنذ حرب الخليج بعد احتلال العراق للكويت والمنحى نحو سياسات القوة يتخذ ابعادا متقدمه وعنيفه كلمامضى الوقت ..ربما حارب العراق عنهم ايران ثم حاربت الولايات المتحده والتحالف الدولى عنهم دولة صدام حسين حتى اسقطوها لكنهم الان فى سوريا تدخلوا بطريقه اكثر مباشرة ليس فقط بالمال والسلاح بل بتحريك قطعان الاسلام السياسى الجهاديه للقتال وكذلك فى اليمن حيث يبدوالتحرك مباشرا قارب فيه العدوان العام ولازال مستمرا لدحر الحوثى ايضا بالمال والسلاح وتحريك قطعان الاسلام السياسى الجهاديه ويبدو ان هذا هو السيناريو اللبنانى المرتقب ايضا لتكون المنطقه كلها هناك تحت شفير حرب دينيه مذهبية طائفية لن ينجو فيها احد ونشهد تصاعد نفوذ الاسلام الجهادى وتداعيات ذلك على المنطقة الشرق أوسطيه باسرها وربما اول مايصيب صانعيه ذاتهم ومستخدميه فى الخليج انفسهم والعالم كله لاشك سيندرج فى الحمى الناشبه وقد طالهم حتى الان المقدمات فقط اما النتائج فلاشك ستكون امر وادهى ..
لايعرف احدا على وجه التحديد جدوى سياسات القوه التى تنتهجها دول الخليج خاصة ان اغلب عناصر القوه باستثناء السلاح والمال لاتتوافر لدول الخليج مثلا الجيش الوطنى القوى المتماسك فشعوب الخليج نفسها قبائل من الممكن ان تتفكك فى نار الصراعات بسهوله وخطورة الانفلاتات الداعشيه او الشيعيه ماثله بشده فى خلفيات المشهد وكذلك قسوة التدخلات الاقليميه والدوليه وتداعياتها الغير محسوبه لديهم يعرفها اى مبتدىء فى علوم السياسه والتاريخ يعنى انهم بالاخير يخوضوه سياسات قوه غير محسوبه جيدا حتى على مستوى استقرارهم الداخلى وقوتهم الاقتصاديه ونموهم لاحسابات حقيقيه جاده للخليج فى هذه الفتره بينما يعرف الكافه ان كل المحاور الاقليميه والقوى العظمى لها حسابات عميقه ومحسوبه فى تداخلات القوه فى المنطقه ويبدو لى ان الخليج تقدم بلا رجعه الى سياسه اللى يروح مايرجعش حيث لاعراق ولاشام ولايمن وهى المداميك الاستراتيجيه لشبه الجزيره تنهار كليا فلايتبقى من الاساس السياسى والاجتماعى للمنطقه المطحونه حربا هناك حين تنهار من قواعدها الا ان ينهار على الخليج سقف السماء ولااعتقد ان فى الوصف اى مبالغه فيمكن لكل عناصر التحليل ان تقدم لنا هذه النتيجه المنطقيه بوضوح يبقى لنا الموقف المصرى من هذه الاحداث الخطيره وهو تحت ظل ازماته الاقتصاديه يحاول ان يراوح فى مواقفه ويعطى نفسه الوقت ومساحات للتنفس والتأثير بلا جدوى فمشايخ النفط قد اوغلوا حتى الحافه فى سياسات القوه والضغوط حتى بلغت الأوج على مصر واعتقد ان حسابات السياسه المصريه بعد فتره قصيره ستواجه تحديات حسابات القوه الخليجيه من موقع مستقل مجبره لأن الحفره التى تقود اليها هذه السياسات توقع مصر فى مهوى اعظم من المهوى الاقتصادى بكثير هى تهدد عناصر امننا القومى وعوامل استقرارنا مباشرة ومنها صعود مدمر للقوى الجهاديه المتحفزه لتلعب من جديد فى الشأن المصرى بطريقه ثأريه وهذا اقل التداعيات الممكنة.